وجّه رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك انتقادات حادة لخطط الهجرة التي تعتزم الحكومة الألمانية الجديدة بقيادة المستشار فريدريش ميرتس تطبيقها، مشددًا على أن بولندا لن تسمح بدخول إلا من تختارهم بنفسها. 

وخلال مؤتمر صحفي في وارسو مساء الأربعاء، وبحضور ميرتس الذي يقوم بأول زيارة رسمية له إلى بولندا منذ توليه منصبه، قال توسك: "ألمانيا ستسمح بدخول من تريد إلى أراضيها، وبولندا ستسمح فقط بدخول من تقبل به".

 وأضاف أن بلاده ترفض أن تُفرض عليها وقائع توحي بإمكانية إرسال مجموعات من المهاجرين إلى أراضيها من قبل أي جهة، بما في ذلك ألمانيا.

التصريحات البولندية تأتي في ظل اعتراضات على إنشاء "مركز دبلن" في مدينة آيزنهوتنشتات الواقعة على الحدود الألمانية البولندية، والذي أُعلن أنه سيسرّع عمليات إعادة طالبي اللجوء إلى دول أخرى في الاتحاد الأوروبي، وعلى رأسها بولندا. و

رأى توسك أن هذا المشروع يهدد بتغيير قواعد التعامل الثنائي ويخلق توترًا غير مبرر، وعبّر عن خشيته من أن يتحول إلى وسيلة لترحيل اللاجئين إلى بلاده دون تنسيق مسبق.

رفض توسك كذلك الخطط الألمانية التي تقضي بفرض مزيد من الرقابة على الحدود البولندية، مؤكدا أن مثل هذه الخطوة لن تمر من جانب واحد، حيث قال: "إذا قرر أحدهم فرض ضوابط رقابية على الحدود البولندية، فستفرض بولندا بدورها مثلها أيضا. وهذا ببساطة لا معنى له على المدى الطويل". 

ورأى أن الحل يكمن في تعزيز التعاون الأوروبي في إدارة الحدود الخارجية وليس بخلق توترات داخل الاتحاد.

وأشار توسك إلى أن بولندا تتحمل "عبئًا ثقيلًا" في حماية الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي، لاسيما في ظل ما وصفه بالمحاولات المتكررة من جانب نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو لدفع مهاجرين إلى الحدود الأوروبية عمدًا، مؤكدًا أن بلاده تتطلع إلى شراكة ألمانية فاعلة في مواجهة هذا التحدي. 

من جانبه، وعد المستشار الألماني فريدريش ميرتس بتقديم دعم لوجستي وسياسي لبولندا في هذا السياق، وقال: "نحن نعتبر أن من واجبنا تقديم الدعم والمساعدة الألمانية من أجل حماية هذه الحدود الأوروبية الخارجية بشكل أفضل مما حققناه في الماضي".