في واحدة من أغرب اللوائح البلدية المطبّقة بالولايات المتحدة، تفرض بلدة "كارمل باي ذا سي" (Carmel-by-the-Sea) -الواقعة على الساحل الغربي لولاية كاليفورنيا- قانونا فريدا من نوعه يمنع النساء من ارتداء الأحذية ذات الكعب العالي دون الحصول على تصريح رسمي من السلطات المحلية.
وتنص اللائحة المحلية على منع ارتداء الأحذية التي يتجاوز ارتفاع كعبها نحو 5 سنتيمترات، أو تلك التي تقل قاعدة كعبها عن بوصة مربعة واحدة، وذلك حفاظا على سلامة المارة وتفادي الحوادث المرتبطة بالتعثر.
وجاء القانون في الأصل كإجراء وقائي لحماية البلدية من أي ملاحقات قضائية قد تنجم عن إصابات تقع بسبب الأرصفة غير المستوية، والتي تتسبب فيها جذور الأشجار المنتشرة بالمدينة. وبدلا من إعادة رصف الشوارع أو تسويتها، اختارت السلطات البلدية تقنين ارتداء الكعب العالي، ومنح تصاريح مجانية لأي شخص يرغب في تحدي هذه التضاريس شريطة أن يتحمّل المسؤولية الكاملة عن نفسه.
تصريح مجاني لارتداء الكعب العالي
وللحصول على هذا التصريح، لا يتوجب عليك سوى زيارة مبنى البلدية وطلب الوثيقة التي تمنحك حرية ارتداء الكعب العالي في البلد، بشرط أن تكون مدركا للمخاطر المحتملة. وبمعنى آخر، أنت مخيّر في أن ترتدي ما تشاء لكنك تتحمّل النتائج بنفسك.
إعلان
والمعروف أن البلدة تتمتع بطابع ريفي فريد، يحاكي أجواء القرى الأوروبية، وتعتز كثيرا ببنيتها المعمارية الأصلية وأرصفتها غير المستوية التي لم تخضع لأي عمليات تسوية أو تحديثات تكنولوجية.
وتُعدّ هذه "التضاريس" من سمات كارمل التي يحرص السكان على المحافظة عليها كجزء من هوية المكان.
جدل على شبكات التواصل
هذا الموضوع أثار فضول الكثيرين بعد أن نشرته الناشطة الأميركية زوري عبر حسابها في إنستغرام، من خلال مقطع فيديو تحدثت فيه عن التجربة.
وأوضحت زوري أن البلدة الجميلة، بأرصفة شوارعها المتعرجة، قد تشكل خطرا فعليا لمن يرتدي الكعب العالي، ولهذا السبب كانت هناك حاجة إلى تنظيم الوضع بطريقة قانونية.
وقد أثار الفيديو ردود فعل واسعة، إذ تفاعل المتابعون ما بين الدهشة والضحك، متسائلين كيف يمكن لقانون كهذا أن يُطبق في العصر الحديث، بينما اعتبر البعض أن التشريع ذكي وواقعي، ويحمي المدينة من تبعات قانونية غير متوقعة.
ما الذي يميّز "كارمل باي ذا سي"؟
كارمل باي ذا سي ليست مجرد بلدة ساحلية صغيرة، بل تُعدّ من أجمل المناطق الطبيعية والمعمارية في كاليفورنيا. وتقع في مقاطعة مونتيري على طول شبه الجزيرة، وتبلغ مساحتها حوالي ميل مربع فقط. وما يميزها طابعها الأوروبي الفريد: إذ لا توجد فيها عناوين منازل أو صناديق بريد، بل تُسلَّم الرسائل يدويا للسكان، كما أنها تضم أكثر من 60 مطعما، و40 فندقا، و100 معرض فني ومتجر، وفقا لتقرير صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.
أما شاطئها الشهير، كارمل بيتش، فيمتد كقوس رملي أبيض ناعم، ويُعدّ من أبرز الوجهات السياحية في المنطقة.
ولا تشبه تجربة المشي في كارمل باي ذا سي الكثير من الأماكن، فهي مزيج من الطبيعة، والفن، والقوانين الغريبة.
0 تعليق