أشاد المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «ألكسو» محمد ولد أعمر اليوم الأربعاء بمكانة دولة الكويت ودورها في دعم الثقافة والموروث الشعبي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها ولد أعمر في افتتاح الملتقى الأول لروابط الأدباء في الدول العربية الذي تعقده «ألكسو» أشار خلالها إلى أن تنظيم الملتقى جاء بمقترح من دولة الكويت بإنشاء ملتقى عربي حول الثقافة الشعبية.
ودعا المدير العام في كلمته إلى مزيد من الاهتمام بالثقافة الشعبية في الدول العربية وإدراك أهميتها وإيلائها القيمة التي تستحقها من خلال صيانتها وحمايتها من الاندثار.
واعتبر أن الثقافة الشعبية العربية رغم تنوعها واختلافاتها ساهمت في توحيد المجتمع العربي بفضل اللغة الواحدة الموحدة مشيرا إلى أنها انتشرت في مناطق واسعة من خلال التواصل الثقافي والهجرات الجماعية المتتالية التي شهدتها المنطقة العربية شرقا وغربا مما أدى إلى خلق تجانس وتماهي بين الأجناس الأدبية العربية وكذلك تقارب في الأشكال الشعرية الشعبية.
من جانبه دعا رئيس مكتب التوثيق المسرحي بالمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بدولة الكويت الدكتور خلف الخالدي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية «كونا» خلال مشاركته بالملتقى إلى انشاء مركز للثقافة الشعبية العربية لجمعها والحفاظ عليها مؤكدا الاهتمام الراسخ لدولة الكويت بالموروث الثقافي الشعبي.
وقال الخالدي إن فهم الثقافة الشعبية يمكن من التعرف على حقيقة المجتمع بكل تفاصيله ومكوناته مشددا على أن الثقافة العربية تمتاز بلغة واحدة مضبوطة القواعد ومحفوظة المفردات جلية البيان.
وأبرز أن دراسة تاريخ الموروث الشعبي العربي تفتح آفاقا جديدة للفهم الواعي المغاير للمجتمعات العربية وتزيد من الاعتزاز بهويتها الشعبية العربية معتبرا أن تعدد الثقافات الشعبية في المنطقة العربية يعزز وحدتها ويكرس قيمها الأدبية والعلمية.
وشدد على أن الأشكال الكتابية للشعر الشعبي في بعض الأقاليم العربية هي ذاتها وإن تفاوتت في التراكيب مشيرا إلى أنه فيما يتعلق بالأمثال الشعبية فإنها تعزز وحدة الثقافة الشعبية من حيث تكرار التجارب الإنسانية وتطابقها في المجتمعات العربية وإن تمايزت في الأسلوب والطرح.
وأشار إلى أن الحكايات الشعبية تمثل بدورها ذاكرة الشعوب وضمير الأمة «فمن خلالها نفهم المجتمع وتاريخه واهتمامه وأولوياته وعاداته وتقاليده ومعتقداته».
وأوضح أن المشرق العربي أثر في الموروث الثقافي الشعبي للمغرب العربي من خلال رحلة بني هلال حيث إن الأحداث والشخصيات والشعر والبطولات بقيت إلى الآن راسخة في الذهن الشعبي في المنطقة.
وأكد أن المنطقة العربية تعد أكثر مناطق العالم في تعدد وتنوع ثقافتها الشعبية من حيث العادات والتقاليد والمعتقدات التي تتفاوت بين القرى والمدن والأقاليم حيث تشكل الفنون الشعبية في الوطن العربي الهوية العربية الأصيلة ولأهل السواحل والقرى والمدن والصحاري.
وأضاف أن الأزياء الشعبية العربية المتنوعة التي فرضتها البيئة الشعبية بتنوع المناخات تعكس الأخلاق العربية وقيمها الراسخة والمتجذرة مثل الحشمة للرجال والنساء وكذلك ثراء الموائد الشعبية يعبر عن كرم الإنسان العربي وسخاء الأرض العربية.
0 تعليق