قد تبدو بعض الكلمات عابرة أو حتى مازحة، لكنها في الواقع تُخفي شكلاً من أشكال الإساءة العاطفية. حين يستخف الزوج بمشاعر زوجته، أو يقلل من شأنها أمام الآخرين، فإن ذلك ليس مجرد سوء تفاهم. بل هو جرح صامت يترك أثره في النفس. الاستخفاف ليس مزحة بل تحذير يجب الانتباه إليه.

ووفق موقع "domesticshelters" قدم الخبراء للزوجات دليلا حول مشكلة استخفاف الزوج بزوجته وكيفية التعامل مع المشكلة نستعرضه في السطور التالية:

ما هو الاستخفاف في العلاقة الزوجية؟

الاستخفاف هو التقليل من شأن الطرف الآخر، عبر الانتقاد المستمر، السخرية، التهكم، أو التعامل مع آرائه ومشاعره وكأنها غير مهمة. في العلاقة الزوجية، يتخذ الاستخفاف أشكالًا متعددة قد تُخفي وراءها رغبة في السيطرة أو التقليل من قيمة الزوجة.

كيف يبدو استخفاف الزوج بزوجته؟

    السخرية الدائمة: إطلاق تعليقات ساخرة على مظهرها، وزنها، طريقة حديثها أو تصرفاتها.

    التقليل من الإنجازات: كأن يُهمّش دورها في الأسرة، أو يُسفّه نجاحاتها المهنية والاجتماعية.

    الإنكار والتبرير: عندما تُظهر الزوجة انزعاجها، يُقابلها الزوج بعبارات مثل "إنتي حساسة" أو "أنا بهزر بس".

    الإحراج أمام الآخرين: إطلاق نكات مهينة عنها أمام الأهل أو الأصدقاء.

    التقليل من الرأي: تجاهل آرائها، أو التصرف وكأنها لا تفقه شيئًا، خاصة في النقاشات.

هل هو مجرد مزاح أم إساءة عاطفية؟

أحيانًا يقول الزوج "أنا كنت بهزر"، لكن المزاح الذي يُشعِر الطرف الآخر بالإهانة ليس بريئًا. الفرق بين المزاح والإساءة العاطفية هو أثر الكلام: هل يُضحك الزوجة أم يُشعرها بالدونية؟ هل يُعتذر بعده أم يُلقى اللوم عليها؟ الزوج المحترم يتراجع فور إدراكه للخطأ، ويعتذر بإخلاص.

لماذا يلجأ بعض الأزواج للاستخفاف؟

في بعض الحالات، يكون السبب هو ضعف في مهارات التواصل أو التربية على أن الرجولة تعني السيطرة. وأحيانًا، يكون الاستخفاف أداة للهيمنة النفسية، يحاول بها الزوج تقليص ثقة زوجته بنفسها، لتبقى تحت سيطرته.

التأثير النفسي لاستخفاف الزوج بزوجته:

    انخفاض الثقة بالنفس

    الشعور المستمر بعدم التقدير أو الأهمية

    الانسحاب العاطفي من العلاقة

    تراكم مشاعر الحزن أو الغضب أو حتى الاكتئاب

كيف تتعامل الزوجة مع الاستخفاف؟

    لا تتجاهلي مشاعرك: إذا شعرتِ بالانزعاج، فأنتِ محقة. لا تقللي من أهمية ما تشعرين به.

    عبّري بوضوح: تحدثي إلى زوجك بهدوء، واشرحي له كيف أثر تعليقه عليك.

    ضعي حدودًا: اخبريه بوضوح أن هذا النوع من المزاح أو التهكم غير مقبول.

    راقبي التكرار: إذا تكرر الأمر رغم توضيحك، فقد يكون علامة على وجود إساءة نفسية منظمة.

    الجئي للدعم: سواء من متخصص نفسي أو مستشارة أسرية، لا تترددي في طلب المساعدة.

متى تصبح العلاقة مؤذية؟

إذا أصبح الاستخفاف عادة يومية، وشعرتِ بالخوف أو الإهانة المتكررة، ورفض الزوج التغيير أو الاعتراف بالخطأ، فقد تكون العلاقة دخلت مرحلة خطيرة. الإساءة العاطفية قد تتطور مع الوقت، لذلك لا تستهيني بالأمر.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل