انطلق هذا الأسبوع أكثر من مئةٍ وعشرين متطوّعاً من الكوادر الطبية الأمريكية، المنضوين تحت الجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS)، متوجّهين إلى الأردن ومناطق عِدة في سوريا ، وذلك لتقديم الرعاية الصحية والتعليم الطبي للمجتمعات المتضررة، بما في ذلك اللاجئين السوريين والفلسطينيين. وتعكس هذه البعثات المتعاقبة التزام الجمعية الدائم بدعم المجتمعات المتضررة وتعزيز البنية التحتية الصحية في المناطق المتأثرة بالنزاعات.
سيشارك أكثر من ثمانين متطوّع في الأردن من 19 إلى 25 نيسان، حيث سيقدمون الخدمات الصحية للاجئين من خلال بعثة طبية متعددة التخصصات تقودها الدكتورة هند أزهري. وفي اليوم التالي سيدخل أكثر من أربعين متطوّع من الجمعية إلى سوريا لبعثة مدتها أسبوع بدءاً من 20 نيسان.
وتركز البعثة على التعليم المستمر للكوادر الطبية المحلية وتقديم الخدمات الطبية المُلحّة. ويُعزز هذا الجهد المزدوج، الذي يجمع بين تقديم الرعاية الصحية والتأكيد على تطوير القدرات عبر التعليم المستمر، النهج الاستراتيجي للجمعية في توفير الرعاية المباشرة، بالإضافة إلى صقل المهارات المحلية وضمان استدامتها على المدى الطويل.
البعثة الطبية إلى الأردن: دعم متعدد التخصصات للاجئين
ستعمل البعثة الطبية في الأردن بالتعاون مع وزارة الصحة، وزارة التنمية الاجتماعية، مديرية الأمن العام/دائرة الشؤون الإنسانية، الجامعات الأردنية، مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، منظمات دولية غير حكومية، المنظمات المحلية المجتمعية، والمستشفيات العامة والخاصة، لتقديم الرعاية المباشرة للاجئين السوريين والفلسطينيين الأكثر حاجة. وذلك بإشراف الدكتورة هند أزهري من ميشيغان. يضم الفريق خبراء في مجالات طب الأسنان، أمراض القلب، جراحة العظام، طب العيون، الأنف والأذن والحنجرة، أمراض الرئة، التوليد وأمراض النساء، طب الأطفال، الطب الباطني، الأشعة، الجراحة التجميلية، وأمراض الجهاز الهضمي.
يعتزم المتطوّعون تقديم آلاف الاستشارات والعمليات الطبية في العيادات والوحدات الطبية المتنقلة على مدار البعثة. وبالإضافة إلى العمليات الجراحية والعلاجات التخصصية، سيقدّم الفريق أيضاً التدريب والتعليم لرفع الكفاءات الطبية المحلية، بما يضمن أثراً مستداماً يستمر حتى بعد انتهاء البعثة.
قالت الدكتورة هند أزهري، قائدة البعثة، "هذه البعثة ليست مجرّد مسعى لتقديم الرعاية الفورية، بل إنّها تحمل معاني أعمق عن استعادة الكرامة، وتخفيف المعاناة، وبناء جسور الثقة مع المجتمعات المحلية التي أظهرت صموداً مذهلاً في وجه ظروف تفوق التصوّر. كل مريض نلتقي به هو نبضٌ إنساني يُنعش فينا معنى الرسالة التي نكرّس لها حياتنا."
البعثة الطبية إلى سوريا
ستركّز البعثة الطبية إلى سوريا بشكل كبير على التعليم الطبي، وإلقاء المحاضرات، وبناء المهارات التعاونية للأطباء في سوريا، وذلك بإشراف الدكتور أمجد راس، اختصاصي الطب الباطني المقيم في ميشيغان. ونظراً للنقص الحاد في المواد والمعدّات والتدريب الطبي المواكب للعلم، تُشكّل هذه البعثة شريان إنعاش للأطباء المحليين الذين يعملون في ظلّ ظروف شديدة القسوة.
يضمّ فريق البعثة أكثر من أربعين طبيب ومختص في مجالات متعددة، من بينها جراحة القلب والأوعية الدموية، الفيزيولوجيا الكهربية القلبية، علم الأورام، التوليد وأمراض النساء، العناية المركزة، أمراض الجهاز الهضمي لدى الأطفال، الطب الباطني، طب حديثي الولادة، والأشعة. ورغم أن البعثة تشمل تقديم بعض خدمات الرعاية المباشرة للمرضى، إلا أن تركيزها الأساسي ينصب على تدريب الكوادر الطبية المحلية من خلال برامج تعليمية وتدريب سريري عملي.
ومن المقرر أن تتضمن البعثة أكثر من ثلاثين جلسة تعليمية تهدف إلى تقديم محاضرات ودروس تدريبية سريرية للكوادر الطبية المحلية في عدد من التخصصات الطبية، أبرزها: أمراض النساء والتوليد، وطب القلب التداخلي، وطب الغدد الصماء، وطب الأورام، وعلم الأمراض.
بعد أكثر من عقد من الصراع، لا يزال قطاع الرعاية الصحية في سوريا يئنّ تحت وطأة أزمات خانقة، مع محدودية الوصول إلى الرعاية التخصصية. وتواصل الجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS) دعم مسيرة التعافي عبر بعثات كهذه، تجمع بين العلاج المتخصص والتدريب العملي وتوفير الموارد لمقدمي الخدمات الصحية المحليين.
قال الدكتور أمجد راس، قائد البعثة: "كطبيب، لا يوجد شيء أسمى من مشاركة المعرفة التي تساهم في إنقاذ الأرواح. هذه البعثة تهدف إلى الاستثمار في مستقبل المجتمع الطبي في سوريا ودعم الأطباء الذين ظلوا في وطنهم رغم التحديات الكبيرة."
عن أزمة الرعاية الصحية
أكثر من عقد من الحرب دمّر النظام الصحي في سوريا وأثقل الأنظمة الصحية في البلدان المجاورة المضيفة مثل الأردن. لا يزال ملايين اللاجئين يفتقرون إلى الوصول إلى الرعاية الطبية التخصصية، ويعاني القطاع الطبي في سوريا من نقص حاد، حيث تم تهجير أكثر من 70% من العاملين في المجال الصحي. هذه البعثات التي تقودها الجمعية الطبية السورية الأمريكية (SAMS) لا تقتصر على التدخلات المستعجلة، بل تهدف إلى تعزيز الصمود، ونشر الأمل، وضمان الاستدامة على المدى الطويل.
0 تعليق