يعد رفع العقوبات الأميركية عن سوريا بشرى للسوريين الذين تحملوا أكثر من نصف قرن من قمع دولة البعث و13 عاما من الصراع، وفق تقرير موقع بلومبيرغ.
وجاء التقرير بعد أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا أثناء زيارته إلى السعودية يوم 13 مايو/أيار 2025.
اقرأ أيضا
list of 2 itemsصحف عالمية: إسرائيل تمهد الظروف لإبادة الفلسطينيين
جدعون ليفي: ما يجري بغزة يمكن وصفه بـ"عربات الإبادة الجماعية"
واستعرض الكاتبان سلجان هاجا أوغلو مراسل الموقع في أنقرة وكبير مراسلي الشرق الأوسط سام داغر 8 أسئلة رئيسية تساعد في فهم ما يجري في البلاد وأسباب التحولات الجيوسياسية التي صاحبتها.
1. ما هي العقوبات التي كانت مفروضة على سوريا؟
وذكر التقرير أن العقوبات الأميركية على سوريا تعود إلى عام 1979 عندما تم تصنيفها كدولة راعية للإرهاب، خاصة بسبب دعمها لحزب الله وتدخلها في لبنان.
وفي 2004، أضافت إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش قيودا على الصادرات إلى سوريا، حسب التقرير.
وزادت العقوبات بشدة عام 2011 عقب اندلاع الحرب، وتم تجميد أصول بشار الأسد وكبار مسؤولي النظام، ومنعت الاستثمارات الأميركية والمشاركة في تجارة النفط السورية، ما ساهم في تدهور الاقتصاد ومعاناة المدنيين.
2. لماذا قرر ترامب رفع العقوبات؟
وقال التقرير إن ترامب وصف رئيس سوريا أحمد الشرع بأنه "رجل قوي وجذاب"، مؤكدا رغبته في منح سوريا "فرصة لتحقيق العظمة"، ويرى مؤيدو القرار أن تخفيف العقوبات قد يسهم في استقرار البلاد وجذب الاستثمارات لإعادة الإعمار.
إعلان
وانتقد ترامب نهج الإدارات السابقة التي سعت لاستخدام السياسة الأميركية لمعاقبة الحكومات الأخرى أخلاقيا، معتبرا أن ذلك ليس دور الولايات المتحدة.
ودعم القرار السعودية وتركيا -وهما من أبرز داعمي الشرع- بهدف تقليص النفوذ الإيراني في سوريا، حسب التقرير.
3. كيف تبدو الأوضاع الاقتصادية في سوريا؟
وأكد التقرير أن الاقتصاد السوري يعاني من انهيار شبه كامل، حيث صنفه البنك الدولي كدولة منخفضة الدخل منذ عام 2018.
وأورد أن الناتج المحلي تراجع بأكثر من 50% منذ 2010، وانخفضت مستويات التعليم والخدمات الصحية بشكل كارثي، ووصلت نسبة البطالة إلى 50% عام 2020، وتدهورت الزراعة والصادرات، فيما ازدهرت تجارة المخدرات -خاصة الكبتاغون– كمصدر دخل بديل للحكومة.
وعلى الرغم من بعض المؤشرات على عودة النشاط التجاري، مثل فتح المحال والمدارس، إلا أن البلاد بحاجة إلى استثمارات ضخمة لإعادة البناء وتأمين الكهرباء والخدمات الأساسية، حسب التقرير.
4. ما موقف القوى الإقليمية والدولية؟
وأوضح التقرير أن سقوط الأسد شكل ضربة قوية لروسيا وإيران، إذ أن روسيا تكافح للحفاظ على قواعدها العسكرية في سوريا رغم انشغالها بحرب أوكرانيا، أما إيران فقد فقدت حليفها الإقليمي الرئيسي، واضطرت لسحب قواتها في 2024 بعد سنوات من الدعم للنظام السابق.
وفي المقابل، تحاول السعودية وتركيا تعزيز نفوذهما في سوريا الجديدة، حسب التقرير، وتسعى تركيا لأن يكون لها دور رئيسي في إعادة بناء سوريا وضمان عودة اللاجئين، بشرط وضع حد للنفوذ الكردي.
ولفت التقرير إلى أن إسرائيل تشعر بالتهديد من "الحكام الإسلاميين الجدد في دمشق"، ما دفعها لشن مئات الغارات الجوية على مخازن الأسلحة السورية وقواعد البلاد العسكرية، وقصف مواقع أخرى في دمشق بدعوى حماية مناطق الدروز.
5. من هي هيئة تحرير الشام؟
وذكر التقرير أن هيئة تحرير الشام هي جماعة إسلامية مسلحة نشأت عن جبهة النصرة، التي كانت بدورها فرعا لتنظيم القاعدة في سوريا.
إعلان
وتشكلت الجماعة رسميا عام 2017 بعد أن أعلنت انفصالها عن القاعدة، وتضم نحو 15 ألف مقاتل، وكانت مصنفة كجماعة إرهابية من قبل الولايات المتحدة وتركيا والأمم المتحدة، حسب التقرير.
وقال التقرير إن الجماعة تحاول تقديم نفسها اليوم على أنها مجموعة معتدلة، مع التركيز على الأمن الداخلي والخدمات، وتجنب فرض قوانين دينية صارمة على المواطنين.
6. ما الذي حققه الشرع حتى الآن؟
وأورد التقرير أنه أعيد فتح المدارس والمتاجر، وعادت بعض المنتجات الأجنبية إلى الأسواق، واستأنفت الدوائر الحكومية عملها بدعم مالي من قطر لتغطية جزء من رواتب الموظفين.
وأضاف أن البلاد لا تزال تعاني من نقص حاد في العملات الأجنبية، ولا تتوفر الكهرباء إلا لساعات محدودة يوميا، وقد حصل الشرع على تعهدات من تركيا بدعم قطاع الكهرباء.
وأكد التقرير أن التحدي الأكبر هو إعادة إعمار البنية التحتية للبلاد وسط هشاشة الاستقرار الأمني والتهديدات الإسرائيلية المستمرة.
7. هل نجح الشرع في توحيد سوريا؟
وأفاد التقرير أن الشرع تمكن من فرض سيطرته على غالبية المراكز السكانية في سوريا، وضم فصائل مسلحة مختلفة إلى ما يُسمى "الجيش الوطني السوري".
ولكن لا تزال أجزاء من الشمال والشرق خارج سيطرته، تحت نفوذ جماعات مثل قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد، حسب التقرير.
8. كيف تحولت سوريا إلى بؤرة نزاع؟
وأوضح التقرير أن جذور الأزمة تعود إلى عام 1970، عندما استولى حافظ الأسد على السلطة عبر انقلاب عسكري، وأسس نظاما استبداديا يهيمن عليه العلويون، استمر عند تقلد ابنه بشار الحكم عام 2000، وفق التقرير.
وأكد أن الجزء الأكبر من معاناة البلاد يعود لرد النظام على الثورة في 2011، إذ شن النظام حملات قمع واعتقالات وتعذيب شديدة، واستهدف المدنيين بالهجمات الكيميائية، ما أدى إلى اندلاع حرب أهلية طاحنة طائفية بطابعها، وتدخل قوى إقليمية ودولية في الصراع كل لها له أولوياته، ما حول سوريا إلى ساحة صراع جيوسياسي دام.
إعلان
وراح ضحية الحرب مئات الآلاف من القتلى، وشرد ملايين السوريين حول العالم، وتحاول سوريا الآن بناء نفسها من جديد.
0 تعليق