دراسة الموسيقي كهواية أو تخصص جامعي .. لا حرج فيها

مفهوم الحجاب يشمل الرجل أيضًا 

الصلاة جالسا مع القدرة علي الوقوف .. غير صحيحة

هكذا تتصرف في الأموال التي تعثر عليها

ترد إلي دار الإفتاء يوميا آلاف الفتاوي سواء علي موقعها الإلكتروني أو بصفحتها علي فيس بوك ويجيب عليها فضيلةُ الدكتور محمود شلبي. أمين الفتوي بالدار.

* ما حكم الدراسة لقسم الموسيقي كهواية أو تخصص جامعي؟

** الموسيقي صوت. وهذا الصوت إذا لم يكن مصحوبًا بما ينافي الآداب العامة أو يدعو إلي الفحش والفسوق. فلا حرج فيه شرعًا. ولا يعد حرامًا. والتحريم الوارد في بعض الأحاديث النبوية. بحسب عدد من العلماء. ليس متعلقًا بالموسيقي منفردة. بل بالمجموع. أي إذا اجتمعت مع أشياء محرمة أخري.

وهناك اتجاه فقهي يري أن جميع الأحاديث التي ورد فيها تحريم الموسيقي ضعيفة أو غير قطعية الثبوت. في حين أن الاتجاه الآخر - وهو ما عليه الفتوي - يري أن التحريم لا يشمل كل أنواع الموسيقي. وإنما فقط إذا اجتمعت مع منكرات أخري كالكلمات البذيئة أو الأفعال المحرمة.. فالموسيقي في حد ذاتها ليست محرمة. وإنما يتوقف الحكم الشرعي علي طبيعة ما يصاحبها من محتوي أو سلوك.

ودراسة الموسيقي كهواية أو تخصص جامعي لا حرج فيها. والحكم يتغير بحسب نية الإنسان وكيفية توظيفه لهذا العلم. والأمر في النهاية يعود إلي الممارسة المهنية بعد ذلك» هل ستكون في إطار مباح ومحترم. أم في سياق مخالف للضوابط الشرعية.

* ما حكم قصر الصلاة عند السفر من العريش للقاهرة والإقامة خمسة أيام؟

** من يسافر من العريش إلي القاهرة يجوز له قصر الصلاة الرباعية. لأن المسافة تتجاوز الحد الأدني المعتبر شرعًا للسفر. وهو نحو 85 كيلومترًا.. والقصر يجوز إذا كانت مدة الإقامة لا تتجاوز أربعة أيام. حسب جمهور الفقهاء. ويجوز مد القصر حتي 15 يومًا عند الحنفية. بل وحتي 18 يومًا في حال عدم التأكد من مدة البقاء. كأن يتأخر إنجاز أمر ما دون معرفة الموعد المحدد لانتهائه.

وقصر الصلاة يشمل الصلوات الرباعية فقط. وهي الظهر والعصر والعشاء. حيث تُصلّي ركعتين بدلًا من أربع. أما المغرب فتبقي ثلاث ركعات. والفجر ركعتين كما هما.

والجمع بين الصلوات "كالجمع بين الظهر والعصر أو بين المغرب والعشاء" أمر مختلف عن القصر. وكلاهما رخصة شرعية. ويمكن الأخذ بهما معًا أو بأيّي منهما حسب الحاجة.

ومن يسافر للنزهة أو المصيف. فالرخصة متاحة ما دام السفر مباحًا. حتي وإن لم يكن بغرض الضرورة. فالسفر مهما كان نوعه فيه مشقة. وهذه الرخصة صدقة من الله. كما قال النبي صلي الله عليه وسلم: هذه صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته.. فمن قصر صلاته فله الأجر. ومن صلي الصلاة تامة فله ذلك ولا إثم عليه. لأن القصر رخصة وليس عزيمة.

* ما سبب إلزام النساء بارتداء الحجاب دون الرجال. رغم أنهن يحببن شعرهن ويشعرن أنه جزء من الزينة؟

** الحجاب فريضة شرعية علي المرأة المسلمة. وهو أمر إلهي لا يرتبط بالسن أو شكل المرأة. بل هو التزام ديني قائم علي طاعة الله.

والحجاب لا يعني منع الزينة. بل هو شكل من أشكال الطاعة. فالزينة لا تعني بالضرورة كشف العورة. فقد تكون المرأة المستترة أكثر زينة من غيرها.. والحجاب فُرض علي النساء بأمر صريح. والله تعالي يقول: وما كان لمؤمني ولا مؤمنةي إذا قضي الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم. فالأحكام الشرعية لا تخضع للأهواء بل هي التزامات واجبة.

ومفهوم الحجاب ليس مقصورًا علي المرأة فقط. بل يشمل الرجل أيضًا. فالرجل مأمور بالستر مثل المرأة. لكن لكل منهما حدود شرعية مختلفة. فكما أن علي المرأة ستر بدنها كله ما عدا الوجه والكفين - وعند بعض الفقهاء القدمين - فإن علي الرجل أيضًا ستر ما بين السرة والركبة علي الأقل.. والالتزام بالحجاب جزء من الالتزام بالشريعة. وليس قضية مظهر فقط. بل هو تعبير عن طاعة الله واحترام أوامره. وهو ما ينبغي أن يُغرس في قلوب الصغار قبل الكبار.

* سمعت أنني إذا صليت وأنا جالسة. سأحصل علي نصف الأجر. فقمت بالصلاة مرتين لأحصل علي الأجر الكامل.. فما الحكم؟

** الصلاة نوعان: الفرض والسنن. الفرض يشمل الظهر. العصر. المغرب. والعشاء. وله أركان. وأحدها هو القيام. إذا كان الإنسان قادرًا. في صلاة الفريضة. يجب أن يصلي قائمًا. فإن لم يستطع. فيصلي جالسًا. وإن لم يستطع. فيصلي علي جنبه.. هذا بالنسبة للفريضة. فلا يوجد شيء مثل 50% أو 100% من الثواب. فإما أن تكون الصلاة صحيحة أو غير صحيحة.

وإذا كان الشخص قادرًا علي الصلاة قائمًا. وصلي جالسًا في الفريضة. فإن صلاته غير صحيحة. أما بالنسبة للنوع الثاني. وهو صلاة السنن مثل سنة الظهر. سنة العصر. سنة الضحي. الوتر. والتراويح. فإن الشارع خفف عن الإنسان فيها. فقال له إنه يمكنه أن يصليها وهو جالس. حتي لو كان قادرًا علي القيام. لأن الإنسان قد يتكاسل أحيانًا. ولذلك يجوز له أن يصلي جالسًا. حتي وإن كان مستلقيًا علي ظهره أو علي جنبه.

والشرع قال إنك قد تصلي جالسًا ولكن لن تأخذ الأجر الكامل. وبالتالي. إذا صلي قائمًا. سيحصل علي الأجر الكامل. بينما من صلي جالسًا وهو قادر سيأخذ نصف الأجر. لكن إذا افترضنا أنه مريض ولا يستطيع الصلاة قائمًا. حينها سيأخذ الثواب كاملًا في السنن.

* متي يجوز لي التصرف في أموال عثرت عليها؟

** الفقه الإسلامي يعير اهتماماً كبيراً لحماية أموال الناس واحترامها. حيث يعتبر الحفاظ علي المال من مقاصد الشريعة الإسلامية الأساسية. والشرع الشريف وضع كيفية للتعامل مع اللقطة. وهي المال الذي يُعثر عليه في الأماكن العامة ولا يُعرف صاحبه.. والفقه الإسلامي يميز بين أنواع اللقطة حسب قيمتها. اللقطة البسيطة تشمل الأموال ذات القيمة الضئيلة. بينما تشمل اللقطة ذات القيمة الكبيرة كالذهب والمجوهرات وأشياء ذات قيمة عالية.

فعند العثور علي اللقطة ذات القيمة الكبيرة. يجب الإعلان عنها في أماكن تجمع الناس مثل الأسواق والمساجد. ويجب تسليمها إلي السلطات المختصة مثل أقسام الشرطة. والإعلان كان في السابق يستمر لمدة سنة. ولكن مع التطور أصبحت الإجراءات تشمل تسليم المال للشرطة أو الجهات المختصة التي تقوم بالإعلان عنه في وسائل الإعلام.

وفيما يتعلق باللقطة ذات القيمة البسيطة. إذا لم يكن بالإمكان الإعلان عنها. يمكن للشخص أن يتصرف فيها وفقاً للعرف المحلي. مثل التصدق بها. وعلينا الأمانة والعدل في التعامل مع المال المفقود. خاصة في الإجراءات المتبعة التي تهدف إلي احترام حقوق الآخرين وتقدير قيمة المال بما يتماشي مع تطورات الزمان والمكان.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل