هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي الليلة المستشفى الإندونيسي في بيت لاهيا بعد ساعات من إعلانه عن بدء عمليات برية واسعة شمال وجنوب قطاع غزة، ضمن حملة جديدة أطلق عليها اسم "عربات جدعون"، بينما أوقعت غاراته 500 شهيد في 3 أيام.

وقال مراسل الجزيرة إن الآليات الإسرائيلية تقدمت نحو  المستشفى الإندونيسي وتمركزت بالقرب من بوابته الشمالية، مضيفا أنها أطلقت النار بشكل مباشر على المسشتفى.

وأفاد المراسل بانقطاع الاتصال بالطواقم الطبية والجرحى الموجودين داخل المستشفى.

ويأتي الهجوم على المستشفى الإندونيسي وسط تكثيف غير مسبوق للغارات الجوية والتوغلات البرية في القطاع، وذلك على الرغم من المفاوضات الجارية في الدوحة سعيا للتصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

كما يأتي بعيد تأكيد مسؤولين بوزارة الصحة في غزة خروج جميع المستشفيات العامة في شمال القطاع عن الخدمة.

توغلات برية

وفي وقت سابق اليوم، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي البدء في عملية برية في عدة مناطق في قطاع غزة في إطار ما سماها "عملية عربات جدعون".

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر أمني قوله إنهم بدأوا هجوما متزامنا في عدة مناطق في شمال القطاع وجنوبه.

إعلان

وقالت الإذاعة إن 5 فرق عسكرية من الجيش الإسرائيلي تشارك في الهجوم على قطاع غزة حاليا.

وفي السياق، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين إن هذه الفرق تعمل لضرب منظومة القيادة والسيطرة لحركة حماس.

وأضاف أن الجيش لن يترك هذه المرة الأماكن التي يسيطر عليها في القطاع ولن يسمح لحماس بالعودة إليها.

وقبل هذا الإعلان، كان جيش الاحتلال ينفذ توغلات في عدة محاور أبرزها في رفح ومحيط خان يونس جنوبا، وفي أحياء غزة الشرقية ومحيط بيت لاهيا وبيت حانون شمالا.

مجازر جديدة

في غضون ذلك، ارتكبت قوات الاحتلال اليوم المزيد من المجازر بحق المدنيين في عدة مناطق بقطاع غزة، خاصة في الشمال والوسط.

وأفادت مصادر طبية للجزيرة باستشهاد 144 فلسطينيا جراء الغارات الإسرائيلية منذ فجر اليوم، 69 منهم في مدينة غزة وشمال القطاع.

وأفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر غارة استهدفت فلسطينيين أثناء تجهيزهم بئر ماء في منطقة الصفطاوي غرب جباليا في شمال القطاع.

وقبل ذلك، أفاد المراسل باستشهاد وفقدان 15 فلسطينيا في غارة على منزل في المنطقة نفسها.

كما كثّفت قوات الاحتلال غاراتها الجوية وقصفَها المدفعي على منطقة تل الزعتر في مخيم جباليا مما أسفر عن استشهاد 5 فلسطينيين وإصابة آخرين نتيجة قصف منزل بمحيط مستشفى العودة.

وقد شيع فلسطينيون في غزة جثامين 30 شهيدا، بينهم نساء وأطفال، استشهدوا فجر اليوم في سلسلة غارات على منازل في مدينة غزة وشمالي القطاع.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن أسرة كاملة شطبت من السجل المدني بسبب الغارات.

وفي المناطق الشرقية لمدينة غزة، استشهد فلسطيني وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي على محيط سوق الجمعة بحي الشجاعية.

إعلان

وفي الوسط، قالت وزارة الصحة في غزة إن 20 شخصا اُستشهدوا في القصف الإسرائيلي المتواصل على مناطق بينها دير البلح.

وفي الجنوب، قصف طيران الاحتلال مجددا خيام النازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس وبلدات حول المدينة مما أسفر عن عديد الشهداء والجرحى.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة للجزيرة، إن مئات من العوائل مسحت من السجل المدني بسبب القصف الإسرائيلي، مشيرا إلى أن أكثر من 200 مفقود لا يزالون تحت الأنقاض ولا تستطيع فرق الدفاع المدني الوصول إليهم.

من جهتها، أعلنت وزارة الصحة بغزة أن عدد ضحايا العدوان على القطاع ارتفع إلى 53 ألفا و339 شهيدا و121 و34 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وكانت إسرائيل استأنفت العدوان على غزة في 18 مارس/آذار الماضي بعد أن انقلبت على اتفاق وقف إطلاق النار، وخلال هذه الفترة أسفر القصف عن استشهاد نحو 3200 فلسطيني وإصابة ما يقرب من 9 آلاف، في حين تعرض عشرات الآلاف للتهجير من مناطقهم.