فى ذكرى ميلاد يوسف إدريس.. دور مهنة الطب فى تشكيل موهبة أمير القصة - الكويت الاخباري

0 تعليق ارسل طباعة

تحل اليوم ذكرى ميلاد الكاتب والمؤلف يوسف إدريس الذى كان يلقب بأمير القصة القصيرة.
 

ولد يوسف إدريس يوم ١٩ مايو لعام ١٩٢٧ فى البيروم التابعة لمركز فاقوس محافظة الشرقية وكان والده متخصصا فى استصلاح الأراضى و لذا كان متأثرا بكثرة تنقل والده و عاش بعيدا عن المدينة و قد أرسل ابنه الكبير يوسف ليعيش مع جدته فى القرية.


وكان حلم يوسف إدريس أن يكون طبيبا وتحقق حلمه و التحق بكلية الطب واشترك فى مظاهرات كبيرة ضد المستعمرين البريطانيين والملك فاروق و فى عام ١٩٥١ صار السكرتير التنفيذى للجنة الدفاع عند الطلبة ثم سكرتيرا للجنة الطلبة وبهذه الصفة نشر مجلات ثورية وسجن وابعد عن الدراسة عدة أشهر.


فقد عاش فى مرحلة الشباب فترة حيوية من تاريخ مصر من جوانبه الثقافية والسياسية والاجتماعية حيث الانتقال من الملكية بكل ما فيها من متناقضات إلى الثورة بكل ماتحمله من آمال ثم النكسة وماخلفته من هزائم نفسية ثم النصر فى ٧٣ ومايحمله من استرداد العزة و كرامة الشخصية المصرية ثم الانفتاح وماتبع ذلك من آثار على المجتمع المصري من تخبط وتغير فى بيئته الثقافية والاجتماعية.


إنه رجل عاش كل هذه التقلبات وكانت تؤثر فيه كل تفاصيل الأحداث تجاة أدبه معبرا عن كل مرحلة من هذه المراحل وناطقا برأيه عما يحدث حولنا فى هذا البلد إلى جانب تأثره بالفكر الماركسى بكل ما يحمله من هموم اجتماعية.


كانت يوسف إدريس غزير الثقافة ولم يكتفِ بالأدب العربى فقط بل تعمق فى الأدب الروسى والإنجليزى واليابانى فهو كان قارىء جيد و لديه شغف الاطلاع.


لا ننسى أن مهنة الطب أثرت على وجدان يوسف إدريس فقد جعلته اكثر قربا من الناس ومستمعا لالآمهم وشكواهم بحكم مهنته كطبيب وهذا أيضا شكل وجدانه الانسانى وجعل لديه حس عاطفي وهذه المعايشة جعلته أكثر واقعية فى كتاباته.


التحق بالعمل كطبيب بالقصر العينى من عام ١٩٥١ حتى عام ١٩٦٠ و حاول ممارسة الطب النفسي سنة ١٩٥٦ و مفتش صحة ثم صحفى بجريدة الجمهورية عام ١٩٦٠ ثم كاتبا بجريدة الأهرام من عام ١٩٧٣ حتى عام ١٩٨٢ و عضوا فى كل من نادى القصة وجمعية الأدباء واتحاد الكتاب ونادى القلم الدولى.


بدأ نشر قصصه القصيرة منذ عام ١٩٥٠ و لكن عند اصدار مجموعته القصصية الأولى (ارخص الليالى) تتجلى موهبته الأمر الذى دعا عميد الأدب العربى طه حسين أن يقول لن أجد فيه من المتعة والقوة ورقة الذوق وصدق الملاحظة وبراعة الأداء مثل ما وجدت فى كتابته لأرخص الليالى على التعمق فى الحياة والتسجيل الصارم لما يحدث فيها.


وتلتها مجموعة قصصية أخرى منها حادثة شرف و النداهة و من المسرحيات المخططين والفرافير و غيرها من الأعمال.
إلى جانب بعض القصص التى تحولت إلى افلام سينمائية ونالت إعجاب الجمهور كفيلم الحرام ولا وقت للحب والعيب وقاع المدينة.


حصد يوسف إدريس العديد من الجوائز مثل وسام الجزائر عام ١٩٦١ و وسام الجمهورية لعامى ١٩٦٣ و ١٩٦٧ و وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام ١٩٨٠.


تزوج يوسف إدريس من السيدة رجاء الرفاعى وأنجب ثلاثة أبناء إلى أن وافته المنية يوم ١ اغسطس عام ١٩٩١
وبالرغم من رحيله الا أنه ترك ارثا ثقافيا و قصصا خالدة فى كل زمان و فى كل عصر.


يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق