أكد  أستاذ العمارة والتطوير الحضري، الدكتور مراد الكلالدة، أن أزمة المرور في العاصمة عمّان لم تعد محصورة في أوقات الذروة التقليدية كالصباح الباكر والمساء، بل باتت تمتد على مدار اليوم، نتيجة تزايد عدد المركبات واستمرار الاعتماد على السياسات المرورية ذاتها دون تغيير جذري.

وقال الكلالدة، خلال استضافته في نشرة أخبار السابعة على قناة رؤيا، إن المشكلة تكمن في غياب منظومة نقل عام فاعلة، وهو ما يدفع المواطنين للاعتماد بشكل شبه كامل على السيارات الخاصة، في حين أن بنية الشوارع والطرقات غير قادرة على استيعاب هذا النمو المتسارع في حركة المرور.

وأشار إلى أن المركبات جميعها تتنافس على نفس المنسوب الطرقي، دون وجود استغلال فعّال للجسور والأنفاق المتوفرة في المدينة، ما يؤدي إلى تفاقم الازدحام.

وبخصوص مشروع الباص سريع التردد، أوضح الكلالدة أن عدد السكان اليوم تجاوز ما كان عليه عند إقرار المشروع، في حين يشغل الباص مساحة كبيرة من الشوارع التي تسير عليها المركبات، بينما لا تتجاوز نسبة مستخدميه 2% من مجمل حركة تنقل المواطنين.

وشدد الكلالدة على ضرورة تعزيز اللامركزية وتطوير المحافظات، للحد من انتقال المواطنين إلى العاصمة طلبًا للخدمات والعمل، معتبرًا أن معالجة أزمة المرور لا تنحصر فقط في الجوانب الخدمية، بل تُعد عاملًا أساسيًا في تحفيز الاقتصاد الوطني وتحقيق الرؤى الاقتصادية المستقبلية للأردن.