قبل سنوات قليلة، لم تكن سيارة تسلا مجرد وسيلة نقل، بل كانت بيانًا اجتماعيًا ورسالة صريحة مفادها: "أنا ناجح، عصري، وأهتم بالبيئة".
في شوارع بيفرلي هيلز وعلى السجادة الحمراء للمهرجانات، ظهرت سيارات تسلا إلى جانب أصحابها من المشاهير، في صورة تجسد قمة الرقي والتقدم التكنولوجي.
لكن اليوم، ورغم استمرار تسلا في ريادة صناعة السيارات الكهربائية، يبدو أن علاقتها مع هوليوود تمر بمرحلة تراجع ملحوظة، مع تخلي عدد متزايد من نجوم الفن والسياسة عن سياراتهم التي تحمل علامة تسلا. فهل يعود ذلك إلى تغيّر توجهات النجوم؟ أم أن صورة العلامة التجارية تأثرت بسياسات وتصريحات مؤسسها إيلون ماسك؟
في هذا التقرير، نستعرض أبرز التحولات في نظرة المشاهير إلى تسلا، ونكشف عن الأسماء التي تمسكت بسياراتها رغم كل الجدل، وأخرى قررت الاستغناء عنها لأسباب شخصية أو سياسية.
مع انطلاقها في السوق العالمي، مثلت تسلا خيارًا مثاليًا للأثرياء الذين أرادوا الجمع بين الفخامة والوعي البيئي.
وبمساعدة دعم إعلامي ضخم وواجهة تقنية جذابة، أصبحت السيارات الكهربائية من تسلا جزءًا من الثقافة الشعبية، خصوصًا في أوساط النجوم مثل ليوناردو دي كابريو، وويل سميث، وكيم كارداشيان.
لكن الأمور بدأت في التغير مؤخرًا، خاصة بعد أن أصبح مؤسس تسلا «إيلون ماسك» شخصية مثيرة للجدل سياسيًا واجتماعيًا.
ومع استحواذه على منصة "تويتر" (التي أصبحت تعرف بـ X)، وتصريحاته السياسية الداعمة للتيار اليميني، بدأت علامات التذمر تظهر بين مشاهير هوليوود التقدميين.
مشاهير تخلّوا عن تسلا: من الافتخار إلى الإحراج
قال الممثل الأمريكي جيسون بيتمان في تصريح لافت: “أشعر وكأنني أقود سيارتي مع ملصق ترامب، لذا فقد تخلصت منها.”
تلخص كلمات بيتمان المزاج العام في أوساط بعض نجوم هوليوود الذين باتوا يرون في تسلا رمزًا سياسيًا غير مرغوب فيه، وليس مجرد سيارة كهربائية.
انضمت إليه المغنية الشهيرة بيتي ميدلر والفنانة شيريل كرو، اللتان أعلنتا بدورهما الابتعاد عن تسلا، مع تلميحات إلى خيبة الأمل من توجهات ماسك وتصريحاته.
على الجانب الآخر: مشاهير احتفظوا بولائهم لتسلا
رغم كل هذا الجدل، لا تزال تسلا تحتل مكانة مميزة في مرآب عدد من النجوم الذين لا يهتمون بالجدل أو ربما يرون أن السيارة تتفوق على الخلافات الشخصية والسياسية.
1. جو روجان
الإعلامي ومقدم البرامج جو روجان لا يخفي حبه لسيارات تسلا، وخصوصًا موديل S ذاتية القيادة.
مؤخرًا، نشر تجربته مع نظام القيادة الذاتية عبر منصة X، مما عكس استمرار إعجابه بتقنيات تسلا.
رغم امتلاكه مجموعة كبيرة من السيارات الكلاسيكية، فإن تيسلا لا تزال بين المفضلات لديه.
2. كيم كارداشيان
نجمة تلفزيون الواقع كيم كارداشيان لا تزال من عشاق تسلا، لكنها اختارت مؤخرًا دخول مغامرة جديدة باقتنائها شاحنة سايبرتراك، الطراز الأكثر جرأة في مجموعة تسلا.
وشاركت صورها على وسائل التواصل الاجتماعي، ما اعتُبر تأكيدًا على استمرار العلاقة القوية بينها وبين العلامة التجارية.
3. ليوناردو دي كابريو
يُعرف عن دي كابريو شغفه بحماية البيئة واعتماده المبكر على السيارات الكهربائية.
ولا تزال تسلا رودستر الجيل الأول ضمن مجموعته الخاصة.
ورغم امتلاكه لخيارات هجينة أخرى، إلا أن تسلا بقيت جزءًا من هويته الخضراء.
4. ويل سميث
في مرآب ويل سميث، تتجاور الفخامة مع المستقبل.
بين سيارات رولز رويس ومايباخ، يحتفظ سميث بتيسلا رودستر وموديل S، ما يعكس ولاءه المستمر لتقنيات الأداء العالي.
5. دونالد ترامب
ربما تكون المفاجأة الأكبر في القائمة، رغم أن تسلا تمثل اتجاهًا تقدميًا تقنيًا، فإن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب يشاع إنه اقتنى موديل S حمراء أثناء فعالية استعراضية نظمها ماسك في البيت الأبيض.
ورغم أن التفاصيل الدقيقة حول استخدامه الفعلي لها تبقى غامضة، فإن القصة تعكس التحول الغريب في ولاءات المشاهير للعلامة التجارية.
في عالم المشاهير، لا يتعلق الأمر فقط بما تقدمه السيارة من أداء، بل بما تمثله في نظر الجمهور.
تسلا التي كانت رمزًا للبيئة والابتكار، أصبحت اليوم في نظر البعض تمثل شخصية إيلون ماسك وآرائه المثيرة للجدل.
لكن في المقابل، لا يمكن تجاهل أن تسلا لا تزال رائدة في السوق من حيث المدى الكهربائي، تقنيات القيادة الذاتية، والتصميم العصري.
وبينما قد تخسر بعض العملاء من المشاهير، فإنها لا تزال تحتفظ بجاذبيتها لكثيرين.
تسلا لا تزال تمثل قوة لا يستهان بها في صناعة السيارات، لكن بريقها في هوليوود بدأ يخفت بعض الشيء تحت تأثير السياسة والشخصيات العامة.
0 تعليق