في أول مقابلة له بعد يوم واحد من تقديم أوراق اعتماده إلى صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، قال السفير الباكستاني الجديد لدى الكويت، د. ظفر إقبال، إن اللقاء كان «لحظة مميزة» عكست عمق العلاقات الأخوية بين البلدين والشعبين. وتحدّث السفير، خلال لقاء خصّ به «الجريدة»، عن عمق العلاقات التاريخية التي تجمع بين باكستان والكويت، كاشفاً عن رؤية بلاده لتعميق العلاقات الثنائية في مجالات الاستثمار، والعمل، والتعاون الأمني والتعليمي، إضافة إلى تأكيده ضرورة تعزيز التعاون في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية. وأشار إلى الدور المهم الذي أدّته باكستان في التنمية والبنية التحتية بالكويت خلال فترتي الستينيات والسبعينيات، موضحاً أن الجالية الباكستانية تمثل رافداً حيوياً في المجتمع الكويتي، حيث يعمل الكثير من أبنائها في قطاعات التعليم والصحة، ويساهمون بشكل فعال في بناء المجتمع الكويتي. وشدد على حرص باكستان على تعزيز التبادل الاقتصادي والتجاري مع الكويت، وتوسيع آفاق التعاون المشترك في مجالات حيوية، مثل الأمن الغذائي، والزراعة، والبنية التحتية، مشيراً إلى أهمية توقيع مذكرة تفاهم جديدة في مجال العمل بين البلدين.
أعرب السفير الباكستاني الجديد لدى البلاد، د. ظفر إقبال، عن بالغ اعتزازه بلقاء سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، خلال تقديم أوراق اعتماده لسموه، مبينا أن لقاءه بسموه أبرز عمق العلاقة الأخوية والتاريخية بين البلدين.
وقال إقبال إن «العلاقة بين باكستان والكويت ليست عادية، بل هي علاقة ضاربة بجذورها في التاريخ، حتى قبل استقلال باكستان وقبل قيام دولة الكويت الحديثة. فقد كان هناك تواصل بشري واقتصادي، وبعد اكتشاف النفط، جاء كثير من المهندسين والعمال الباكستانيين للمساهمة في بناء الكويت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، حيث أدت باكستان دورا كبيرا في تطوير البنية التحتية بالكويت، وما زلنا نواصل هذا الدور».
وأضاف أن الناس في الكويت طيبون إلى درجة أنهم يخطفون قلبك بلطفهم، مؤكداً سعيه إلى إنجاح مهمته في تعزيز العلاقات بين البلدين.
حب متبادل
وأضاف السفير إقبال أن الجالية الباكستانية في الكويت يزيد عددها على 93 ألف نسمة، حيث تساهم بالحياة الاقتصادية والاجتماعية بالكويت، ومعظمهم يعملون في قطاعَي التعليم والصحة.
وتابع: «وفي باكستان، يعرف الجميع الكويت بأنها بلد السلام والمحبة. من الشمال إلى الجنوب، على امتداد 1800 كيلومتر، كل من يسمع اسم الكويت يعبّر فورا عن حبه لهذا البلد وقيادته، وخاصة أسرة الصباح الكريمة. هذا الحب متبادل، وهو ما يعمّق أواصر الصداقة بين شعبينا، وتعاوننا مستمر في مواجهة التحديات».الكويت أدت دوراً محورياً في تعزيز السلام والحوار إقليمياً ودولياً وتنتهج سياسة خارجية متوازنة وفعالة
ملف التأشيرات
وعن ملف التأشيرات، يقول السفير الباكستاني: «يسعدني أن أؤكد أن السلطات الكويتية بدأت بالفعل بإصدار التأشيرات لعدد كبير من الفئات، تأشيرات عمل للمهنيين، تأشيرات زيارات عائلية، تأشيرات المرافقين، تأشيرات سياحية، وتجارية، اعتبارا من مايو الجاري. لقد تواصلت مع الجالية، وأكدوا أنهم بدأوا يتسلمون التأشيرات فعليا. إنها خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح».
الجالية الباكستانية شريك أساسي في بناء الكويت... ومذكرة وشيكة في قطاع العمل
وتابع: «نحن على وشك توقيع مذكرة تفاهم جديدة في مجال العمل بالمستقبل القريب. رغم ذلك، نحن نعمل على تنفيذ بعض بنود الاتفاق مسبقًا».
وقال إقبال: «لدى بلادنا إمكانات هائلة للاستثمار في مجال الأمن الغذائي والزراعة، ويمكننا تقديم خبراتنا لدعم رؤية كويت 2035 في هذا الصدد. كذلك لدينا تعاون محتمل في قطاعات البنية التحتية والإسكان، وهي مجالات نملك فيها خبرات طويلة»، لافتاً إلى أن «الكويت هي ثاني أكبر مستثمر خليجي في باكستان بعد الإمارات، وهناك أيضا مستثمرون كويتيون يمتلكون فنادق وأصولا مهمة في باكستان، مما يعكس ثقتهم ببيئة الاستثمار لدينا».
تعاون عسكري
وعن التعاون العسكري بين البلدين، أوضح السفير أن «باكستان كانت حاضرة بقوة إلى جانب الكويت بعد الغزو العراقي، وقد ساعدنا في عمليات إزالة الألغام، وقدمنا شهداء من جنودنا في هذه المهمة. هذه التضحيات لا تنسى. نحن نملك جيشا عالي التدريب والخبرة، ويُعد من بين الأفضل في العالم، نتيجة خبراته الميدانية الطويلة».
وذكر أن «العلاقة بين قيادتَي البلدين قائمة على الحوار الدائم. وخلال الأشهر الستة الأخيرة، التقى رئيس وزرائنا نظيره الكويتي في فبراير، كما التقى ولي العهد في سبتمبر، وعاد واتصل بولي العهد في مارس، إذاً نحن لا نحتاج إلى وسطاء أو وفود خاصة لنقل الرسائل، القيادتان تتواصلان مباشرة، والسفارتان تقومان بدور نشط جدًا».
وأشاد السفير بالسياسة الخارجية الكويتية، قائلا: «أدت الكويت دوراً محورياً في تعزيز السلام والحوار على المستويين الإقليمي والدولي»، وتنتهج سياسة خارجية متوازنة وفعالة، ونحن نتفق معها في أهمية التعددية. إن الدول مثل باكستان والكويت تحتاج إلى شبكة أصدقاء قوية. في الأمم المتحدة، ننسق مواقفنا ونساند بعضنا في الترشيحات. مؤخرًا، دعمتنا الكويت في الترشح لعضوية مجلس الأمن، وفزنا بـ 182 صوتًا من أصل 194. هذا إنجاز لنا وتقدير عالمي لنهجنا».
وختم السفير حديثه بأن «الجالية الباكستانية في الكويت نموذجية ومحترمة، وهذا يسهّل مهمتي لأركز على الجانب الاقتصادي. أعمل على تعميق الشراكة التجارية والاستثمارية، في مجالات الطاقة والزراعة والبنية التحتية وتكنولوجيا المعلومات. نقترب من توقيع مذكرة تفاهم في قطاع العمل، وسنرى قريبا مزيدا من التقدم على أرض الواقع».
«الجريدة•» حاضرة
كان لافتاً للنظر وجود «الجريدة» على مكتب السفير الباكستاني، وقال إنه يقرأها بشكل يومي.
0 تعليق