أعلن الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، الدكتور مصطفى البرغوثي، عن وفاة 58 شخصًا في قطاع غزة نتيجة المجاعة، محذرًا من أن نحو 70 ألف طفل يواجهون خطر الموت بسبب الجوع الشديد، وسط وضع إنساني وصحي كارثي.
وأكد البرغوثي في تصريحات عبر برنامج نبض البلد والذي يعرض على قناة رؤيا، أن الوضع في غزة وصل إلى مرحلة شديدة الخطورة، مع تصاعد خطر انتشار أمراض مثل شلل الأطفال والحصبة، بسبب منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال اللقاحات، معتبرًا ذلك "حربًا بيولوجية" تضاف إلى عمليات القتل والتدمير التي يشنها الاحتلال على القطاع.
وأشار إلى تسجيل أكثر من 112 ألف إصابة بالتهاب الكبد الوبائي، نتيجة انعدام المياه النقية ونقص الغذاء وتدهور المناعة لدى السكان.
عقبات أمام الهدنة وتبادل الأسرى
وفي ما يتعلق بالمفاوضات الجارية حول الهدنة ووقف إطلاق النار، شدد البرغوثي على وجود نقاط أساسية بحاجة للحسم، أبرزها تحديد عدد المحتجزين الإسرائيليين الذين سيتم الإفراج عنهم مقابل أسرى فلسطينيين، وآلية تنفيذ ذلك، سواء عبر دفعات أو دفعة واحدة.
وأضاف أن النقطة الأخرى تتعلق بوقف إطلاق النار بشكل شامل وإنهاء العدوان، مشيرًا إلى تهرب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من أي التزام واضح، الأمر الذي يتطلب ضغطًا مباشرًا من الولايات المتحدة.
ورأى البرغوثي أن فرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار "أقرب من أي وقت مضى"، رغم استمرار العراقيل الإسرائيلية.
تهجير واستيطان وتصعيد في الأقصى
واتهم البرغوثي حكومة الاحتلال بأنها "فاشية" وتهدف إلى تهجير سكان غزة والسيطرة على القطاع، بالتوازي مع تنفيذ عمليات تطهير عرقي في الضفة الغربية عبر الاعتداءات المستمرة على المخيمات الفلسطينية.
كما حذّر من تصعيد الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى، من خلال السماح بأداء صلوات تلمودية داخل الحرم الشريف.
الدور الأمريكي وتوازنات نتنياهو الداخلية
وانتقد البرغوثي الموقف الأمريكي، مؤكدًا أن واشنطن لا تمارس ضغطًا حقيقيًا على حكومة الاحتلال، بينما يأتي الضغط من شعوب وحكومات أوروبية في بعض الدول.
وأوضح أن نتنياهو يتهرب من وقف الحرب لأنه يدرك أن حكومته ستسقط في حال وافق على إنهائها.
المفاوضات
وأرجع البرغوثي استمرار الاحتلال في المفاوضات إلى عجزه عن السيطرة على قطاع غزة أو القضاء على المقاومة الفلسطينية.
كما كشف أن حركة حماس أبلغت خلال اجتماع في بكين أنها لا تسعى لحكم غزة، بل ترغب في تشكيل حكومة توافق فلسطينية تشمل جميع الأطياف السياسية.
من جانبه، قال الخبير الاستراتيجي عامر السبايلة إن "الاحتلال الإسرائيلي يفصل بين المساعدات الإنسانية واستمرار عملياته العسكرية"، مشيرًا إلى تناقض واضح في سلوك تل أبيب، إذ تسعى للإشراف على توزيع المساعدات بينما تواصل الحرب.
هشاشة وقف إطلاق النار
ورأى السبايلة في تصريحات عبر برنامج نبض البلد، أن المعطيات الميدانية تجعل أي اتفاق لوقف إطلاق النار هشًا، وقد تتلاعب به إسرائيل بسهولة.
وأكد أن الاحتلال يعمل على تسخين جبهات أخرى، بينها لبنان وسوريا واليمن، بما يخدم أهدافه في غزة.
مستقبل غزة ما بعد الحرب
وتحدث السبايلة عن غموض يلف مستقبل إدارة غزة بعد الحرب، خاصة في ظل رفض نتنياهو وجود كل من حماس وفتح في القطاع.
وأوضح أن السيناريو الوحيد المقبول لدى حكومة الاحتلال هو تولي شركات أمنية أمريكية إدارة المعابر.
مخطط لتقسيم غزة تحت رقابة الاحتلال
وأشار إلى أن نتنياهو يسعى إلى تقسيم غزة إلى مربعات تنموية ومجالس محلية صغيرة، يديرها من يتبقى من السكان تحت إشراف أمني إسرائيلي مباشر.
أخبار متعلقة :