الكويت الاخباري

بوابة الجمهورية تحاور الزميل محمد الساعاتي "مؤلف موسوعة الشعراوى" - الكويت الاخباري

-"إمام الدعاة" وزير يجلس على الحصير.. يفضل "طبلية" الفقراء على مائدة الوزراء والأمراء الفخمة


-شعاره: [لقمة فى بطن جائع أفضل من بناء ألف جامع]


-طالبوه أن يُمسك فقال: " لما يمنع أمنع"

 

استضافة خمس نجوم

*: حدثنا عن بداية حياتك مع الشيخ الشعراوى وما الذى دفعك لأن تؤرخ لحياته؟


**: شاءت إرادة الله تعالى أن التقى فضيلة الشيخ محمدمتولى الشعراوى فى عقد قران بأحد الفنادق الشهيرة بالقاهرة وفوجئت يومها بفضيلته يقوم بإجراء صيغة عقد قران ابنة الحاج محمد نبيل مختار (المجبراتى) بدقادوس- ميت غمر مسقط رأس الشيخ بميت غمردقهلية، هنا بدأت أفكر جديا فى أن يقوم الشيخ الشعراوى بعقد قرانى حين أخطب بإذن الله، وحين وفقني ربى للخطبة من أزهرية مثلى، قمت بالتنبيه على أسرتى وأسرة العروس بأننى فى انتظار تحديد موعد من فضيلة الشيخ الشعراوى وعليهم أن يستعدوا لهذه اللحظة الهامة من عمري، حيث سأتصل عليهم هاتفيا يوما ما لأعلمهم بالموعد، وفى أحد الأيام، -وكان يوم جمعة- قمت بالاتصال على الشيخ قبل صلاة الجمعة فقال لى: تفضل بالحضور أنت ومن تحب من أسرتك وأسرة العروس عصر اليوم. وبالفعل تجمعنا وذهبنا بسيارتين من العائلتين، ومن فرط فرحتى بمقابلة الإمام نسيت أن آخذ شيئا من مستلزمات الأفراح (تحية الضيوف) مثل المثلجات والعصائر والجاتوهات، ولكنى حين وصلت عند مولانا، فوجئت باستضافة (خمس نجوم) من الشيخ لنا مما أصابنى ومن معى بالذهول -كرم ما بعده كرم- (كرم حاتمى) كما لو كنت أنا أحد أولاده، وبعدما تفضل بإشهار الزواج، ظل الشيخ موجودا معنا، لم- يبرح المكان- حتى تجاوزت عقارب الساعة العاشرة مساء بعشرين دقيقة..

 

عطاء بلا حدود
دفعنى للكتابة عن الشيخ الشعراوى كثرة لقاءاتى بفضيلته حيث أراد الله لى أن أشرف برصد أهم التفاصيل من حياته فلقد كان رحمه الله موسوعة فى كل شئ، فى تعاملاته مع الناس والفقراء والمساكين وعابرى السبيل والغارمين والغارمات، وكان يقدم ويعطى عطاء بلاحدود (رحمه الله).
 
حلم تحقق
*: متى بدأت الكتابة عن حياة الشيخ الشعراوى وكيف خرجت موسوعتكم الى النور؟
**: حين توفى الإمام الشيخ محمد متولى الشعراوى فى 1998/6/17م أخذت معى التسجيل الصغير وعدد6 شرئط كاسيت، وأخذت فى إجراء حوارات مع جميع الناس بما فيهم القيادات الدينية د. محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر ود. أحمدهاشم  ود. محمود حمدي زقزوق وزيرالأوقاف والشيخ سيد سعود وكيل الأزهر والعديد من الشخصيات العامة وأولاده وأحفاده وجيرانه الذين أخذ كل واحد منهم يدلو بدلوه بمواقفه مع الشيخ وأذكر أننى أرسلت أحد محبى الشيخ الشعراوى ليشترى لى شريط كاسيت بعدما امتلأت الأشرطة الستة، وفوجئت بالرجل وقد أتى إلىً بشريط مدته 90 دقيقة -ساعة ونصف الساعة- ليمتلئ هو الآخر، وعندما عدت الى منزلنا فى صباح اليوم التالى أخذت فى تفريغ الأشرطة على ورق فتكون لدى عدد مائة ورقة فسارعت بها لصديق وقام بكتابتها كمبيوتر، وعلى الفور قمت ب(تدبيسها)، وسبحان الله، عندما تم (تدبيس) المائة ورقة، ظهر ما قمت بجمعه وكأنه كتابا قيما، فقال لى أحد الزملاء وهو الداعية الأشهر المرحوم الدكتور عبد الله عبد العليم الصبان: والله.. ما قمت بجمعه يصلح لأن يكون كتابا رائعا عن حياة الشيخ الشعراوى، وسبحان الله من هنا بدأت أحلم بكتابة كتاب صار موسوعة فيما بعد لرجل خدم الأمة الإسلامية بأثرها، وبحمد الله تعالى خرجت الموسوعة بعد مضى ست سنوات كاملة وكان الفتح من الله تعالى فيما بعد.

مراجعة الأسرة
*: هل تناولت شيئا فى مؤلفكم عن الإمام الشعراوى وطلبت الأسرة حذفه؟
**: لا، لم يحدث مطلقا، غير أن الشيخ عبد الرحيم الشعراوى الابن الأوسط للشيخ -وكان يراجع العمل معي- طلب منى تعديل تاريخ ميلاد والده إلى 1911/4/16م بدلامن 1911/4/15م وكنت قد كتبت أنه ولد يوم 15إبريل بينما فى الحقيقة أن هذا التاريخ يوافق يوم مولد أبى رحمه الله، الذى يكبر الشيخ الشعراوى بيوم واحد فقط.

معالي الوزيرين
*: حدثنا عن أداء الشعراوى كوزير وهل من الممكن أن يستفيد منه خبراء مصر؟
**: اسمح لى أولا أن أوضح شيئا مهما لحضرتك وللسادة القراء والذى يكمن فى الآتى: حين تولى الشعراوى الوزارة لم يكن وزيرا واحدا، بل كانت حقيبته تشمل (وزارتين) وهما وزارة الأوقاف وشئون الأزهر ولذلك كان الوزراء يداعبون الشيخ الشعراوى بقولهم له: يامعالى الوزيرين..

الشعراوي وزيرا
وقد تناولت فى كتابى عن حياته رضى الله عنه فصلا كاملا بعنوان: (الشعراوى وزيرا) ومن خلال هذا الفصل عرف القراء أن الشعراوى تنازل عن أجره الذى كان يتقاضاه فى عمله كأستاذ بجامعة الملك عبدالعزيز بالسعودية ومقداره 2000جنيه مصري ليتولى منصب وزيرالأوقاف وشئون الأزهرمقابل 250 جنيها فقط، كما كشفت أنه لم يجلس على كرسى الوزير الفخم بل كان يجلس على ترايزة صغيرة ومقعد من الخيرزان بجوار باب المكتب الفخم، وكان يقابل ضيوفه على الباب.

يرفض حراسة الداخلية
بالفعل، من الممكن أن يستفيد الخبراء من تجربة الإمام الشعراوي كوزير، فلقد كان نموذجا فريدا لجميع الوزراء الذين اتخذوا منه القدوة والنموذج فى تلك الفترة، لأنه كان يعد وزيرا ل(الناس الغلابة) نعم كان وزيرا متواضعا، يجلس على الحصير ويرفض حراسة الداخلية.

*: وكيف كان رد الأسرة على من يسيئون للشيخ الشعراوي؟
**: حينما كان البعض يهاجم الشيخ الشعراوي بضراوة، كان محبيه (وهم كثر) ينتظرون رد الأسرة دون جدوى، فتواصلوا معي حتى أرد، ولكنني قلت فى نفسي: كيف أرد وأسرة مولانا موجودة؟ فاتصلت على الشيخ سامي الشعراوي فرفض أن يرد، فاتصلت على الحاج أحمد الشعراوي (الله يرحمه) فرفض هو الآخر، وأمام إلحاحي عليه، قال مقولة وقال لى: -ليست للنشر-، فقلت له: لك هذا. فقال: هؤلاء طالبى شهرة، يعني كل اللي عايز يشتهر يقوم يشتم فى مولانا الشعراوي، وحين أعجبتني العبارة حاولت معه أن أنشر تفاصيل المكالمة رفض رفضا قاطعا، فقمت بالاتصال على المرحوم محمد عبد الرحيم الشعراوي، وكان رحمه الله جريئا، ولأنني لابد أن أقدم شيئا للغيورين على اسم الشيخ الشعراوي لذا تحصلت على تصريح (قوي) وهو: ماذا أقول فيمن قام بسب جدي؟، لا أقول عنه إلا أنه ( مثل الذى مسك عضمة)؟.

المؤلف فى سطور:
 محمد حسنين الساعاتي ابن مدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية تخرج في كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف
-صحفى بجريدة عقيدتى بدار الجمهورية للصحافة
-المستشارالإعلامى والمتحدث الرسمى لنقابة محظي وقراء القرآن الكريم العامة بمصر
-عضونقابة الإعلام
-يشارك فى إعداد برنامج (أنغام السماء) بالتليفزيون المصرى من الخارج
 -(تعظيم سلام) و(مع البيان) من أشهر البرامج التى أعدها وقدمها
-مؤرخ وباحث فى تاريخ السادة العلماء وقراء القرآن الكريم بجميع الإذاعات والقنوات الأرضية والفضائية
-مؤلف (الموسوعة الكاملة لحياة الإمام محمدمتولى الشعراوى) تقديم ا/د. أحمدعمرهاشم الصادر عن دار الأهرام للطباعة
-مؤلف (فى رحاب إمام الدعاة) تقديم ا/دأحمدعمرهاشم الصادر عن كتاب الجمهورية ب(دار الجمهورية للصحافة)
-حاصل على دكتوراه شرفية عن بحثه عن قصة حياة الشيخ الشعراوى التى تحولت الى رواية لعمل فيلم عن حياة إمام الدعاة قام بكتابة السيناريو والحوار السينارست الكاتبة نور محمد:

وبمناسبة مرور ١١٤ عاما على ميلاد الشيخ محمد متولى الشعراوى [١٩١١-١٩٩٨م] أجرينا الحوار التالى مع الزميل محمد الساعاتى الصحفى بجريدة عقيدتى، المتحدث الرسمى لنقابة محفظى وقراء القرآن الكريم العامة بمصر:



يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

أخبار متعلقة :