يبدو أن الجدل التحكيمي أصبح سمة بارزة في مباريات الليغا وآخرها ما حصل في مواجهة ريال مدريد وأتلتيك بيلباو التي شهدت حالتين أسالتا الكثير من الحبر في الصحافة الإسبانية.
وانتزع ريال مدريد أمس فوزا بشق الأنفس على ضيفه أتلتيك بيلباو بنتيجة 1-0 في المباراة التي جرت على ملعب سانتياغو برنابيو لحساب الجولة الـ32 من الليغا سجله فيديريكو فالفيردي في الوقت بدل الضائع.
وخاض ريال مدريد هذه المباراة تحت ضغوط الاقصاء الأوروبي واتساع الفارق بينه وبين غريمه برشلونة إلى 7 نقاط، ما يعني أنه كان مطالبا بتحقيق نتيجة الفوز وإلا ستتقلص آماله في المنافسة على لقب الدوري.
وحقق ريال مدريد مراده بتسجيل هدف عن طريق لاعبه فينيسيوس جونيور في الدقيقة 80 لكن حكم الساحة مارتينيز مونويرا ألغاه بعد العودة إلى تقنية الفيديو المساعد بدعوى وجود تسلل على مواطنه أندريك.
وبدأت اللقطة حين أرسل فالفيردي عرضية من الجهة اليمنى لمسها أيتور باريديس مدافع بيلباو لتتجه الكرة إلى الجهة اليسرى حيث وصلت إلى فينيسيوس الذي تخطى المدافع ثم سدد في الزاوية الضيقة مسجلا الهدف الأول لريال مدريد.
إعلان
ورغم أن الكرة لمست باريديس مدافع بيلباو قبل وصولها إلى فينيسيوس إلا أن الحكم قرر أن إندريك تداخل في اللعبة وأثر بالسلب على المنافس.
وحلل الخبير التحكيمي إيتورالدي غونزاليس اللقطة بالقول "إذا لمسها إندريك فهي تسلل واضح، أما إذا لمسها باريديس فيجب النظر إلى ما إذا كان هناك تأثير من لاعب ريال مدريد على اللعب".
وأضاف "ذهاب الحكم إلى شاشة الفار ليس بسبب من لمس الكرة بل بسبب التدخل. لأن إندريك ينافس باريديس على الكرة، هناك تلامس جسدي والتأثير واضح، إذن قرار الحكم بإلغاء الهدف كان صحيحا"، وهو رأي اتفق مع حساب "أركيفو فار" المتخصص بتحليل الحالات التحكيمية في الدوري الإسباني.
وبعد هذه اللقطة بدقائق حصل احتكاك داخل منطقة جزاء بيلباو بين أوناي نونييث مدافع الضيوف وجود بيلينغهام لاعب الميرنغي، حيث طالب الأخير بركلة جزاء لكن الحكم قرر أن الاحتكاك لم يكن كافيا للإشارة إلى علامة الجزاء.
وقال إيتورالدي عن هذه اللقطة "نعم هناك لمس لكن ليس كافيا لاحتساب ركلة جزاء. بيلينغهام لم يتعمد السقوط لكن في الوقت نفسه الاحتكاك ليس قويا بدرجة كافية لاحتساب مخالفة"، وهو نفس تحليل "أركيفو فار" أيضا".
إعلان
هجوم مدريدي
ورغم اتفاق الخبراء والمتخصص على صحة قرارات الحكم مونويرا لكنه لم يسلم من انتقادات القناة التلفزيونية الرسمية لريال مدريد التي كان لها رأي مغاير تماما.
وتؤمن القناة أن الحكام حاولوا من خلال هذه الأخطاء إخراج ريال مدريد من المنافسة على لقب الدوري، مؤكدة أحقية فريقها في الحصول على ركلة جزاء لصالح بيلينغهام كما أن قرار إلغاء هدف فينيسيوس كان موضع جدل.
وبلغ غضب القناة من قرارات التحكيم إلى حد عرض لقطات من مباراة برشلونة وسيلتا فيغو وهو أمر نادر الحدث وفق ما ذكرت صحيفة "آس" الإسبانية، حيث شهدت حالتين جدليتين بعدم طرد رافينيا بعد مزاعم اعتداء على أياغو أسباس لاعب الفريق الضيف وركلة الجزاء التي احتسبت لداني أولمو بعد العودة لتقنية الفيديو.
وفيما يخص الهدف الملغي لفينيسيوس شكّكت القناة في صحة الإطار الزمني الذي اختير لتجميد الصورة وتحديد لحظة التمرير حيث قالت "أين الكرة في النظام شبه الآلي؟ لا تظهر. علينا أن نصدقهم فقط".
وتابعت "كيف نصدق هذا النظام الذي يشرف عليه كلوس غوميز (المسؤول عن حكام الفار) وينفذه ميديا برو في ظل ما نراه أسبوعا بعد أسبوع؟ هذا النظام ببساطة غير موثوق به، وهذا الفار يستحيل الوثوق به".
وبعد نشر الاتحاد الإسباني لكرة القدم التسجيلات الصوتية من غرفة الفار حول قرار إلغاء الهدف زادت القناة من حدة انتقاداتها.
وواصلت "ما حدث أمر بدائي. إنها إهانة لجماهير كرة القدم عموما ولمشجعي ريال مدريد خصوصا. إنه فصل جديد من مسلسل كوارث اللجنة الفنية للتحكيم بقيادة ميدينا كانتاليخو".
واستمرت في هجومها "هؤلاء الأشخاص غير مؤهلين لممارسة هذه المهنة ومع ذلك يُكافَؤون. لهذا لم يتم اختيار أي حكم إسباني للمشاركة في كأس العالم للأندية. لا نعلم إن كان ذلك لأنهم سيئون أم لأن هناك شكوكا تحوم حولهم مثلما نشك نحن. هذا لا يطاق. إنها فضيحة حقيقية".
أما بخصوص لقطة بيلينغهام فتصّر القناة على أنها كانت واضحة بشكل كاف كي يتدخل الفار ويطلب من الحكم مونويرا مراجعتها.
إعلان
وقالت "هذا الموسم حصل أمر مشابه مع كامافينغا في بامبلونا (ضد أوساسونا) حيث لم تكن الكرة حتى في اللعب. إذا اُعتبر ذلك ركلة جزاء، فلماذا لا تُحتسب هذه؟ مونويرا سبق أن حرم ريال مدريد من لقب الليغا في السابق، وكاد يفعلها مجددا اليوم".
ووصل الأمر في قناة ريال مدريد إلى حد السخرية من الحكام حين قال أحد المعلقين مازحا حول هدف فالفيردي "يقولون أن غرفة الفار لا تزال تراجع الهدف، لعلهم يجدون طريقة لإلغائه".
أخبار متعلقة :