آخر لحظة عاشها الطفل الغزي عبد الرحمن زيدان (14 عاما) مع والدته كانت أثناء وقوفهما في طابور أمام مركز لتوزيع المساعدات، قبل أن يشن الجيش الإسرائيلي هجوما بالدبابات وطائرات الهليكوبتر والمسيرات، وتُقتل أمه برصاص قنّاص إسرائيلي.
هذا ما جاء في تقرير نشرته صحيفة تايمز البريطانية، نقل تفاصيل هجوم شنه الجيش الإسرائيلي على الفلسطينيين أمس الثلاثاء، قرب مركز لتوزيع المساعدات غرب مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
ونقل التقرير عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر استشهاد 27 كانوا من بين 184 مصابا استقبلهم المستشفى الميداني التابع للجنة في رفح.
وكانت ريم وهي أم لـ7 أطفال أحد الضحايا، وأخبر زيدان الصحيفة أن "الجيش الإسرائيلي بدأ فجأة بإطلاق النار وإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع، ولم نتمكن من رؤية أي شيء وحاولت إخراج أمي من الفوضى، غير أني لم أتمكن من العثور عليها".
وعثر زيدان على أمه لاحقا في مشرحة المستشفى الميداني، وفق معدي التقرير وهم الصحفية الغزاوية أمل حلس، وسامر الأطرش مراسل الصحيفة في الشرق الأوسط، وغابرييل واينيغر مراسلة الصحيفة في إسرائيل.
وأوضح زيدان للصحيفة أنه انطلق مع أمه باتجاه مركز توزيع المساعدات في مدينة رفح -جنوبي قطاع غزة– الساعة العاشرة ليلا أمس الثلاثاء.
إعلان
وأضاف التقرير أن مئات الأهالي يبدؤون المسيرة الصعبة في الليل ويمشون لساعات أملا بأن يكونوا في أول طابور المساعدات بحلول الفجر، حين تفتح المراكز بشكل محدود.
مساعدات مسيسة
ودافعت مؤسسة غزة الإنسانية "جي إتش إف" (GHF) المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة عن رواية الجيش الإسرائيلي بشأن إطلاق النار، حسب التقرير، مرددة أن الحادث وقع خارج المنطقة الإنسانية، وضمن "منطقة عمليات عسكرية نشطة".
وأكدت المؤسسة أن آلية توزيع المساعدات التي تعتمدها "فعّالة"، ولكنها ستوقف عملها مؤقتا اليوم الأربعاء لـ"تحسين كفاءة العمل".
ويدير المؤسسة حاليا رئيس تنفيذي جديد هو القس الإنجيلي جوني مور، وتربطه علاقة مقربة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب، حتى إنه يقدم "استشارات غير رسمية" للإدارة الأميركية أحيانا، وفق التقرير.
وأبرز التقرير أن آلية توزيع المساعدات الجديدة جاءت بعد حظر إسرائيل لوكالة الأونروا التابعة للأمم المتحدة، متهمة إياها بالارتباط بجماعات إرهابية، ما يعكس دعما أميركيا واضحا للمؤسسة الجديدة.
وفي الوقت ذاته، هاجم البيت الأبيض تغطية بي بي سي للحادثة، مشككا بمدى صحة خبر استشهاد فلسطينيين، حسب التقرير.
وانتقل التقرير من استعراض المداخلات السياسية إلى أحمد، شقيق عبد الرحمن الأصغر (12 عاما)، والذي قال إن الطعام الذي كانت والدته تأمل بإحضاره "تضرج بدمائها"، وإنه "من المفترض أن نتلقى المساعدات بكرامة، ولكن لا أحد يشعر بما نمر به، وفقدت والدتي، ولم نحصل على أي شيء".
أخبار متعلقة :