تميز البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، بمواقف إنسانية جريئة ومتواضعة، حيث دافع بشغف عن الفئات الأكثر "هشاشة" في المجتمع، وتناول في خطاباته قضايا محورية مثل تغير المناخ، والنزاعات، بما في ذلك الحرب في قطاع غزة.
إرادة لا تهزمها الإعاقة
ورغم معاناته في السنوات الأخيرة من التهاب المفاصل الذي أثر على عموده الفقري وأجبره على استخدام الكرسي المتحرك، لم يتراجع عن أداء مهامه، وواصل جولاته الدولية حاملًا رسائل السلام، ولم يتردد في الانحناء لتقبيل أقدام الفقراء والمتحاربين.
غسل الأقدام.. من الطقس إلى المعنى الإنساني
ويُعرف عن البابا فرنسيس إحياؤه الطقوس الكنسية بتجديد يحمل طابعا إنسانيا عميقا، لاسيما طقس "غسل الأقدام" في "خميس الأسرار"، وهو تقليد كاثوليكي قديم يرمز إلى تواضع المسيح عندما غسل أقدام تلاميذه ليلة العشاء الأخير، وفقًا لموقع "الفاتيكان"، ويُعد هذا الطقس تحضيرا روحيا لعيد الفصح، حيث يتأمل المؤمنون في تضحيات المسيح.
وفي إحدى خطاباته، قال البابا فرنسيس: "هذا هو مثال الرب، الأهم بيننا يخدم الآخرين، غسل الأقدام هو رمز يقول: أنا في خدمتك.
ومنذ انتخابه، حرص فرنسيس على نقل هذا الاحتفال إلى خارج أسوار الفاتيكان، فقام بغسل أقدام السجناء، واللاجئين، وذوي الاحتياجات الخاصة، بل وشخصيات من ديانات مختلفة، ليؤكد بذلك رفض التمييز بين البشر.
رسالة تسامح من سجن باليانو
وفي إحدى المحطات اللافتة، توجه البابا إلى سجن "باليانو" قرب روما، حيث شارك السجناء احتفال "خميس الأسرار"، وغسل أقدامهم، موجهًا دعوة قوية للمجتمع إلى التسامح والرحمة.
قبلة السلام في جنوب السودان
وفي مشهد تاريخي غير مسبوق، انحنى البابا فرنسيس وقبل أقدام زعماء جنوب السودان، خلال لقاء استمر 24 ساعة من الصلاة والتأمل في مقر إقامته في الفاتيكان.
وجاءت المبادرة بهدف تشجيع القادة على وضع حد للحرب الأهلية واحترام اتفاق وقف إطلاق النار، والسير قدمًا نحو تشكيل حكومة وحدة وطنية.
خطوات البابا فرنسيس الجريئة ومبادراته الرمزية، لم تكن مجرد طقوس دينية، بل رسائل سلام وكرامة إنسانية، لامست قلوب الملايين حول العالم، ورسخت صورته كأحد أبرز الأصوات المدافعة عن المحبة والعدالة في زمن مضطرب.
أخبار متعلقة :