الكويت الاخباري

من الجزائر إلى رفح.. قافلة الصمود تنطلق لكسر حصار غزة في مبادرة مغاربية تضامنية - الكويت الاخباري

إنطلاق قافلة تضم القافلة أكثر من 200 ناشط ومتضامن، بينهم نواب جزائريين إلى غزة

انطلقت صباح الأحد، من العاصمة الجزائرية قافلة "الصمود الأولى" البرية باتجاه قطاع غزة، في مبادرة تضامنية تحمل شعار "المبادرة الجزائرية لنصرة فلسطين وإغاثة غزة".

وتضم القافلة أكثر من 200 ناشط ومتضامن، بينهم نواب في البرلمان الجزائري ودبلوماسيون، في خطوة تعبر عن الدعم الشعبي والرسمي للقضية الفلسطينية.

وتهدف القافلة إلى كسر الحصار المفروض على غزة والمطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي المستمر منذ أشهر، والذي تسبب في كارثة إنسانية غير مسبوقة.


مسار القافلة ورسالتها:

تحركت القافلة من أمام مقر "أكاديمية جيل الترجيح" بقيادة الشيخ يحيى صاري، عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، متجهة نحو تونس للالتحاق بالقافلة التونسية التي ستنطلق من مدن مثل تونس العاصمة، سوسة، صفاقس، وقابس.

ومن المقرر أن تمر القافلة عبر ليبيا ثم مصر، لتصل إلى معبر رفح الحدودي، بالتزامن مع قوافل تضامنية أخرى من دول عربية ودولية.

وأكد الشيخ صاري في تصريح عبر فيسبوك أن القافلة "رسالة لأهل غزة: لستم وحدكم، نحن نقاسمكم الآلام والأوجاع"، مشيرًا إلى أنها تمثل "ضغطًا شعبيًا ضد المحتل في ظل فشل المجتمع الدولي بوقف المجازر".

رمزية سياسية وإنسانية:

تتجاوز القافلة أهدافها الإغاثية لتحمل بعدًا سياسيًا وأخلاقيًا، حيث تأتي كرد فعل على الحصار الخانق الذي فرضته تل ابييب على غزة، والذي أدى إلى نقص حاد في الغذاء والدواء وتدمير البنية التحتية.

وأشار وائل نوار، المتحدث باسم القافلة، إلى أن المبادرة تضم أكثر من 7 آلاف مشارك من دول المغرب العربي، بما في ذلك الجزائر، تونس، ليبيا، المغرب، وموريتانيا، مؤكدًا أنها "صرخة ضمير" تهدف إلى الضغط لفتح معبر رفح وإدخال المساعدات المكدسة في العريش.

تحديات وتوقعات:

تواجه القافلة تحديات لوجستية وسياسية معقدة، خاصة مع سيطرة الاحتلال على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وتعقيدات التنسيق مع السلطات المصرية.

وأشار نوار إلى أن القافلة سترابط في رفح لمدة تتراوح بين يومين وخمسة أيام للمطالبة بإدخال المساعدات، مع وجود لجنة دولية تضم ممثلين عن "المسيرة العالمية إلى غزة" و"أسطول الحرية" لمتابعة التنسيق.

وحذرت تقارير من احتمال استغلال تل ابيب للمبادرة للترويج لسردية "ممرات إنسانية مفتوحة"، بينما تمنع فعليًا دخول المساعدات، مما يجعل النجاح العملي للقافلة مرهونًا بالضغط الدولي والشعبي.

تضامن مغاربي وعالمي:

تُعد "قافلة الصمود" جزءًا من حراك مغاربي وعالمي واسع، حيث تنضم إليها وفود من 42 دولة، بما في ذلك قوافل جوية وبحرية.

وأكد صلاح الدين المصري، أحد منظمي القافلة التونسية، أن المبادرة تعبر عن "إرادة شعوب المغرب العربي في مساندة فلسطين"، مشيرًا إلى أن التنسيق مع السلطات التونسية والليبية والمصرية يسير بسلاسة.

وتأتي هذه الجهود في ظل تحذيرات دولية من مجاعة تهدد أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، حيث أفادت "اليونيسف" و"مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية" أن 92% من الأطفال دون سن الثانية والأمهات المرضعات يعانون من نقص التغذية.

سياق إنساني ملح:

تتزامن المبادرة مع أزمة إنسانية غير مسبوقة في غزة، حيث يعاني القطاع من قصف متواصل، نزوح جماعي، ونقص حاد في المواد الأساسية.

وأكدت تقارير أن تل أبيب منعت دخول المساعدات منذ مارس 2025، مما زاد من معاناة السكان، خاصة الأطفال الذين "ينامون وهم يتضورون جوعًا"، بحسب "اليونيسف".

وتسعى القافلة إلى إيصال رسالة واضحة للمجتمع الدولي بضرورة فتح المعابر ووقف التجويع المتعمد.

أخبار متعلقة :