في مشهد يغلب عليه الحزن والغموض، أعلن صباح الإثنين 21 أبريل 2025 عن وفاة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد معاناة مع سكتة دماغية وفشل في وظائف القلب، عقب خروجه مؤخرًا من المستشفى بسبب التهاب رئوي مضاعف.
وفارق البابا فرانسيس الحياة في مقر إقامته بدار القديسة مارتا في الفاتيكان، واضعًا نهاية لحبرية استمرت أكثر من 12 عامًا، تميزت بالانفتاح، والتواضع، والاهتمام بالفقراء والمهمشين.
بابا الفاتيكان الراحل اسمه الحقيقي خورخي ماريو بيرغوليو، البابا الأول من أمريكا اللاتينية وأول يسوعي يتولى السدة البابوية، كان صوتًا قويًا للعدالة الاجتماعية، وناشطًا بيئيًا، ومدافعًا عن الحوار بين الأديان.
وقد عبّر العديد من قادة العالم عن صدمتهم لفقدانه، مؤكدين أن العالم فقد شخصية أخلاقية وروحية فريدة.
الرئيس الأمريكي جو بايدن وصفه بأنه "أحد أعظم القادة الأخلاقيين في عصرنا"، فيما نعاه الرئيس الفرنسي ماكرون قائلاً إنه "كان صوتًا للضعفاء في زمن الأزمات".
الفاتيكان ومرحلة "الكرسي الشاغر"
وبوفاته، دخل الفاتيكان في مرحلة "الكرسي الشاغر"، التي يتولى فيها الكاردينال الأمريكي ذو الأصول الإيرلندية، كيفن فاريل، منصب الكاميرلنغو، متسلمًا إدارة شؤون الدولة البابوية مؤقتًا.
ويُعرف فاريل بميوله المحافظة ومواقفه المثيرة للجدل، مما يضيف عنصرًا من الغموض والاهتمام حول كيفية تعامله مع المرحلة الانتقالية.
وتتضمن مهمته التحضير لجنازة البابا الراحل، التي ستُقام حسب وصيته في بازيليك القديسة مريم الكبرى – كاسرًا تقليد دفن البابوات في الفاتيكان – وكذلك الإشراف على تنظيم المجمع السري لانتخاب البابا الجديد، المتوقع عقده بين 6 و11 مايو.
قادة العالم يودعون البابا فرانسيس
وأعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حزنه، ووجه تحية للبابا عبر منصته الاجتماعية، كما أمر بتنكيس الأعلام في جميع أنحاء البلاد.
وأشاد الرئيس السابق جو بايدن بالبابا فرنسيس، واصفًا إياه بأنه "أحد أبرز القادة في عصرنا"، مشيرًا إلى عمله الإنساني الطويل.
كما عبّر الرئيس الأسبق باراك أوباما عن تقديره للبابا، واصفًا إياه بأنه "قائد نادر ألهمنا لنكون أفضل".
صوت السلام وبابا الشعب
كذلك، جاء في بيان للرئيس عبد الفتاح السيسي أن البابا كان "صوت السلام والمحبة والرحمة".
ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون البابا فرنسيس بأنه "صوت الضعفاء"، مشيدًا بالتزامه بالعدالة الاجتماعية. وأعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن حزنه، مؤكدًا أن البابا كان "مدافعًا عن الضعفاء".
كما وصفته رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا بأنه "بابا الشعب".
وأشاد ايضا الرئيس الكيني ويليام روتو بالتزام البابا بالعدالة والشمولية.
وأعلن الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، معبرًا عن حزنه العميق لفقدان "ابن الأمة العظيم". وأشاد الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا بالبابا، واصفًا إياه بأنه "مدافع عن الفقراء والمظلومين".
إرث البابا فرانسيس
يُذكر أن البابا فرنسيس كان أول بابا من أمريكا اللاتينية وأول يسوعي يتولى هذا المنصب.
وتميزت فترة حبريته بالتركيز على قضايا العدالة الاجتماعية، والتقارب بين الأديان، والدعوة إلى حماية البيئة.
كما عُرف بتواضعه وقربه من الناس، مما جعله يحظى بمحبة واسعة.
ومن المقرر أن يُدفن البابا فرنسيس في بازيليك القديسة مريم الكبرى في روما، تنفيذًا لرغبته، ليكون بذلك أول بابا يُدفن خارج الفاتيكان منذ أكثر من قرن.
ومن المتوقع أن يحضر جنازته عدد كبير من قادة العالم والشخصيات الدينية.
وتُظهر ردود الفعل العالمية على وفاة البابا فرنسيس مدى تأثيره العميق كقائد روحي وإنساني، وتركه إرثًا سيظل محفورًا في ذاكرة العالم.
مستقبل الكنيسة الكاثوليكية
الأنظار تتجه الآن نحو مستقبل الكنيسة الكاثوليكية: من سيكون خليفة البابا فرنسيس؟ هل ستواصل الكنيسة نهج الانفتاح الذي تبناه، أم تعود إلى نهج أكثر تحفظًا؟ وهل يُمكن لقائد جديد أن يملأ فراغ شخصية تاريخية جمعت بين القوة الروحية والإنسانية العميقة؟
بين ألم الفقدان، وغموض المرحلة الانتقالية، يُطوى فصل مهم في تاريخ الفاتيكان، ليُفتح آخر قد يحمل تغيرات كبرى في مسار واحدة من أقدم المؤسسات الدينية في العالم.
أخبار متعلقة :