الكويت الاخباري

ضرب نطنز.. هل بدأ الإشعاع بالتسرب من المنشآت النووية الإيرانية؟ - الكويت الاخباري

خلال الضربة الإسرائيلية الحالية على إيران، والتي بدأت فجر الجمعة 13 يونيو/حزيران، كان الموقع النووي الرئيسي الذي تعرض للقصف هو منشأة نطنز الإيرانية التي تُعدّ حجر الزاوية في برنامج التخصيب النووي.

تبعد منشأة نطنز النووية نحو 250 كيلومترًا جنوب العاصمة طهران، وتقع ضمن منطقة جبلية تمنحها حماية طبيعية نسبية، كما أنه موقع مُحصّن إذ إن أجزاء كبيرة منه تحت الأرض.

تضم المنشأة قاعات لأجهزة الطرد المركزي التي تستخدم لتخصيب اليورانيوم، من خلال ضخ غاز سادس فلوريد اليورانيوم فيها، ومن ثم تدور بسرعات عالية لفصل النظائر وإنتاج أنقى صور اليورانيوم.

الضربات أصابت مواقع عدة في إيران (أسوشيتد برس)

أثر الضربة

بعد الهجوم بوقت قصير، بثّ التلفزيون الرسمي الإيراني لقطاتٍ لعمود من الدخان الأسود يتصاعد فوق هذه المنشأة، على الرغم من عدم تقديم تقييم مفصلٍ للأضرار، لكن ذلك يؤكد وقوع بعض الأضرار المادية على الأقل في الموقع.

وبالإضافة إلى نطنز، تُشير التقارير إلى استهداف منشآت نووية أخرى، فقد أفادت مصادر إسرائيلية وإعلامية بشن غارات على مركز أبحاث نووية قرب تبريز شمال غربي إيران، ويُعتقد أن موقع تبريز الإيراني مفاعل أبحاث، كما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن السلطات الإيرانية أبلغتها أن مفاعل بوشهر النووي لم يُستهدف.

كما ترددت شائعات غير مؤكدة حول منشأة فوردو للتخصيب قرب مدينة قم، ولكن حتى الآن لم يُؤكد صراحة استهداف فوردو، وهي واحدة من محطتين رئيسيتين للتخصيب، وكلاهما محصن بشدة، وقد ركزت التصريحات الرسمية على نطنز، مما يوحي بأنها تحملت العبء الأكبر من الهجوم.

إعلان

التسرب الإشعاعي

ويُعد احتمال تسرب المواد المشعة من أبرز المخاوف بعد أي هجوم على موقع نووي، لكن نطنز ليست مفاعلًا نوويا بل هي محطة لتخصيب غاز اليورانيوم، لذا فإن السيناريو ليس كقصف مفاعل نووي نشط.

ومع ذلك، تضم نطنز أجهزة طرد مركزي وتخزن اليورانيوم المخصب (غاز سداسي فلوريد اليورانيوم وربما بعض المواد النووية الصلبة).

من الناحية النظرية، قد يؤدي تلف هذه الأجهزة إلى تسرب مواد مشعة أو سامة، وقد سارع المراقبون الدوليون إلى التحقق من أي علامات على وقوع حادث إشعاعي.

وأعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل ماريانو غروسي، أن الوكالة "تراقب من كثب الوضع المقلق للغاية في إيران" وأنها "على اتصال بالسلطات الإيرانية بشأن مستويات الإشعاع".

وأكد غروسي في 13 يونيو/حزيران أن نطنز كانت من بين الأهداف التي تعرضت للقصف، وأن مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية يواصلون تقديم تقارير عن الوضع على الأرض، وحتى آخر التحديثات لم يُرصد أي تسرب للمواد النووية. وذكرت الوكالة أنه "لم تحدث زيادة في مستويات الإشعاع" في موقع نطنز عقب الضربات.

بمعنى آخر، لم ينتج عن الأضرار التي لحقت بمحطة التخصيب أي تسرب ملحوظ للإشعاع أو خرق للاحتواء النووي، ونشر هذا التقييم علنًا على حساب الوكالة الرسمي على تويتر، كما نشره غروسي في تصريحات صحفية.

عدم التسرب

ولم يُبلغ المسؤولون الإيرانيون عن أي حالات طوارئ إشعاعية، ويُفترض استمرار الرصد الروتيني للإشعاع. تجدر الإشارة إلى أن تصميم نطنز (تحت الأرض) ساعد على الأرجح في احتواء أي أضرار.

إعلان

وإذا كان ذلك هو الواقع، فمن المرجح أن تكون الضربات موجهة بدقة لتدمير المعدات مع تقليل الأضرار البيئية الجانبية إلى أدنى حد.

باختصار، تشير جميع الأدلة الحالية إلى عدم حدوث أي تسرب أو تلوث للمواد النووية نتيجة الضربات. ويؤكد هذه النقطة بيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية لمستويات الإشعاع الطبيعية في نطنز.

أخبار متعلقة :