مع تغير الفصول وتقلبات الطقس، تعود إلى الواجهة أمراض فيروسية عدة تستهدف بشكل خاص الأطفال وصغار السن. ويبرز من بينها فيروس الروتا (Rotavirus)، الذي يُعد، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية (WHO) والمراكز العالمية لمكافحة الأمراض (CDC)، السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالإسهال المائي الشديد والقيء بين الرضع والأطفال الصغار في جميع أنحاء العالم.
ورغم أن معظم الأطفال يتعافون منه، إلا أن خطورته تكمن في مضاعفاته التي قد تكون مهددة للحياة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح وفوري. هذا التقرير الموثق يستعرض كل ما يجب معرفته عن هذا الفيروس.
ما هو فيروس الروتا؟
فيروس الروتا هو فيروس شديد العدوى يهاجم بطانة الأمعاء الدقيقة. اكتسب اسمه من كلمة "Rota" اللاتينية التي تعني "العجلة"، وذلك بسبب شكله الدائري الذي يظهر تحت المجهر الإلكتروني. قبل إدخال اللقاح المخصص له، كان معظم أطفال العالم تقريباً يصابون به مرة واحدة على الأقل قبل بلوغهم سن الخامسة.
الأعراض الرئيسية
بعد فترة حضانة تبلغ حوالي يومين من التعرض للفيروس، تبدأ الأعراض بالظهور بشكل مفاجئ، وتشمل:
إسهال مائي شديد: هو العرض الأكثر تمييزاً، وقد يستمر من 3 إلى 8 أيام.
قيء متكرر.
ارتفاع في درجة الحرارة.
آلام وتقلصات في البطن.
الخطر الأكبر
لا تكمن خطورة الفيروس في ذاته، بل في الجفاف الشديد الذي يسببه نتيجة الفقدان السريع لسوائل الجسم والأملاح عبر الإسهال والقيء. ويُعد الجفاف حالة طبية طارئة لدى الأطفال الصغار.
علامات الجفاف التي تستدعي التدخل الطبي الفوري:
جفاف الفم واللسان.
البكاء مع قلة الدموع أو انعدامها.
انخفاض عدد الحفاضات المبللة (أقل من المعتاد خلال 6-8 ساعات).
خمول شديد أو نعاس غير معتاد.
تهيج وعصبية زائدة.
غور العينين والوجنتين، وانخفاض اليافوخ (المنطقة اللينة في رأس الرضيع).
توثيق: توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) بالتوجه إلى الطوارئ فوراً عند ملاحظة هذه العلامات.
طرق الانتقال والعدوى
ينتقل الفيروس بسهولة عبر الطريق الفموي-البرازي. هذا يعني أنه يمكن أن ينتشر من خلال:
الأيدي الملوثة: بعد استخدام الحمام أو تغيير حفاضات طفل مصاب.
الأسطح الملوثة: الفيروس شديد المقاومة ويمكنه البقاء حياً على الأسطح مثل الألعاب ومقابض الأبواب لعدة أيام.
الطعام أو الماء الملوث.
لهذا السبب، تنتشر العدوى بسرعة في الأماكن التي يتجمع فيها الأطفال مثل الحضانات ورياض الأطفال.
الوقاية والعلاج: خطوات حاسمة
1. الوقاية (وهي الأهم):
لقاح الروتا: تؤكد منظمة الصحة العالمية ووزارات الصحة حول العالم، بما فيها وزارة الصحة الأردنية، أن التطعيم هو الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من الإصابة الشديدة بالمرض. اللقاح عبارة عن قطرات فموية تُعطى للرضع على جرعتين أو ثلاث جرعات خلال الأشهر الأولى من حياتهم.
النظافة الشخصية: غسل اليدين جيداً بالماء والصابون بشكل متكرر هو خط الدفاع الثاني والمهم للحد من انتشار العدوى.
2. العلاج:
لا يوجد دواء مضاد للفيروسات مخصص لعلاج الروتا. يركز العلاج بشكل كامل على التعامل مع الأعراض ومنع الجفاف.
تعويض السوائل: هو حجر الزاوية في العلاج. يُنصح باستخدام محاليل الإماهة الفموية (ORS) المتوفرة في الصيدليات، لأنها تحتوي على المزيج الدقيق من الماء والأملاح والسكريات الذي يحتاجه الجسم.
الراحة والتغذية: الاستمرار في الرضاعة الطبيعية أو الصناعية، وتقديم وجبات خفيفة للطفل إذا كان قادراً على تناولها.
العناية الطبية: في حالات الجفاف الشديد، يكون العلاج في المستشفى ضرورياً لإعطاء السوائل عن طريق الوريد.
فيروس الروتا مرض شائع ويمكن أن يكون خطيراً
أخبار متعلقة :