تحية المسجد سنة مؤكدة تُظهر تعظيم شعائر الله وتكريم بيوته، وفضلها عظيم لمن دخل المسجد وأدّاها قبل الجلوس. أما الاستماع لخطبة الجمعة فهو واجب شرعي، والإنصات لها مقدَّم على أداء النافلة بعد صعود الإمام، احترامًا لشأن الخطبة وامتثالًا لأمر النبي صلى الله عليه وسلم. فما حكم صلاة تحية المسجد أثناء خطبة الجمعة في المذهب الحنفي؟
أوضحت دار الإفتاء: "إذا خرج الإمام فلا صلاة ولا كلام إلى تمامها" .. كما قال محمد بن علي بن محمد بن علي بن عبد الرحمن الحنفي في كتابه "الدر المختار" من (باب الجمعة)، وشمل قوله: (فلا صلاة) السنة وتحية المسجد؛ كما في "البحر"، وصرح فيه عند شرح قول "الكنز" (ومنع عن الصلاة وسجدة التلاوة) بأن: [صلاة النفل صحيحة مكروهة حتى يجب قضاؤه إذا قطعه، ويجب قطعه وقضاؤه في غير وقت مكروه في ظاهر الرواية، ولو أتمه خرج عن عهدة ما لزمه بالشروع، فالمراد الحرمة لا عدم الانعقاد] اهـ.
ومن ذلك يتبين أنه يحرم التنفل من حين خروج الإمام إلى تمام الصلاة، وذلك يشمل الخطبة الأولى وما بعدها إلى حين الفراغ من الصلاة، ويدل عليه ما صرح به في "المحيط" و"غاية البيان"؛ من أن الصلاة والكلام يكرهان من حين يخرج الإمام إلى أن يفرغ من الصلاة. اهـ.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
أخبار متعلقة :