"كنياز بوجارسكي" اسم روسي أطلق على الغواصة الثامنة ضمن سلسلة غواصات "مشروع 955". بدأ تصنيعها في ديسمبر/كانون الأول 2016، وبعد اجتيازها جميع مراحل التجارب البحرية، دخلت الخدمة رسميا في يوليو/تموز 2025.
التصنيع والتطوير
في مايو/أيار 2012 قررت روسيا بناء الغواصة النووية "الأمير بوجارسكي" (كنياز بوجارسكي بالروسية) بموجب عقد أُبرم بين وزارة الدفاع الروسية والمؤسسة المتحدة لبناء السفن (أوه إس كيه)، تضمن أيضا إنشاء 4 غواصات أخرى.
انطلقت أعمال البناء فعليا في ديسمبر/كانون الأول 2016، مع وضع العارضة الأولى في مصنع "سيفماش" بمدينة سيفيرودفينسك، وهو حوض بناء السفن المتخصص في الغواصات النووية.
يأتي المشروع في إطار الإستراتيجية الروسية لتعزيز قدرات الردع النووي البحري، وتعد الغواصة الخامسة من النسخة المطورة "بوريه-إيه"(مشروع 955)، والثامنة إجمالا ضمن فئة "بوريه" الحديثة.
أُطلقت الغواصة إلى المياه في الثالث من فبراير/شباط 2024، وبدأت سلسلة من التجارب البحرية المكثفة التي انطلقت رسميا في 28 يوليو/تموز 2024. وبعد عودتها إلى سيفيرودفينسك في 14 أكتوبر/تشرين الأول 2024 لاستكمال مراحل الاختبارات النهائية، أثبتت جاهزيتها القتالية، ودخلت الخدمة رسميا في 24 يوليو/تموز 2025.
أقيمت مراسم التدشين في قاعدة "جادجييفو" البحرية التابعة لأسطول الشمال بمقاطعة مورمانسك، ورُفع العلم البحري الروسي (علم القديس أندرو) إيذانا بانضمامها إلى الفرقة 31 للغواصات المتمركزة في المدينة المغلقة "زاتو جادجييفو" بشبه جزيرة كولا.
شهد الحفل حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والنائب الأول لرئيس الوزراء دينيس مانتوروف، ومستشاري الرئيس أليكسي ديومين ونيكولاي باتروشيف، والقائد العام للقوات البحرية ألكسندر موي، والمدير التنفيذي لمؤسسة بناء السفن المتحدة أندري بوشكوف.
التسمية
سميت الغواصة باسم "الأمير بوجارسكي" تيمنا بالأمير "ديميتري ميخائيلوفيتش بوجارسكي (1578-1642)، الذي ارتبط اسمه بإعادة بناء الدولة الروسية.
كما اشتهر بدوره القيادي في الانتفاضة الشعبية الكبرى التي تمكنت بين عامي 1611 و1612 من طرد القوات البولندية-الليتوانية من الأراضي الروسية.
المميزات والمواصفات
تتميز الغواصة النووية الروسية "الأمير بوجارسكي" بمستوى متقدم من القدرات التقنية يجعلها ضمن أقوى منصات الردع الإستراتيجي البحري عالميا. ومن أبرز مواصفاتها:
إعلان
الإزاحة فوق السطح: نحو 14 ألفا و700 طن. الإزاحة تحت الماء: حوالي 24 ألف طن، ما يضعها ضمن أكبر الغواصات من نوعها. الطول: 170 مترا. العرض: 13.5 مترا. سرعة الإبحار فوق السطح: 15 عقدة بحرية. السرعة تحت الماء: 29 عقدة بحرية. مدة العمل المستقل في البحر: تصل إلى 3 أشهر دون الحاجة للعودة إلى القاعدة. عدد الطاقم: نحو 107 أفراد. عمق الغوص التشغيلي: بين 400 و480 مترا.القدرات القتالية
تعمل الغواصة بمحرك نووي من نوع "في إم-5" بالماء المضغوط "وسيطا لنقل الحرارة داخل المفاعل النووي"، ويولد طاقة حرارية تصل إلى 190 ميغاواط، وتعتمد على مفاعل نووي لتوليد الطاقة.
كما تستخدم نظام دفع "بامب جيت" أو الدفع النفاث المائي، الذي يمنحها قدرة عالية على تقليل الضوضاء مقارنة بالغواصات التقليدية، مما يعزز قدراتها على التخفي وإجراء الهجمات دون كشف موقعها.
تمتلك الغواصة أيضا أنظمة دفاعية متقدمة، تمكنها من حماية نفسها في بيئات الحرب البحرية المعقدة، مع قدرة هجومية فائقة تشمل إطلاق صاروخ "آر بي كيه-6 فييوغا" المضاد للغواصات، ما يزيد من قدرتها على البقاء في المياه الخطرة.
التسليح والعتاد
الصواريخ الباليستية: 16 صاروخا من طراز "آر إس إم-56″، كل صاروخ مزود بعدد من الرؤوس النووية الموجهة بشكل مستقل. الطوربيدات: 6 أنابيب طوربيد عيار 533 ملم، مع نظام دفاع ذاتي ضد الطوربيدات. أنظمة ملاحة واتصالات متطورة: تمكن الغواصة من تنفيذ مهامها بسرية تامة ومدة طويلة في أعماق المحيطات، مع القدرة على رصد موقع وسرعة العدو بدقة.وتم تصميم غواصات فئة "بوريه-إيه" لتكون بديلا حديثا لغواصات دلتا وتايفون القديمة، مع تعزيز قدرات الردع النووي والاستمرارية في العمليات البحرية الإستراتيجية.
أخبار متعلقة :