سفير الصين لدى دولة قطر
15/8/2025-|آخر تحديث: 11:40 (توقيت مكة)
يمثل الذكاء الاصطناعي مجالا جديدا للتنمية البشرية، وقوة دافعة مهمة لجولة جديدة من الثورة التكنولوجية والتحول الصناعي، كما يمكن أن يصبح منتجا عاما دوليا يعود بالخير على البشرية.
وفي نفس الوقت، تثير التحديات والمخاطر التي يجلبها الذكاء الاصطناعي اهتماما واسعا، حيث أصبحت كيفية إيجاد التوازن بين التنمية والأمن معضلة مشتركة تواجه المجتمع الدولي.
مؤخرا، أطلق مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي 2025 والاجتماع رفيع المستوى بشأن الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي "خطة عمل للحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي"، وقد طُرحت ستة مبادئ أساسية هي:
التوجه نحو الخير وخدمة الشعوب. احترام السيادة. التوجه نحو التنمية. التحكم الآمن. الإنصاف والشمول. الانفتاح والتعاون.إلى جانب ثلاثة عشر عملا فعليا تشمل تعزيز التعاون الدولي في بناء قدرات الذكاء الاصطناعي وبناء نموذج الحوكمة الشاملة بمشاركة الأطراف المتعددة، بما يحشد التوافق الدولي لتطوير وحوكمة الذكاء الاصطناعي عالميا ويضخ زخما قويا فيها.
في الوقت الراهن، تواجه الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي تحديات بالغة الخطورة:
أولا، مشكلة الفجوة الرقمية. تعاني بعض الدول والمناطق من عدم تكامل البنية التحتية الرقمية، وعدم كفاية التدريب على المهارات، ونقص الموارد الرقمية. حتى نهاية 2024، لا يزال هناك 2.6 مليار شخص في العالم غير متصلين بالإنترنت. وإن لم تُسد هذه الفجوة الرقمية بشكل عاجل، فستتعمق الفجوة التنموية بين الشمال والجنوب في العالم، مما يقيد بشدة إمكانية النمو الاقتصادي العالمي. ثانيا، غياب حق الكلام للجنوب العالمي. وفقا لأحدث تقرير الأمم المتحدة، يوجد حاليا أكثر من 60 إطارا عالميا لحوكمة الذكاء الاصطناعي، لكن أقل من خُمسها صادر عن دول الجنوب العالمي. كما أن الأنظمة والقواعد الحالية تعكس دائما التفوق التقني وسعي المصالح للدول المتقدمة، دون الاستجابة الكافية لاهتمامات دول الجنوب العالمي، مما يجعلها تفقد تمثيلا كافيا.إعلان
في ظل ذلك، أطلق الجانب الصيني "خطة عمل للحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي"، ودعا إلى إنشاء منظمة عالمية للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، هذا هو الإجراء المهم لتنفيذ التعددية ودفع الحوكمة العالمية بالتشاور والتشارك والتنافع، كما هو العمل الفعلي للاستجابة لأصوات دول الجنوب العالمي والمساعدة على سد الفجوة الرقمية والذكائية.
بخلاف المبادرات الانعزالية والإقصائية التي طرحتها بعض الدول، فإن "خطة عمل للحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي" تقوم على الأركان الجوهرية: التنمية العادلة، التعاون المنفتح، الحوكمة الفعالة، وتدعو إلى بناء نظام الحوكمة الشامل والمنفتح للذكاء الاصطناعي، وستقدم منصة رحبة لتعميق التعاون الدولي في الذكاء الاصطناعي، ودفع تطوير الذكاء الاصطناعي نحو الخير والمنفعة الشاملة للجميع بشكل مشترك.
في السنوات الأخيرة، حققت تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي الصينية اختراقات متلاحقة وجديدة، وساهمت بقوة كبيرة في نمو الاقتصاد الذكي العالمي.
وفقا لإحصاءات المنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، خلال الفترة من 2014 إلى 2023، سجلت الصين أكثر من 38 ألف براءة اختراع للذكاء الاصطناعي التوليدي، وتصدرت العالم.
من صعود تقنية "هواوي أسيند" (Huawei Ascend) متحدية الصعاب، إلى الاختراق المبهر لـ"ديب سيك" (DeepSeek)، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي على طول "الحزام والطريق"، أصبحت الصين بفضل القدرة التكنولوجية المتطورة وسيناريوهات التطبيق الواسعة محركا مهما لتطوير الذكاء الاصطناعي العالمي.
في عصر الذكاء، تتقدم دول العالم في قارب واحد. كما أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ في مراسم افتتاح الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون العربي الصيني، أن الجانب الصيني يحرص على تعزيز التعاون مع الدول العربية في مجال الذكاء الاصطناعي، للعمل سويا على تعزيز دور الذكاء الاصطناعي في تمكين الاقتصاد الحقيقي، والدفع بتكوين نظام الحوكمة العالمية للذكاء الاصطناعي والذي يقوم على توافقات واسعة النطاق.
أمام تيار التحول الرقمي العالمي، يحرص الجانب الصيني على تقاسم الفرص والتشاور حول التعاون مع دولة قطر وغيرها من الدول، للتقدم يدا بيد نحو المستقبل المشرق في عصر الذكاء الاصطناعي.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
أخبار متعلقة :