توجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب -اليوم الجمعة- إلى ألاسكا حيث سيعقد، حوالي الساعة السابعة بتوقيت غرينتش، قمة مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، وقال أحد المسؤولين الأميركيين إن كل الخيارات مطروحة خلالها.
وبينما قال ترامب إن الحرب بين روسيا وأوكرانيا يجب أن تتوقف وإن القرار بشأن تبادل الأراضي بيد كييف، قالت موسكو إنها تأمل في تواصل المحادثات المفيدة مع واشنطن.
وفي تصريحات على متن الطائرة الرئاسية في طريقه إلى ولاية ألاسكا، توقع ترامب أن تحقق القمة نتيجة مؤكدا أن هناك احتراما متبادلا بينه وبين نظيره الروسي. وقال أيضا إن بوتين يعتقد أن هجماته المستمرة في أوكرانيا تمنحه قوة في المحادثات لكن ذلك يضر به، على حد وصفه.
من جهة أخرى، نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول أميركي قوله إن كل الخيارات مطروحة خلال قمة ترامب بوتين، بما في ذلك انسحاب ترامب من الاجتماع إذا شعر بأن بوتين غير جاد في التوصل إلى اتفاق.
وقال المسؤول الأميركي إن البيت الأبيض يشعر بتفاؤل حذر بشأن الاجتماع، لكن ترامب شعر بالحاجة إلى الجلوس وجها لوجه في غرفة مشتركة مع بوتين لتقييم موقفه فيما يتعلق بوقف إطلاق النار.
ويلتقي الزعيمان في قاعدة إلميندورف الجوية، وهي منشأة عسكرية أميركية رئيسية في ألاسكا أدت دورا غاية في الأهمية في مراقبة روسيا.
حجج ومواقف
ومن الجانب الروسي، صرّح المستشار الرئاسي يوري أوشاكوف للصحفيين في موسكو "ستجرى هذه المحادثات بصيغة ثنائية، بطبيعة الحال بمشاركة مترجمين".
بدوره، قال وزير الخارجية سيرغَي لافروف إن لدى موسكو حججا ومواقف واضحة ودقيقة ستطرحها في قمة ألاسكا. وأضاف -لدى وصوله إلى "أنكوراج" في ألاسكا- أن بلاده تأمل مواصلة ما سماها المحادثات المفيدة مع الجانب الأميركي.
إعلان
تصريحات زيلينسكي
وقبيل بدء قمة ألاسكا، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الوقت قد حان لإنهاء الحرب في بلاده، وإن كييف تعول على الولايات المتحدة و"تعتمد" على ترامب لإقناع روسيا بإنهاء الحرب.
وكتب زيلينسكي على "تليغرام" متحدثا عن الطريق نحو "سلام عادل" بالإضافة إلى محادثات ثلاثية جوهرية بين قادة أوكرانيا وروسيا والولايات المتحدة.
تفاعل دولي
وعلى الصعيد الدولي، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إنه "بعد مرور 3 سنوات ونصف السنة على الهجوم غير القانوني على أوكرانيا أتيحت لروسيا اليوم الفرصة للموافقة على وقف إطلاق النار وإنهاء الأعمال العدائية".
وأضاف ميرتس أنه يتوقع من الرئيس الروسي أن يأخذ عرض نظيره الأميركي للحوار على محمل الجد، وأن يبدأ بعد الاجتماع في ألاسكا مفاوضات غير مشروطة مع أوكرانيا. وتابع أنه ينبغي التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في القمة، لافتا إلى أن أوكرانيا تحتاج إلى ضمانات أمنية قوية.
ومن جهته، قال وزير الدفاع البريطاني جون هيلي إن القمة تشكل خطوة أولى مهمة. وأضاف أنه لا يمكن اتخاذ قرارات بشأن أوكرانيا من دون الأخيرة، مؤكدا أن الحروب لا يمكن أن تنتهي إلا بالدبلوماسية.
ودعا هيلي إلى الضغط على بوتين، من أجل التوصل لوقف إطلاق نار كامل يسمح بمساحة للدبلوماسية والمفاوضات.
"لن يعبث معي"
ومع تحقيق روسيا مكاسب ميدانية في أوكرانيا، تعززت مخاوف القادة الأوروبيين من احتمال جر بوتين الرئيس الأميركي إلى تسوية تُفرض على أوكرانيا.
لكن ترامب قال في تصريح لصحفيين في البيت الأبيض أمس "أنا رئيس، لن يعبث معي". وتابع "سأعلم خلال الدقيقتين الأوليين أو الثلاث أو الأربع والخمس الأولى ما إذا سيكون اجتماعنا جيدا أم سيئا".
وتأتي قمة ألاسكا بالتزامن مع تحقيق روسيا مكاسب ميدانية كبرى في أوكرانيا، إذ أصدرت السلطات في كييف أوامر إجلاء عائلات تضم أطفالا من بلدة دروجكيفكا ومن 4 قرى قريبة منها في منطقة حقّقت فيها القوات الروسية تقدما سريعا.
وتقدمت القوات الروسية سريعا -الثلاثاء- بعمق 10 كيلومترات في قطاع ضيّق من خط الجبهة بالقرب من بلدتي دوبروبيليا ودروجكيفكا.
وكان ذلك أكبر تقدّم للقوات الروسية خلال 24 ساعة بالأراضي الأوكرانية منذ أكثر من عام، وفق تحليل أجرته وكالة الصحافة الفرنسية لبيانات معهد دراسات الحرب الأميركي.
أخبار متعلقة :