الكويت الاخباري

 مستشار مفتي الجمهورية يكشف عن خطط دار الإفتاء المصرية المقبلة #دين وحياة #دار الإفتاء - الكويت الاخباري

اختتمت دار الإفتاء المصرية فعاليات مؤتمرها العالمي العاشر الذي عُقد الاسبوع الماضي على مدار يومي 12،13أغسطس الجاري تحت عنوان "صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي"، و بمشاركة رفيعة من كبار العلماء والمفتين من أكثر من ثمانين دولة؛فماذا عن خطط دار الإفتاء المصرية فى المرحلة المُقبلة؟.

أشار الدكتور إبراهيم نجم_مستشار مفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء فى العالم_إلى أن  دار الإفتاء المصرية ماضية قدمًا في خطط طموحة تستشرف المستقبل وتستكمل مسيرة التطوير التي بدأتها خلال السنوات الماضية.

أضاف مستشار المفتي فى تصريح خاص لـ"الجمهورية أون لاين" أنه على الصعيد الداخلي،نعمل على ترسيخ التحول الرقمي في كافة خدمات الدار؛ فبعد نجاح منصة الفتاوى الإلكترونية وتطبيق الهاتف المحمول، نتطلع قريبًا لإطلاق منصة شاملة متعددة اللغات لتقديم خدمات الإفتاء والاستشارات الشرعية بشكل أسرع وأكثر تفاعلية، بحيث يستطيع أي شخص في العالم التواصل مع دار الإفتاء بسهولة عبر تقنية الدردشة الذكية (Chatbot) المدعومة بضوابط شرعية، والتي ترشد المستخدم مبدئيًّا ثم تربطه بأحد أمناء الفتوى لاستكمال الجواب المفصَّل.

تابع د.نجم:لدينا أيضًا خطة لتطوير الموقع العالمي للتحقق من الفتاوى الذي أطلقناه، عبر إثرائه بآلاف الفتاوى الصحيحة من مختلف البلدان بالتعاون مع هيئات الإفتاء الأخرى، ليصبح مرجعًا عالميًّا متكاملاً ومنصة إنذار مبكر ترصد أي فتوى شاذة تظهر في الإعلام أو على الإنترنت فتتعامل معها فورًا.

وعلى صعيد التأهيل العلمي، سنشهد قريبًا افتتاح «أكاديمية دار الإفتاء المصرية» بشكل رسمي، والتي ستقدِّم دبلومات وبرامج ماجستير متخصصة في علوم الفتوى والإرشاد الديني؛ هذه الأكاديمية ستفتح أبوابها للدارسين من داخل مصر وخارجها، ونطمح أن تكون منارة علمية دولية تخرّج أجيالًا من المفتين المعاصرين الملمين بالفقه وبعلوم العصر، مما يسد حاجة المجتمعات الإسلامية حول العالم لعلماء وسطيين مؤهلين.

استطرد د.نجم تصريحاته لافتًا إلى وجود خطط لتعزيز الشمولية والتنوع في كوادر الإفتاء؛ منها زيادة إشراك العنصر النسائي في الإفتاء من خلال تدريب مجموعة جديدة من المفتيات اللواتي يتم إعدادهن للإجابة عن أسئلة النساء والأسرة بوجه خاص، وقد حققت خطوات متميزة في هذا الصدد وحازت تجربة دار الإفتاء في تأهيل المفتيات على تقدير دولي. 

خطة الإفتاء فى الاهتمام بمجال البحث العلمي 

قال د.إبراهيم نجم أنه سيتم الاستمرار في استكمال الموسوعات العلمية فالمَعلمة المصرية للعلوم الإفتائية قاربت على اكتمال أجزائها الـ62، وسنعقبها بإذن الله بإصدار موسوعات نوعية تغطي موضوعات ملحة (مثل موسوعة للتطبيقات المعاصرة لفقه المقاصد، موسوعة للفتاوى التاريخية وتحليلها، وغيرها). 

كذلك نخطط لإطلاق مجلة علمية دولية مُحكَّمة تعنى بدراسات الفتوى والاجتهاد المعاصر، لنفتح المجال أمام الباحثين من كل البلاد لنشر أبحاثهم وتبادل المعرفة تحت مظلة دار الإفتاء. 

ماذا عن الصعيد الدولي؟
صرّح د.نجم بأن هناك توجّه لإنشاء مكاتب تمثيل للأمانة العامة لدور الإفتاء في عدد من الدول المحورية، وندرس حاليًا اختيار أول مكتب لنا في أوروبا ليكون حلقة وصل أقوى مع هيئات الإفتاء الأوروبية ويقدّم الدعم الشرعي للجاليات مباشرة بالتنسيق معنا. 

أيضًا سنواصل تنظيم المؤتمر العالمي للإفتاء سنويًّا وتعزيز مكانته كأهم ملتقى للإفتائيين بالعالم؛ فالمؤتمر هذا العام تناول قضية الذكاء الاصطناعي، وبدأنا بالفعل التفكير في موضوع المؤتمر التالي ربما ليتناول الفتوى والشباب أو الفتوى والتغيرات المناخية كمجالات جديدة تستحق البحث الشرعي الجماعي.

دور  الإفتاء الوطني 
أكد نجم إن الإفتاء جزء أصيل من المشروع الفكري للدولة المصرية في تجديد الخطاب الديني وبناء الوعي لذلك من خططنا المقبلة تكثيف الحملات التوعوية على المستوى الشعبي عبر الإعلام ووسائل التواصل ضد الأفكار الهدامة.

وأعلن مستشار المفتي عن إطلاق مبادرات تستهدف الشباب في المدارس والجامعات لرفع وعيهم ضد التطرف والإلحاد والإشاعات، بالتعاون مع وزارة الشباب والأزهر والكنيسة، استمرارًا لحملة «واعظ لكل أسرة» التي نشارك فيها. 
كذلك التكثيف من برامج التدريب للصحفيين والإعلاميين على تناول الشأن الديني بحرفية، بعد نجاح الدورات السابقة في هذا المجال، بما يضمن أن تصل الفتوى الصحيحة للناس دون تحريف أو تهويل. 

دور الإفتاء فى الفتوى والخدمات

أما في شأن الفتوى والخدمات،أوضح د.نجم أن الدار لديها خطة لتوسيع منافذ الفتوى بالمحافظات بالتعاون مع الأزهر الشريف، بحيث تنتشر مكاتب الإفتاء في المراكز الإسلامية الكبرى بكل محافظة لتيسير الوصول إلى الجمهور وتقليل اعتماد الناس على مصادر غير موثوقة. 

و لدينا نية لإطلاق وحدة خاصة للإفتاء الأسري تُعنى بمعالجة قضايا الطلاق والميراث والخلافات الأسرية بفاعلية أكبر، بالتنسيق مع لجان فض المنازعات الأسرية، للمساهمة في خفض معدلات الطلاق وحل النزاعات وديًّا وفق أحكام الشريعة السمحاء.

الدور المحوري لدار الإفتاء المصرية خارجيّا

أوضح مستشار المفتي أن دار الإفتاء تعتزم تكثيف حضورها الدولي عبر المشاركة الفعّالة في المؤتمرات الأممية والحوارات بين الأديان،وسنستمر في مد جسور التعاون مع المؤسسات الدولية؛ فعلى سبيل المثال لدينا تواصل مع الأمم المتحدة لتحويل وثيقة “دور الفتوى في تحقيق الأمن الفكري” إلى برامج مشتركة ضمن مبادرات مكافحة الإرهاب الفكري. كما نخطط لتنظيم جولات جديدة إلى مناطق لم نزرها من قبل، ربما في أمريكا اللاتينية أو شرق آسيا، للتعريف برسالة دار الإفتاء هناك وربط المسلمين في تلك الأصقاع بالمرجعية الوسطية. 
 


يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

أخبار متعلقة :