الكويت الاخباري

أوروبا تواجه تصاعداً غير مسبوق في حرائق الغابات - الكويت الاخباري

امتدت حرائق الغابات خلال الأسبوع الماضي لتقترب بشكل خطير من عواصم أوروبية بينها مدريد وأثينا وبودغوريتشا، فيما أظهرت بيانات حديثة أن عدد الحرائق في القارة ارتفع بنحو 50% مقارنة بالعام الماضي.

وتكافح فرق الإطفاء حرائق واسعة في إسبانيا والبرتغال وفرنسا وتركيا واليونان والجبل الأسود، مع تجاوز درجات الحرارة في جنوب أوروبا حاجز 40 درجة مئوية، ما دفع الحكومات إلى إصدار تحذيرات شديدة.

آلية الحماية المدنية الأوروبية تتحرك

أفادت تقارير بأن آلية الحماية المدنية التابعة للاتحاد الأوروبي – وهي قوة إطفاء عابرة للحدود يتم استدعاؤها عند الحاجة – تدخلت 16 مرة منذ بداية العام، وهو نفس العدد المسجل خلال كامل عام 2024.

وفي سابقة تاريخية، طلبت إسبانيا لأول مرة دعماً من هذه الآلية يوم الأربعاء الماضي، فأرسلت فرنسا طائرتين لمساعدتها. كما تقدمت بلغاريا وألبانيا والجبل الأسود واليونان والبرتغال بطلبات دعم خلال الأسبوع ذاته.

وبحسب المفوضية الأوروبية، فإن دولاً مثل السويد ورومانيا وسلوفاكيا استجابت بالفعل عبر إرسال طائرات هليكوبتر ورجال إطفاء، فيما أكد متحدث رسمي أن المفوضية تعمل "دون توقف" لدعم الدول المتضررة.

قدرات محلية منهكة

ورغم أن دولاً أوروبية كبرى عززت قدراتها لمواجهة الحرائق المتزايدة بفعل التغير المناخي، إلا أن الحرائق الأخيرة تجاوزت حدود قدراتها.

وقالت وزيرة الداخلية البرتغالية ماريا لوسيا أمارال الخميس الماضي: "طلبنا المساعدة من إسبانيا، لكنها تواجه حرائق ضخمة ولم تتمكن من تلبية طلبنا". وأضافت: "إسبانيا لم تخذلنا قط، لكن هذه المرة قالت لنا بوضوح: لا تعتمدوا علينا".

وتعتبر المخاطر في معظم مناطق شبه الجزيرة الأيبيرية وجنوب فرنسا وسلوفينيا والمجر واليونان ورومانيا وبلغاريا وسائر البلقان "بالغة الخطورة"، بحسب وكالات الطوارئ.

عمليات إجلاء جماعية

وأدت الحرائق إلى إجلاء آلاف الأشخاص في أنحاء متفرقة من جنوب أوروبا، خاصة من منطقة بيلوبونيز الغربية قرب باتراس، وجزيرتي زاكينثوس وكيفالونيا السياحيتين في اليونان.

وفي البرتغال، وثّقت وكالات الأنباء عمليات إخماد ضخمة شارك فيها عشرات المروحيات ورجال الإطفاء، بينما التهمت النيران مساحات واسعة من الغابات في بلدية ترانكوسو وسط البلاد.

تغير مناخي يزيد الكارثة

ويحذر خبراء الأرصاد من أن موجات الحر التي اجتاحت القارة هذا الصيف أسهمت في تفاقم الجفاف وتحويل الأراضي إلى "صناديق وقود" قابلة للاشتعال.

وقال أكشاي ديوراس، الباحث في المركز الوطني لعلوم الغلاف الجوي بجامعة ريدينغ البريطانية: "موجات الحر باتت أكثر شدة وتكراراً بفعل التغير المناخي، وهو ما يجعلها تغذي الحرائق بشكل مباشر". وأضاف: "ما نشهده في أوروبا الآن مثال واضح على كيف تجعل الظروف الحارة والجافة الممتدة حرائق الغابات أشد عنفاً وأصعب في السيطرة عليها".

أرقام قياسية في الحرائق والخسائر

ووفقاً لبيانات النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات، فقد احترق أكثر من 410 آلاف هكتار عبر القارة منذ بداية 2025، مقارنة بـ 189 ألف هكتار فقط خلال الفترة نفسها من العام الماضي.

كما تم تسجيل نحو 1600 حريق فردي حتى الآن هذا العام، مقارنة بـ 1090 حريقاً في الفترة نفسها من 2024، ما يعكس حجم التحدي الذي تواجهه أوروبا في ظل التغيرات المناخية السريعة.

أخبار متعلقة :