تواصل إسبانيا مكافحة نحو 20 حريقا في جميع أنحاء البلاد، مع نشر نحو ألفي جندي للمساعدة في إخمادها، وقد امتدت اليوم الاثنين حرائق الغابات المستعرة إلى المنحدرات الجنوبية لسلسلة جبال بيكوس دي يوروبا، وتم قطع بعض الطرق الرئيسية.
وتسببت الحرائق في قطع الطرق السريعة وخدمات السكك الحديدية في المنطقة، فضلاً عن طريق المشي لمسافات طويلة "كامينو دي سانتياغو" وهو مسار حج قديم سلكه الآلاف في الصيف.
وقالت وزيرة الدفاع مارغريتا روبلز إن شدة الحرائق لم تشهدها البلاد منذ 20 عاما جراء تغير المناخ وموجة الحر الشديدة، مضيفة أن الدخان الكثيف أثر على عمل المروحيات والطائرات التي تحمل المياه، في وقت نشر الجيش 1900 جندي لمساعدة رجال الإطفاء.
وكان رئيس الوزراء بيدرو سانشيز قد قال في مؤتمر صحفي أمس عقده في أورينسي، إحدى المناطق الأكثر تضررا من الحرائق شمال غرب البلاد "لا تزال هناك بعض الأيام الصعبة في المستقبل، ولسوء الحظ فإن الطقس ليس في صالحنا".
وأدت موجة حر شديدة استمرت 16 يوما في تدمير أكثر من 115 ألف هكتار (285 ألف فدان) في مناطق غاليسيا وقشتالة وليون خلال الأسبوع الماضي، واندلع نحو 20 حريقا هائلا.
ولقي رجل إطفاء حتفه أمس إثر اصطدام شاحنته على طريق غابات قرب قرية إسبينوسو دي كومبلودو، ليرتفع عدد القتلى من رجال الإطفاء إلى 4 حتى الآن.
وتعد إسبانيا من بين الدول الأكثر تضررا من أسوأ موسم حرائق تشهده منطقة جنوب أوروبا منذ عقدين من الزمن، حيث اندلعت حرائق واسعة في كل من فرنسا واليونان وتركيا والبرتغال ودول أخرى بدرجة أقل.
ومن جانب آخر طلبت كل من اليونان وبلغاريا والجبل الأسود وألبانيا المساعدة من قوة مكافحة الحرائق التابعة للاتحاد الأوروبي الأيام الأخيرة، وذلك للتعامل مع حرائق الغابات. وقد تم تفعيل القوة هذا العام بعدد مراتٍ مماثلٍ لموسم حرائق الصيف بأكمله العام الماضي.
إعلان
وفي البرتغال، أتت حرائق الغابات على 155 ألف هكتار حتى الآن، وفقا لمعهد حماية الغابات، وهو ما يمثل 3 أضعاف المتوسط لهذه الفترة بين عامي 2006 و2024. وقد احترق حوالي نصف هذه المساحة الأيام الثلاثة الماضية.
ويكافح رجال الإطفاء 8 حرائق كبيرة وسط وشمال البرتغال، حيث تم نُشر أكثر من 4 آلاف رجل إطفاء و1300 مركبة، بالإضافة إلى 17 طائرة، وفقا لوكالة الحماية المدنية البرتغالية.
وتتوقع الأرصاد الجوية البرتغالية أن تبدأ موجة الحر التي شهدت وصول درجات الحرارة إلى 45 درجة مئوية في التراجع مساء اليوم أو غد. وتعد موجة الحر هذه ثالث أشد موجة حر منذ عام 1975، وتخضع معظم أنحاء البلاد لتحذيرات من حرائق الغابات.
وحسب بيانات مركز أبحاث الاتحاد الأوروبي، احترق ما يقرب من 440 ألف هكتار، في بلدان الاتحاد الأوروبي منذ بداية العام، مقارنة بنحو 189 ألف هكتار خلال نفس الفترة عام 2024.
وتشهد أوروبا ارتفاعا في درجات الحرارة بمعدل أسرع بمرتين من المتوسط العالمي منذ ثمانينيات القرن الماضي، وفقا لخدمة كوبرنيكوس لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي.
وتظهر الدراسات أن تغير المناخ زاد من احتمال حدوث موجات الحرارة الشديدة. كما أن ارتفاع درجات الحرارة بشكل غير طبيعي هذا الصيف ساهم في تفاقم حرائق الغابات بجعل النباتات أكثر جفافا وأكثر عرضة للاشتعال.
أخبار متعلقة :