تساءل الكاتب فلاديمير سكوسيريف -في تقرير نشرته صحيفة نيزافيسيمايا الروسية- عن حقيقة تغيّر الموقف الصيني من تايوان في ضوء التصريحات الأخيرة التي أدلى بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقد صرّح ترامب -في مقابلة جمعته مع شبكة فوكس نيوز عشية لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ألاسكا- بأنه أجرى محادثة هاتفية مع نظيره الصيني شي جين بينغ تطرقا خلالها إلى الوضع في تايوان، مؤكدا أنه قارن بينها وبين الأزمة في أوكرانيا.
بيانات متباينة
ووفق التقرير، قال ترامب إن الرئيس الصيني أكد له أنه لن يشن أي عملية عسكرية ضد تايوان خلال ولايته الرئاسية في البيت الأبيض، ولكنه حذره قائلا: "أنا صبور، والصين صبور أيضا".
وحسب التقرير، فإن هذا التصريح يفتح الباب على مصراعيه للتساؤل عما إذا كانت الصين تراجعت فعليا عن استخدام القوة في مضيق تايوان.
وأوضح التقرير أن الغموض يلف موعد هذه المحادثة بين الرئيسين الأميركي والصيني، إذ إن آخر محادثة مؤكدة بينهما جرت في يونيو/حزيران الماضي، بينما أشار الرئيس الأميركي -في مقابلته مع فوكس نيوز- إلى أن شي اتصل به في أبريل/نيسان.
وأشار إلى أن سفارة الصين في الولايات المتحدة أصدرت يوم الجمعة بيانا شديد اللهجة بشأن تايوان، من دون الإشارة إلى المحادثة بين الرئيسين.
ووفق ما نقله التقرير، أكد البيان أنه "يتعين على الحكومة الأميركية الالتزام بمبدأ الصين الواحدة، والتعامل بحكمة مع القضية التايوانية، والحفاظ على الاستقرار في مضيق تايوان".
حسابات بكين
ويرى ألكسندر لومانوف، رئيس مركز دراسات آسيا والمحيط الهادي في معهد بريماكوف للاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية، أن تصريحات شي جين بينغ، كما نقلها ترامب، "ليست ملفقة بل صحيحة"، حسب التقرير.
وفي هذا السياق، قال لومانوف للصحيفة إن الصين "لا ترغب في اندلاع أزمة في مضيق تايوان خلال السنوات الثلاث المقبلة، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى أن المؤتمر الـ21 للحزب الشيوعي الصيني مقرر في خريف 2027″.
إعلان
وأضاف أن المؤتمر يجب أن يعقد وفق التقاليد السياسية الصينية، في مناخ من الاستقرار والتماسك، مما يجعل الاضطرابات الداخلية والخارجية من الأمور غير المرغوب فيها.
المناورات الصينية
وكان وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث قد اتهم الصين في يونيو/حزيران الماضي، خلال مؤتمر سنغافورة للأمن في آسيا والمحيط الهادي (حوار شانغريلا)، بتدريب قواتها على احتلال تايوان خلال مناوراتها العسكرية، حسب الصحيفة.
وردت وزارة الخارجية الصينية على الفور، وفق ما نقله التقرير، بأنه "على الولايات المتحدة ألا توهم نفسها بأنها قادرة على كبح تطور الصين باستخدام بطاقة تايوان. ولا ينبغي لأميركا اللعب بالنار".
وعلق لومانوف على هذا التصريح بأن الصين "لطالما أعربت -على مدى عقود- عن استيائها من تسليح الولايات المتحدة لتايوان، وهي تسعى دائما لتوضيح موقفها للطرف الأميركي".
ويتابع الخبير الروسي قائلا إنه "من اللافت أن الولايات المتحدة رفضت السماح للرئيس التايواني لاي تشينغ تي بالهبوط في نيويورك خلال زيارته لأمريكا اللاتينية، وهي حركة رمزية تعكس استعداد ترامب لأخذ القضايا الحساسة لدى بكين بعين الاعتبار، كما تعكس تراجع مستوى القلق الصيني بشأن احتمال نشوب أزمة في مضيق تايوان نتيجة لذلك".
وفي ما يتعلق بالعوامل التي تدفع الصين لإجراء عديد من المناورات العسكرية قرب تايوان وحولها، أشار لومانوف إلى أن الوضع لم يتغير، فالحكومة التايوانية ترفض الحوار ضمن إطار مفهوم "الصين الواحدة"، في حين يسعى الحزب الحاكم لتعزيز استقلال الجزيرة تدريجيا.
الاستعداد للحرب
وأشار التقرير إلى أنه رغم التصريحات السياسية التي تعكس تراجع التوتر بين الصين والولايات المتحدة، فإن الخبراء العسكريين الأميركيين يواصلون مناقشة احتمالات نشوب صراع عسكري على تايوان.
ودعا موقع "وور أون ذا روكس" الأميركي إدارة ترامب إلى تعزيز قدراتها العسكرية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، حسب التقرير، مؤكدا أنه على الولايات المتحدة الحفاظ على حرية الحركة إذا شنّت الصين هجوما على الجزيرة.
أخبار متعلقة :