يظن البعض أن النطاق العلمي لا يجزئ العاملين به، لكن هذا خاطئ، فبعض الوظائف في هذا النطاق تكون مجزئة جدا، وعادةً ما ترتبط الوظائف العلمية الأعلى أجرًا بالطب والطاقة والتكنولوجيا.
وغالبًا ما يكسب العلماء العاملون في الصناعة أو البحوث التطبيقية رواتب أعلى بكثير من نظرائهم في المجال الأكاديمي البحت.
كما أن إضافة المهارات الحاسوبية (مثل الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات، والبرمجة) -إلى التخصص العلمي- ترفع الرواتب بشكل ملحوظ في جميع المجالات العلمية تقريبًا.
علم الأدوية
صناعة الأدوية عالميًا تتجاوز قيمتها تريليونا ونصف التريليون دولار سنوياً، ودواء واحد ناجح يمكن أن يحقق مليارات الدولارات للشركة، لذلك فإن الشركات تدفع رواتب ضخمة لجذب العلماء الذين يمتلكون مهارات أعلى في هذه المجالات.
ويشمل هذا النطاق عددا كبيرا من التخصصات، مثل متخصصي الكيمياء الدوائية الذين يعملون في نطاقات ابتكار ودراسة الأدوية، وعلماء التكنولوجيا الحيوية الذين يستخدمون علم الأحياء إلى جانب التكنولوجيا لتطوير أدوية جديدة ولقاحات وعلاجات بالجينات (نطاق مستقبلي).
وبشكل عام فإن كل نطاق علمي يرتبط بصناعة الدواء يمكن أن يكون مجزئا في رواتبه، ويجري ذلك على المتخصصين في نطاقات مثل المعلوماتية الدوائية والذكاء الاصطناعي، وعلم السموم، وعلم الجينوم والعلاج الجيني.
علم الفلك والفيزياء
الفيزيائيون يدرسون القوانين الأساسية للطبيعة مثل الطاقة والمادة والذرات والجسيمات، إلخ. وعلماء الفلك يطبقون الفيزياء على دراسة الكون من نجوم وكواكب ومجرات وثقوب سوداء.
وبعض التخصصات في هذه النطاقات تكون تطبيقية تماما، وهي أساس لتقنيات بمليارات الدولارات، مثل تخصصات الأقمار الصناعية وتكنولوجيا الفضاء والطاقة النووية والمتجددة، والبصريات وعلوم الليزر، لذلك فالشركات تدفع مبالغ ضخمة لاستقطاب الفيزيائيين المتخصصين.
إعلان
وهناك جانب آخر في هذه النطاقات وهو ندرة الكفاءات، فالفيزياء والفلك يتطلبان تدريباً شديد العمق (ماجستير ودكتوراه) وليس كل خريج قادرا على حل معادلات الكم أو تصميم محاكاة للكون، وهذه الندرة تجعلهم مطلوبين بشدة في قطاعات محدودة ولكن غنية.
ونقصد بشكل خاص التمويل الحكومي، فوكالات الفضاء (مثل ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية) تنفق مليارات على الأبحاث في نطاقات نظرية بعلم الفلك والكونيات، كما أن شركات مثل سبيس إكس ولوكهيد مارتن وإيرباص تحتاج علماء فيزياء وفلك في مشاريعها، والرواتب هناك أعلى من العمل الأكاديمي التقليدي.
علوم الجيولوجيا والبيئة والمناخ
يتخصص العديد من علماء الجيولوجيا في نطاقات طبقات الأرض والتي تساعد عمل شركات النفط والغاز أو التعدين (ذهب، ومعادن نادرة، أو فوسفات مثلا، أو استكشاف المياه الجوفية).
وهذا النوع من الخبرات نادر ويعمل أصحابها في بيئات صعبة، ومن ثم فإنهم الأعلى أجرا في هذه القطاعات.
ويلي ذلك المتخصصون في نطاقات البيئة والمناخ، لأن تغير المناخ أصبح قضية إستراتيجية، والحكومات والشركات تستثمر المليارات في "الطاقة الخضراء" و"الكربون صفر" ومن ثم فمن يملك خبرة في النمذجة المناخية أو سياسات الكربون فهو مطلوب جدًا.
علم المواد
علم المواد هو النطاق الذي يدرس العلاقة بين تركيب المادة على المستوى الذري والمجهري، وخصائصها وأداءها، ويجمع بين الفيزياء والكيمياء والهندسة لفهم وتصميم مواد جديدة أقوى أو أخف، أو أكثر مقاومة، أو ذات خصائص خاصة.
وهذا العلم موجود في كل شيء تقريبًا، من الإلكترونيات للطاقة ومن الطب للبيئة، وهو مطلوب بشدة في مجالات إستراتيجية مثل الطاقة والدفاع والطب، ومن ثم يحصل العاملون فيه من متخصصي علم المواد على رواتب مرتفعة، تتناسب مع أهمية النطاق.
وتكون الأرباح في هذا النطاق كبيرة، ولا سيما حين يتعلق الأمر بإدارة شركة ناشئة قائمة على إنتاج مادة نوعية لها فائدة كبيرة، أو المشاركة في أسهمها.
أخبار متعلقة :