دعا رئيس تجمع قبائل وعشائر غزة، علاء الدين العكلوك، المجتمع الدولي إلى ممارسة ضغوط حقيقية على الاحتلال الإسرائيلي من أجل قبول الهدنة ووقف العدوان المستمر على قطاع غزة.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة تأتي في إطار حلقة متواصلة من الصراع، حيث تغذيها الأزمات الداخلية التي تواجهها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فهذه العمليات لا تنفصل عن المشهد السياسي الإسرائيلي المعقد، بل تعكس محاولات للالتفاف على الأزمات الداخلية عبر تصعيد خارجي.
وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الموقف المصري الرسمي والشعبي يمضي في رفض كل أنواع الهجرة، سواء الطوعية أو الجبري، ودائما القاهرة تتحرك على مسارات متعددة، تشمل الأمم المتحدة والجامعة العربية والتنسيق الدولي، بهدف ردع هذه المخططات.
وأشار فهمي، إلى أن فقدرات حماس حاليا تعتبر محدودة، وهي واقعة في مأزق حقيقي نتيجة استمرار العمليات العسكرية، ومن هذا المنطلق، فإن الموافقة على المقترح تعكس سعيا من الحركة لحماية ما تبقى من سكان قطاع غزة، لا سيما بعد أن باتت مدينة غزة، التي لا تتجاوز مساحتها 25% من مساحة القطاع، هي الجزء الوحيد المتبقي نسبيا من الدمار.
وأكد فهمي، أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقيم المقترح بناءا على ما تم نقله من قبل الوسيطين المصري والقطري، وهو يسعى لاستخدام هذه المرحلة كوسيلة لنقل رسائل ضغط إلى الجانب الفلسطيني، بهدف إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة.
وتابع: "وفي الوقت ذاته، يحاول تشديد الحصار على حماس، لدفعها إلى تقديم مزيد من التنازلات، إلا أن المؤشرات تشير إلى أن حماس لن تقدم على الإفراج الكامل عن جميع الأسرى، ما يعقد مسار التفاوض".
وأردف: "مصر تواصل لعب دور محوري في إدارة ملف الوساطة، مستفيدة من خبرتها الطويلة ومصداقيتها في هذا الشأن، وهو أمر تدركه الولايات المتحدة جيدا، ومع ذلك، تظل المخاوف قائمة، إذ لا توجد ضمانات حقيقية تضمن التزام إسرائيل أو الولايات المتحدة بأي اتفاق، ولهذا تسعى القاهرة إلى تحصين الاتفاق المزمع بين إسرائيل وحماس، بما يضمن استمراريته وعدم انهياره".
وأكمل: "إتمام الهدنة يعد أمرا ضروريا من الناحية الرمزية والسياسية، خاصة في سياق المفاوضات الجارية بشأن تبادل الأسرى، حيث تطرح معادلة الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين".
واختتم: " تشدد الفصائل الفلسطينية الأخرى، سواء داخل القطاع أو خارجه، على أهمية أن تكون الهدنة تحت مظلة وطنية شاملة تعبر عن جميع مكونات الشعب الفلسطيني، وترفض هذه الفصائل أن تكون الهدنة قرارا انفراديا تتخذه حركة حماس بمفردها، دون توافق وطني عام".
وفي تصريحاته لوسائل الإعلام، شدد العكلوك على أن الاحتلال "لا يريد لغزة ولا لأهلها أن يعيشوا في أمان"، مناشدا العالم أن ينظر إلى غزة من منظور إنساني بعيدا عن الحسابات السياسية.
وأكد أن المقاومة الفلسطينية لها دور محوري في الدفاع عن الحق الفلسطيني، مضيفا: "نثمن موافقة المقاومة على مقترح الهدنة، فهي خطوة مسؤولة تعكس الحرص على حياة المدنيين".
المنظمات الأممية صمام الأمان بغزة
وأضاف العكلوك أن إدارة قطاع غزة يجب أن تبقى في يد أبنائه، مشددا على رفض أي "حاكم دخيل" يفرض على سكان القطاع من الخارج، في إشارة إلى بعض الطروحات التي تتحدث عن إدارة دولية أو وصاية مؤقتة، وأوضح أن منظمة غزة الإنسانية تعمل على صون كرامة الفلسطينيين الساعين للحصول على المساعدات، وتؤدي دورا فاعلا في هذا الجانب.
كما أشار إلى الوضع الإنساني الكارثي في القطاع، قائلا: "نحن نعيش في مجاعة حقيقية، لا نجد رغيف الخبز، ولا نأكل سوى العدس والدقة"، وأكد أن المنظمات الأممية تعد صمام الأمان في غزة، وتمتلك القدرة على توزيع المساعدات بعدالة على الفئات الأكثر تضررا من الحرب والحصار.
خطة عسكرية إسرائيلية للاحتلال
في تطور ميداني مواز، كشفت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، يوم الأربعاء، نقلا عن مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة، أن القتال في مدينة غزة قد يستمر حتى عام 2026، وذلك في ضوء الخطة الجديدة التي صادق عليها وزير الدفاع يسرائيل كاتس للسيطرة الكاملة على المدينة.
ووفقا للمصادر التي لم تسمها الصحيفة، فإن الخطة تتضمن استدعاء نحو 60 ألف جندي احتياطي للمشاركة في العملية، بالإضافة إلى تمديد خدمة الاحتياط للجنود الحاليين لمدة تقارب الشهر، وقد صرح كاتس بأن "وجه غزة سيتغير تماما بعد انتهاء العملية، ولن تعود كما كانت في السابق".
والخطة حازت بالفعل على موافقة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، في وقت سابق من الأسبوع، ومن المقرر عرضها لاحقا على المجلس الوزاري الأمني المصغر للموافقة النهائية.
وأوضحت الصحيفة أن الجيش سيعرض الخطة رسميا على الحكومة، وسط توقعات بمشاركة خمس فرق عسكرية في الهجوم، إلى جانب "فرقة غزة" المسؤولة عن العمليات في القطاع.
وفي السياق ذاته، ذكر موقع "واي نت" التابع لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن رئيس الأركان زامير طلب بالفعل بدء تعبئة جنود الاحتياط اعتبارا من شهر سبتمبر المقبل، ما يعد مؤشرا على نية إسرائيل مواصلة التصعيد العسكري لفترة طويلة.
أخبار متعلقة :