بعد أكثر من 3 سنوات من العمل الدبلوماسي النشط في الكويت، غادرت السفيرة الكندية عاليا مواني البلاد، حاملةً معها ذكريات وتجارب قالت إنها ستبقى محفورة في ذاكرتها إلى الأبد.
وفي مقابلة وداعية خاصة مع «الجريدة»، قبل مغادرتها، تحدثت السفيرة عن أبرز محطات رحلتها المهنية والإنسانية، وما تركته الكويت في قلبها، من دفء العلاقات، وروح المجتمع، إلى الكرك والشمس والبحر.
وأشادت مواني بمتانة العلاقات بين كندا والكويت، والدور الذي أدّته السفارة في توسيع آفاق التعاون الثنائي في مجالات متعددة، أبرزها تمكين الشباب والمرأة والتبادل الثقافي. كما عبّرت عن تقديرها الكبير للمجتمع الكويتي، ووصفت الكويت بأنها بلد العلاقات الحقيقية والتقاليد الفريدة، مشيرة إلى أنها ستفتقد الديوانيات، والأسواق الشعبية، وروح التعاون بين البعثات الدبلوماسية.
ووجّهت السفيرة رسالة شكر صادقة لكل من رحب بها وشاركها هذه الرحلة، متمنية للكويت وشعبها مستقبلاً مزدهرا وآمنا... وفيما يلي نص اللقاء:
• أكثر من 3 سنوات قضيتها في الكويت، حدثينا عن هذه الرحلة؟
- أشعر بفخر كبير لأنني حصلت على فرصة تمثيل كندا في الكويت والتواصل مع العديد من الأشخاص الدافئين والموهوبين، أشخاص من مختلف شرائح المجتمع يحملون أحلاماً وأفكاراً كبيرة ويسعون لصنع الفارق في مجالاتهم.
لقد كانت هذه المهمة تجربة رائعة، تعلمت فيها الكثير، وأنا فخورة جداً بما أنجزه فريق السفارة مع شركائنا في الكويت لتعزيز العلاقة المتينة بين كندا والكويت، وتعزيز الحوار السياسي والروابط التجارية، وقيادة مبادرات تمكين النساء والشباب، وعرض الثقافة والإمكانات الكندية.
كما أن للكويت أهمية استراتيجية لكندا تختلف عن أي بلد آخر، بما أنها تحتضن مركز عمليات القوات العسكرية الكندية في المنطقة، وهذا يعني أن هذه العلاقة ستظل دائماً ذات أهمية، وأن الكويت ستظل شريكاً أساسياً.
العام الحالي كان عاماً خاصاً بشكل رئيس، حيث نحتفل بمرور 60 عاماً على العلاقات الكندية ‑ الكويتية، وقد نفذنا خلاله مبادرات رائعة لعرض كندا والعلاقة، بما في ذلك حفلات موسيقية مع الموسيقيَّين الكنديين ستيف براكات وتوني يانغ، ومعرض فني مشترك مع ثريا البقصمي ورضا دوست، ومباراة هوكي تحفيزية كندية ‑ كويتية، وإطلاق «خليط الصداقة» من Canada‑Kuwait عبر تيم هورتونز، وغير ذلك الكثير. لدى فريق السفارة مزيد من المفاجآت لبقية العام في الذكرى، فترقبوا!
بناء العلاقات
• ماذا أضافت لك التجربة في الكويت؟
- لكل دبلوماسي مكان يختلف ويتميز بخصوصياته، ولدينا فرصة رائعة لاكتشاف ما يجعله مميزاً.
لقد كنت محظوظة لأن الناس في الكويت احتضنوني كأهلي منذ بداية وجودي، ونتيجة لذلك، وجدت أن الكويت مكان سهل لبناء العلاقات والمجتمع، وهذا بالطبع يساعدني على أداء عملي، لأن الدبلوماسية أولاً وأخيراً تتعلق بالناس.
بالنسبة لي، تبرز الكويت بتقاليدها الخاصة مثل الديوانيات وودّ الناس، والتنوّع، والارتباط بالصحراء والبحر، والطعام الرائع، والسكان المتعدّدين الثقافات، واتصالها بالعالم عبر تاريخها التجاري، بما في ذلك مع الهند، حيث يعود أجدادي.
• ما الأمور التي ستفتقدينها في الكويت أكثر؟
- سأفتقد العديد من الأشياء في الكويت، لكن أول ما يتبادر إلى ذهني هم الناس والطعام (بما في ذلك الشاي الكرك بكثرة، فأنا مدمنة عليه تماماً)، وقضاء الوقت في البحر.
سأفتقد أيضا أماكن أصبحت خاصة لي ولعائلتي، مثل سوق المباركية ومحمية الشعب (شامية) والشراكات التي بنيناها في أنحاء الكويت، من الحكومة إلى القطاع الخاص والمجتمع المدني والإعلام والمجتمع الدبلوماسي. المجتمع الدبلوماسي هنا يتمتع بروح خاصة وتعاونية، وقد قدّرت الصداقة والدعم والرؤى من جميع زملائي... باختصار، الكويت ستبقى في قلبي، وسأحمل حب الكويتيين معي دائماً.
• ماذا قدمت للكويت وللجالية الكندية خلال فترة عملك؟
- أنا بطبيعة الحال أهتم ببناء العلاقات الاجتماعية، وأشعر أنني جلبت أفكاراً جديدة والتزامًا بالتعاون، سواء مع شركاء كويتيين، أو المجتمع الدبلوماسي، أو المجتمع الكندي، أو الخريجين الأكاديميين، وغيرهم.
وأعتقد أن الكثيرين في الكويت لديهم الآن فهمٌ أعمق لكندا، لقدراتنا، ومشاركتنا في المنطقة، ولتنوعنا وطريقة انعكاسه في كل ما نقوم به.
المبادرات التي قُدناها مثل «السفير الصغير» قدمت فرصاً جديدة ومثيرة للشباب في الكويت، وهذا ما يجعلني فخورة، وأقدّر أيضاً أن هذه بيئة يمكننا أن نُحقق فيها مثل هذه الأفكار، وأعلم أن السفارة ستواصل روح التعاون هذه، وأنا متحمسة لرؤية ما سيُثمر قريباً.
• كيف تصفين تعامل الساحة السياسية الكويتية مع الملفات الإقليمية بشكل عام، والدولية بشكل خاص؟
- الكويت لها تاريخ طويل من الانخراط الفاعل في الملفات الإقليمية والدولية، خصوصاً فيما يتعلق بالقانون الدولي والالتزام الإنساني. العالم معقّد هذه الأيام، وآمل أن تواصل الكويت استخدام صوتها وتأثيرها لدعم العدالة والمبادئ الإنسانية.
• من ستكون السفيرة الجديدة وما نصيحتك لها أين سيكون موقعك الجديد؟
- تارا شووتر ستكون السفيرة الكندية الجديدة لدى الكويت، وهي حالياً القنصل العام لكندا في إسطنبول، وعملت سابقاً في اليابان والهند، وأنا متحمسة جداً لتوليها هذا الدور.
نصيحتي دائماً أن تكون منفتحة على العلاقات والفرص، تُعطي الأولوية للمبادرات المهمة بالنسبة إلى كندا والكويت، تحضر الديوانيات وتتفاعل مع مختلف الأحداث عبر «إنستغرام»، مما سيساعدها على التعرف إلى جميع المجتمعات المتنوعة في الكويت، وتستمتع بكل ما تقدمه الكويت من تجارب.
أما أنا، فسأغادر الكويت منتصف هذا الشهر، عشية وصول السفيرة الجديدة، وسيكون لي منصب رسمي في المقر الرئيسي لتنفيذ السياسة الخارجية الكندية في القطب الشمالي وتعزيز انخراطها هناك، وهو ما يمثّل حالياً أولوية قصوى للحكومة، وأنا متحمسة جداً لذلك، سيكون أمراً رائعاً ومثيراً للاهتمام.
أخبار متعلقة :