الكويت الاخباري

خالد عامر يكتب : رئيس... يليق بقامة وطن - الكويت الاخباري

في زمن تتشابك فيه الأزمات وتتصارع فيه القوى على حساب الشعوب، فمن يتأمل مسار الأحداث في الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة لا يمكن أن يتجاهل الدور المحوري الذي لعبه الرئيس عبد الفتاح السيسي كواحد من القادة الذين تصدوا بوعي وشجاعة لمخططات خطيرة كانت كفيلة بتغيير ملامح المنطقة العربية بأكملها.


فموقفه من القضية الفلسطينية واضح حين رفض بشكل قاطع أي خطط لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، محذرًا من تكرار كارثة النكبة عام 1948، فقد جسّد التزامًا ثابتًا بمبادئ العدل والكرامة للأشقاء الفلسطينيين، ورفض بشكل قاطع محاولات تهجيرهم من أرضهم، مؤكدًا أن مصر لن تسمح بتكرار مأساة عام 1948. هذا الموقف أعاد التأكيد على أن مصر لا تدافع فقط عن حدودها، بل عن هوية الأمة كلها، وأنها ستظل السند الأقوى للقضية الفلسطينية مهما تغيرت الظروف. والدليل على هذا رفضه طلب الرئيس الأمريكي بالموافقة على التهجير، ورفض الذهاب إلى البيت الأبيض للقاء ترامب في سابقة لم يشهدها العالم من قبل ولم يقدم عليها أي رئيس دولة قبله.

فالرفض لم يكن مجرد قرار بروتوكولي، بل كان رسالة واضحة للعالم بأن مصر القوية لا تخضع لابتزاز سياسي أو ضغوط خارجية مهما كانت مكانة الطرف الآخر. الرئيس الأمريكي يتعامل مع الجميع بغرور، سواء مع قادة دول إفريقيا أو أوروبا، بل وصل الأمر إلى التقليل من حلفائه المقربين في القارة العجوز "أوروبا"، بأن أجلسهم أمامه كالتلاميذ وتحدث معهم بفوقية وكأنه الآمر الناهي في مشهد مهين يجب أن نتوقف أمامه كثيرًا. لكن مع القاهرة لم ينجح هذا النهج، فالرئيس السيسي وضع حدودًا واضحة منذ البداية مفادها: مصر لا تُدار من الخارج والقرار الوطني لا يخضع للمساومة.

لم يقف الأمر على ما سبق، بل واجه الرئيس السيسي الأطماع التركية في ليبيا التي حاولت التمدد داخلها، ليؤكد للعالم أن الأمن القومي المصري والعربي خط أحمر لا يمكن تجاوزه، وأن مصر لن تسمح بابتلاع دولة عربية شقيقة. وقد شكّل موقفه هذا نقطة تحول أعادت التوازن إلى المشهد الليبي ووجهت رسالة رادعة لكل من يتجرأ على التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.

ولم تكن إفريقيا بعيدة عن اهتماماته، فحين حاولت إثيوبيا مد نفوذها على الصومال كان الرئيس السيسي حاضرًا لإفشال هذه المحاولات، مثبتًا أن مصر القوية لا تتخلى عن حلفائها بالأفعال وليست مجرد شعارات، بل التزام تاريخي يفرض على مصر حماية حلفائها في أي مكان في العالم.

أما في الخليج العربي، فقد تصدى للمشروعات التوسعية الإيرانية التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة وتمزيق نسيجها، مؤكدًا أن مصر ستظل السند للعرب في وجه أي مخاطر تهدد مستقبلهم. فوقف الرئيس السيسي بصلابة ضد مشروعات إيران التوسعية التي تهدف إلى تفكيك دول الخليج وإضعاف الهوية العربية، لذلك كانت سياساته داعمة لاستقرار الدول العربية ورافضة لأي تدخلات تهدد أمنها ووحدتها.

فالرئيس عبد الفتاح السيسي بما قدّمه من مواقف تاريخية يستحق أن يُذكر في الصفوف الأولى من القادة، فهو صان العروبة وحافظ على الهوية العربية في مواجهة التحديات الدولية. فهو لم يسعَ إلى الأضواء، بل تسعى الأضواء إليه جراء مواقفه الوطنية المشرفة التي ستبقى محفورة في ذاكرة الأمة. فهو عادل في خياراته، صادق في مواقفه، حاسم في قراراته، ولهذا فهو على الصعيد العربي يستحق كل التقدير كقائد حمل هموم أمته وأعاد رسم خطوط حمراء يعرفها العالم جيدًا، وأعاد لمصر مكانتها كقوة ضامنة للتوازن في محيطها.
فحافظ على الثوابت الوطنية، وواجه مخاطر استلزمت بعث قوة مصر بعد سنوات ما بعد الرئيس مبارك التي شهدت مخاطر ومؤامرات، ولولا مصر القوية في عهده ما كانت للدولة المصرية الكلمة المسموعة في أزمة غزة الحالية.
كل الشواهد والأحداث وثّقت جدارة الرئيس وبراعة قيادته لمصر.
الرئيس السيسي.. قائد يليق بقامة مصر، ومن يقرأ المشهد يوقن دقة الوصف وأكثر.

أخبار متعلقة :