الكويت الاخباري

زوجتي تصوم وتصلي ولا تعطيني حقوقي فماذا أفعل.. عطية لاشين يجيب - الكويت الاخباري

ورد سؤال إلى د. عطية لاشين أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون، يقول صاحبه: زوجتي تعرف حقوق الله فتصلي الفرائض وتقوم الليل وتصوم النهار في غير رمضان لكنها تهمل حقوقي وتمتنع عن فراشي إذا طلبتها بحجة التعب ونريد نصيحة توجهونها إليها.

وأجاب د. عطية قائلا:
الحمد لله رب العالمين القائل في الكتاب العزيز: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف). والصلاة والسلام على النبي الأمين القائل فيما روي عنه: (لو آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها لعظم حقه عليها).

وبعد: فإن الزواج شرع لأغراض سامية وأهداف نبيلة وحكم عالية غالية منها أنه يحقق لطرفيه غض البصر وإحصان الفرج، ونصت على هذا الغرض سنة سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث جاء فيما روي عنه: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج).

وأي طرف يسعى في تعطيل هذا الغرض يكون غير واضع للأمور في نصابها ومعطلا شرع الله وملحقا ضررا للطرف الآخر، وإضرار الناس حرام.

ولله على عبده حقوق وللعبد على العبد حقوق.

 وحقوق الله على العبد إما أن تكون فرضا أو سنة، فإذا كانت فرضا وحصل تعارض بينها وبين حقوق العباد قدم حق الله في هذه الحالة على حقوق العباد.

 أما إذا كانت حقوق الله تعالى على عبيده من باب السنة والاستحباب كصلاة النافلة وصوم النافلة، وحصل تعارض بينها وبين حقوق العبد الثابتة له على أخيه فإن حق العبد في هذه الحالة يقدم على حق الرب.

وبخصوص واقعة السؤال نقول: لقد نهى الشرع الحكيم المرأة من أن تصوم تطوعا وزوجها موجود إلا بإذنه. 

جاء في السنة المطهرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تصوم المرأة تطوعا وزوجها حاضر إلا بإذنه).

ونلفت نظر هذه الزوجة إلى أن عبادتها لربها وإهمالها لحقوق زوجها يمنعها من دخول الجنة، ولا تبرأ بعبادتها لله ذمتها ما لم تؤد حقوق زوجها التي أوجبها الشرع عليها.

 قال في ذلك المعصوم صلى الله عليه وسلم: (إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها وأطاعت زوجها وحصنت فرجها يقال لها ادخلي الجنة من أي أبوابها الثمانية شئت).

فلا تدخل الزوجة الجنة ما لم تحقق ما جاء في الحديث النبوي الشريف ومما جاء فيه (وأطاعت زوجها).

وننهي الإجابة بقولنا لهذه الزوجة إن امتناعك عن دعوة زوجك إلى فراشه حرام وتكونين بسبب ذلك مرتكبة لإثم عظيم وجرم كبير وذنب تحسبينه هينا وهو عند الله عظيم ويؤدي بك إلى الطرد والإبعاد من رحمة الله عز وجل. روى البخاري أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح).

أخبار متعلقة :