قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس إن إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي البدء بما أسماه عملية «عربات جدعون 2» ضد مدينة غزة ومئات آلاف المدنيين النازحين إليها، يمثل تصعيدًا خطيرًا وإصرارًا على مواصلة حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من اثنين وعشرين شهرًا.
وأضافت الحركة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعى للمصادقة على هذه العملية غدًا، في تحدٍ صارخ للجهود الدولية والإقليمية الساعية إلى وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى.
وأوضحت حماس، في بيان عبر قناتها على «تلغرام»، أن الحكومة الإسرائيلية تصرّ على تنفيذ مخطط يستهدف تدمير مدينة غزة وتهجير سكانها، معتبرة ذلك جريمة حرب مكتملة الأركان تُضاف إلى سلسلة الانتهاكات المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني.
وأشارت إلى أن موقفها الواضح بالموافقة على المقترح الأخير الذي طرحه الوسطاء يقابله تجاهل من جانب نتنياهو، الذي لم يقدّم أي رد رسمي، وهو ما يثبت ـ بحسب الحركة ـ أنه المعرقل الأساسي لأي تسوية وأنه غير معني بسلامة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة.
وأكدت الحركة أن العملية العسكرية المزمعة ستلقى مصير سابقاتها من الفشل، وأن الاحتلال لن يتمكن من تحقيق أهدافه، مشددة على أن غزة ليست ساحة مفتوحة أمام مخططات الاحتلال، وأن أي محاولة لاحتلالها ستكون "مكلفة وبعيدة عن أن تكون نزهة"، على حد تعبيرها.
ودعت حماس الوسطاء إلى ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل لوقف ما وصفته بـ"جريمة الإبادة والتجويع" التي تستهدف الفلسطينيين في غزة، محمّلة الاحتلال والحكومة الأمريكية كامل المسؤولية عن تداعيات العملية العسكرية المرتقبة وما قد ينجم عنها من كوارث إنسانية إضافية.
رسائل سياسية متعددة
يرى مراقبون أن بيان حماس يعكس رغبتها في تحميل نتنياهو شخصيًا مسؤولية تعطيل أي اتفاق، في محاولة لتعرية الموقف الإسرائيلي أمام المجتمع الدولي وإظهار رفض تل أبيب المستمر لمبادرات التهدئة.
كما تسعى الحركة إلى التأكيد على استعدادها للانخراط في أي صيغة تسوية متوازنة، مقابل تصوير إسرائيل على أنها الطرف المعرقل.
توقيت حساس وضغوط متزايدة
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد تصاعدًا في الضغوط الدولية على إسرائيل لوقف هجماتها على غزة، خاصة في ظل التدهور الإنساني الحاد الذي تعانيه المدينة.
كما أن أي عملية عسكرية جديدة ستفاقم الأزمة الإنسانية، ما قد ينعكس سلبًا على صورة إسرائيل أمام حلفائها الغربيين.
إشارات ميدانية وردود متوقعة
تحذيرات حماس من فشل العملية تعكس ثقتها بقدرتها على الصمود ميدانيًا، كما تحمل رسالة ردع للاحتلال بأن خيار الحسم العسكري غير واقعي.
وفي المقابل، يتخوف محللون من أن استمرار هذا النهج التصعيدي قد يقود إلى انفجار أوسع، يضع المنطقة أمام مرحلة أكثر خطورة من المواجهة.
أخبار متعلقة :