حُكم على صحفي معروف في مجال مكافحة الفساد في كردستان العراق، بالسجن 4 سنوات و5 أشهر إضافية لإدانته بتهمة "تهديد" ضابط في السجن، قبل أيام من الإفراج المفترض عنه بعد نحو 5 أعوام من توقيفه.
ووقعت مناوشات داخل وخارج قاعة المحكمة في مدينة أربيل بين قوات الأمن وأقارب ومؤيدي الصحفي شيروان شيرواني، بحسب محاميه وناشط ونائب.
وأوقف شيروان شيرواني رئيس التحرير السابق لمجلة باشور الشهرية، المعروف بتحقيقاته عن الفساد في إقليم كردستان المتمتع بحكم ذاتي، في منزله في خريف العام 2020.
وقال المحامي محمد عبد الله لوكالة الصحافة الفرنسية "أصدر القضاء الثلاثاء حكما بالسجن 4 سنوات و5 أشهر بحقّ موكلي بتهمة تهديد ضابط عسكري مسؤول عن السجناء" وذلك قبيل "الإفراج المفترض عنه في 9 سبتمبر/أيلول" تنفيذا لحكم صدر بحقه قبل عامين.
وأضاف "قال الضابط إن شيرواني هدده هو وعائلته، خلال نقله من قاعة إلى أخرى في السجن" في أربيل.
وأكد أن فريق الدفاع المؤلف من 6 محامين "سيستأنف الحكم" في القضية التي اعتبرها "سياسية وليس قانونية، إذ هناك تدخلات من خارج المحكمة بهدف إبقاء (شيرواني) في السجن".
تنديد بالفساد
وفي حين يقدّم إقليم كردستان نفسه على أنه واحة للاستقرار في بلد بدأ أخيرا يشهد استقرارا نسبيا بعد 4 عقود من النزاعات، يندد ناشطون ومعارضون بالفساد المستشري فيه وبالتوقيفات التعسفية.
ونوّه عبد الله إلى أنه شاهد خارج قاعة المحكمة "أشخاصا بلباس مدني يهاجمون ناشطين وأقارب (شيرواني) وبعض النواب بمقبض المسدس" مخلفين عليهم "جروحا صغيرة وكدمات".
بدوره، أكد كامران عثمان من منظمة "فرق صناع السلم المجتمعي" لوكالة الصحافة الفرنسية أنه "تمت عسكرة داخل وخارج المحكمة اليوم، ليس فقط بمسلحين بالزي العسكري بل أيضا بمسلحين بالزي المدني".
وأشار إلى أن "مسلّحين انهالوا بالضرب على الناس داخل المحكمة حيث كانوا يهتفون بشعارات للإفراج عن شيرواني" الذي أُصيب هو أيضا حين حاولت قوات الأمن إخراجه من القاعة المكتظة.
إعلان
من جهته، أوضح النائب المعارض في كردستان بدل برواري في مقطع فيديو "دخل عدد كبير من الحضور إلى القاعة التي كانت صغيرة، ثم طلبت منا (القوات الأمنية) الخروج ومنعت التصوير، فحدث تدافع وقاموا بإخراج أغلبنا".
وحذرت منظمة "فرق صناع السلم المجتمعي" من "استمرار المعاملة العدائية وغير العادلة من سلطات الإقليم تجاه الصحفي شيروان شيرواني"، لافتة إلى أن ذلك "يهدد حرية التعبير في إقليم كردستان".
وحُكم على شيرواني في 2021 بالسجن 6 سنوات بتهمتي التحريض على التظاهر وزعزعة الاستقرار، والتجسس، قبل أن ينال في العام 2022 تخفيضا على حكمه ثلاث سنوات بمرسوم صدر عن رئاسة الإقليم.
وحُكم عليه من جديد في يوليو/تموز 2023 بالسجن 4 سنوات بتهمة التزوير، على خلفية عريضة وقعها عدة مساجين، ثم خُفّض حكمه إلى سنتين بعد الاستئناف.
والأسبوع الماضي، أوقفت السلطات في السليمانية -ثاني كبرى مدن كردستان- زعيم حركة الجيل الجديد الكردية المعارضة شاسوار عبد الواحد.
وتعتقد حركته أن توقيفه مرتبط بتصريحات أدلى بها أخيرا عن رواتب موظفي الإقليم المعلقة.
أخبار متعلقة :