الكويت الاخباري

كتّاب إسرائيليون يطالبون بوقف فوري للحرب على غزة: "ما يحدث لا يُنفذ باسمنا" - الكويت الاخباري

وقّع مئات الكتّاب والشعراء والأدباء الإسرائيليين عريضة عامة تطالب بإنهاء فوري للحرب على قطاع غزة، وإعادة المحتجزين الإسرائيليين البالغ عددهم 59 شخصًا، مؤكدين أن استمرار العمليات العسكرية يضر بالمحتجزين والجنود والمدنيين في غزة على حد سواء، ويخدم مصالح سياسية وشخصية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

اتهامات لنتنياهو بالتضحية بالمحتجزين لأغراض سياسية

اتهم الموقعون على العريضة، التي نُشرت اليوم الثلاثاء، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمواصلة الحرب بدافع الخوف من خسارة منصبه وسجنه، بسبب القضايا الجنائية المرفوعة ضده، مؤكدين أنه تجاهل عمدًا فرص إنهاء الحرب، رغم تقديمه في وقت سابق مقترحًا لصفقة تدريجية.

وجاء في نص البيان: "على مدى 17 شهرًا، فعل نتنياهو كل ما بوسعه لإفشال أي اتفاق يمكن أن يؤدي إلى إنهاء الحرب، لأنه يعلم أن نهاية الحرب قد تكون نهاية لحكمه، وربما لحريته الشخصية".

وأضاف الموقعون: "نتنياهو، في سبيل حريته، لا يزال يحرم الرهائن من حريتهم، ويعرّض حياة جنود الجيش للخطر، ويتسبب بأذى غير متناسب للمدنيين في غزة، بينما يواصل انقلابه القضائي الداخلي".

مطالب بوضع خطة واضحة لمستقبل غزة وسكانها

إلى جانب مطالبتهم بإعادة المحتجزين، شدد البيان على ضرورة وضع خطة واضحة وعملية لمستقبل قطاع غزة وسكانه، بدلًا من استمرار سياسة القصف والتدمير دون أفق سياسي، معتبرين أن غياب الرؤية يزيد من مأساة المدنيين، ويعمّق الفجوة بين الشعبين.

واعتبر البيان أن الحرب لا تهدد فقط حياة الجنود والرهائن، بل أيضًا تلحق "ضررًا هائلًا" بالمدنيين العزل في قطاع غزة، داعين الحكومة الإسرائيلية إلى وقف الهجمات العسكرية فورًا والبحث عن حلول دبلوماسية تنهي الأزمة.

 

مثقفون وأكاديميون يقودون الحملة

من بين الموقعين على العريضة عدد من أبرز الشخصيات الثقافية الإسرائيلية، منهم:

نيتسا بن دوف، الفائزة بجائزة إسرائيل في الأدب. يهوشواع سوبول، كاتب مسرحيات بارز. أوفرا أوفير أورين، الحائزة على جائزة سابير.

دانييلا لندن ديكل، الكاتبة والصحفية المعروفة. إضافة إلى عدد كبير من الناشرين والمحررين والأكاديميين في المجال الأدبي والثقافي.

ووجه البيان نداءً مباشرًا إلى رئيس الوزراء ووزير الدفاع والحكومة وأعضاء الكنيست وقيادة الجيش، محذرًا من أن الاستمرار في الحرب يعمق الانقسام الداخلي ويضعف صورة إسرائيل كمجتمع ديمقراطي.

استمرار احتجاجات رموز إسرائيلية ضد الحرب

يأتي هذا البيان في أعقاب سلسلة من الاحتجاجات العامة التي شارك فيها طيارون في سلاح الجو وأفراد في أجهزة الاستخبارات والمجتمع الطبي، والذين عبّروا بدورهم عن رفضهم لسياسات الحكومة في التعامل مع الأزمة.

كما أشار البيان إلى مفارقة واضحة في موقف الحكومة، التي تدين رفض الخدمة العسكرية، بينما تشرعن عبر التشريعات والتمويل الائتلافي التهرب الجماعي للمتدينين الحريديم من أداء الخدمة العسكرية.

وتضمن البيان انتقادًا صريحًا لخطط الحكومة التي تقوض استقلال القضاء، والاقتحامات الأمنية للمنشآت الثقافية، كالمكتبات التعليمية في القدس الشرقية، والتي اعتبرها المثقفون اعتداءات على حرية التعبير والحريات العامة.

"ما يحدث لا يُنفذ باسمنا"

اختُتم البيان بجملة حاسمة تعبر عن رفض شريحة واسعة من المثقفين الإسرائيليين لما يحدث:

"الحرب تهدد حياة الجنود، والرهائن، وتتسبب بدمار هائل للمدنيين في غزة. وإن ما يحدث لا يُنفّذ باسمنا، ولكن التاريخ سيسجل ذلك علينا".

ويعكس هذا البيان تزايد القلق الشعبي والأكاديمي في إسرائيل من استمرار الحرب بلا هدف واضح، في ظل اتهامات للحكومة بإطالة أمد الأزمة لتحقيق مكاسب سياسية داخلية على حساب الأرواح.

أخبار متعلقة :