ألقى فقدان الاتصال بالأسير الإسرائيلي الأميركي عيدان ألكسندر حجرا كبيرا في مياه المفاوضات الراكدة بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، لأن مقتله سيدفع بصبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو النفاد والمطالبة بوقف الحرب، كما يقول محللون.
وكان الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة قد أعلن اليوم الثلاثاء فقدان الاتصال مع آسري ألكسندر بعد قصف المكان الذي كانوا فيه من جانب الجيش الإسرائيلي.
وقال أبو عبيدة إن القسام تحاول التواصل مع آسري ألكسندر، متهما تل أبيب بالسعي لقتل الأسرى مزدوجي الجنسية عمدا للتخلص من ضغط هذا الملف.
ورجح روب أرليت المدير السابق لحملة ترامب في ولاية ديلاوير أن يدفع هذا التطور بصبر ترامب نحو النفاد ومطالبة الطرفين بالعمل على إنهاء الحرب فورا والتوصل إلى اتفاق يرضي الجميع.
نفاد صبر ترامب
وفي مداخلة على قناة الجزيرة قال أرليت إن موت أي مواطن أميركي من شأنه أن يستفز ترامب الذي "يركز على بناء السلام في نهاية المطاف"، متوقعا أنه في حالة تأكد مقتل ألكسندر بنيران الجيش الإسرائيلي فإن ذلك ستكون له تداعيات على العلاقات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ولا يمكن التكهن حاليا بما ستؤول إليه الأمور بين ترامب ونتنياهو بسبب هذا التطور كما يقول أرليت، لكنه أعرب عن اعتقاده بأنه سيترك أثرا سيئا لأن ترامب سيطالب بالمحاسبة والشفافية، ولن يحمل مقتل ألكسندر أخبارا جيدة إلى أي من الطرفين.
إعلان
من جانبه، رجح الباحث السياسي سعيد زياد أن يكون ألكسندر قد قتل لأن أغلبية الأسرى التي أعلنت المقاومة فقدان الاتصال بالمسؤولين عن حراستهم غالبا ما كان مقدمة لإعلان مقتلهم في هجمات إسرائيلية كما حدث مع حاييم بيري وأمير كوب، حسب قوله.
وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قبلت قبل أسابيع بالإفراج عن ألكسندر بعد مفاوضات مباشرة أجرتها مع الولايات المتحدة، لكن إسرائيل أفشلت هذه الصفقة لأنها تحاول التخلص من هؤلاء الأسرى، كما يقول زياد.
تعمد قتل الأسرى
واتهم زياد الجانب الإسرائيلي بالسعي لقتل الأسرى مزدوجي الجنسية حتى يتخلص من ضغوط المفاوضات، وقال "إنها لا تتفاوض على أسير تعرف مكانه وإنما تقتله".
وأعاد الباحث السياسي التذكير بحديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما قال في أول الحرب إنه سيعتبر الأسرى الـ250 كلهم في عداد القتلى.
ووفقا لزياد، فإن نتنياهو يستغل ملف الأسرى لإطالة أمد الحرب واستئصال الفلسطينيين وليس لوقفها، مشيرا إلى اعترافه بأن إسرائيل ما كان لها أن تفكر في إعادة احتلال قطاع غزة لولا أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وعلى الرغم من ذلك فإن الخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين يعتقد أن الحديث عن فقدان الاتصال بهذا الأسير سيزيد نفاد الصبر الشارع الإسرائيلي، خصوصا لو تأكد مقتله.
وسيؤكد مقتل ألكسندر للإسرائيليين أن الحكومة الحالية لا تتعلم من أخطاء الماضي البعيد وليس القريب فقط، لأنها تفعل اليوم ما فعلته قبل أكثر من 10 سنوات مع الجندي الأسير هدار غولدن.
ومن المتوقع أيضا أن يلقي هذا التطور بمزيد من الصعوبات على نتنياهو الذي واجه أزمة حاسمة في المفاوضات خلال اليومين الماضيين، فضلا عن احتمال اتهامه بالفشل من جانب اليمين المتطرف، برأي جبارين.
إعلان
وتزامنا مع الإعلان عن فقدان الاتصال بألكسندر بثت كتائب القسام رسالة مصورة إلى عائلات الأسرى الإسرائيليين قالت فيها "كونوا مستعدين، قريبا سيعود أبناؤكم في توابيت سوداء"، مضيفة أن "قيادتكم وقّعت على قرار إعدام الأسرى، وجهزوا أماكن دفنهم".
والسبت الماضي، بثت الكتائب تسجيلا مصورا لألكسندر يناشد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب التدخل للإفراج عنه، متهما نتنياهو بالتخلي عن الأسرى.
وكان هذا التسجيل هو الثاني لألكسندر بعد تسجيل بثته الكتائب يوم 30 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 قال فيه إنه لا يريد أن يكون مصيره مثل مواطنه الأميركي هيرش غولدبرغ بولين الذي أعلنت المقاومة مقتله بنيران الجيش الإسرائيلي.
أخبار متعلقة :