أظهرت صور بالأقمار الاصطناعية أن الجيش الإسرائيلي عمل في الآونة الأخيرة على تمهيد منطقة في رفح جنوبي قطاع غزة وتوسيع محور موراغ العسكري، تزامنا مع تصريحات إسرائيلية عن إنشاء منطقة لتوزيع المساعدات، ضمن خطة أدانتها الأمم المتحدة ومنظمات إنسانية دولية.
وتقع المنطقة الممهدة على بعد 470 مترا من شاطئ مدينة رفح وحوالي 300 متر من مستشفى حمد بن جاسم العام.
وتبلغ مساحة المنطقة 375 مترا عرضا و220 مترا طولا، حتى تاريخ التقاط الصور في الفترة بين 27 أبريل/نيسان الماضي والثالث من مايو/أيار الجاري.
وتظهر الصور أيضا تمدد محور موراغ العسكري -الذي يقع شمالي رفح- إلى مسافة 9.89 كيلومترات تقريبا، حيث يبدأ من منطقة معبر صوفا شرقا ويصل إلى منطقة تل السلطان غربي رفح.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت بأن الجيش بدأ في أواخر أبريل/نيسان الماضي بإقامة "منطقة إنسانية" بين محور موراغ ورفح لاستيعاب النازحين الفلسطينيين، وإدخال المساعدات إلى المنطقة بالتعاون مع شركات أميركية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين أنه يجهز "لعملية عسكرية موسعة تتضمن نقل السكان إلى جنوب قطاع غزة واستدعاء قوات الاحتياط"، وذلك بعدما قالت الصحافة الإسرائيلية إن المجلس الوزاري الأمني والسياسي صدق على خطط لتوسيع الحرب تشمل احتلال القطاع بأكمله.
إعلان
وتمنع إسرائيل دخول الغذاء والدواء إلى قطاع غزة منذ الثاني من مارس/آذار الماضي، وتواصل حرب الإبادة ضد الفلسطينيين -وفق توصيف خبراء دوليين- بعدما تنصلت من اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في يناير/كانون الثاني الماضي.
وقالت الأمم المتحدة اليوم الاثنين إن الآلية التي اقترحتها إسرائيل لإيصال المساعدات للمدنيين في غزة لا تتماشى مع المبادئ الإنسانية.
وأكدت المنظمة على لسان المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في غزة أولغا تشيريفكو أن "منح مزيد من السيطرة العملياتية لأحد أطراف النزاع من شأنه أن يعرض المساعدات للخطر، خاصة لمن هم في أمس الحاجة إليها".
وأعرب فريق العمل الإنساني الدولي في الأراضي الفلسطينية المحتلة في بيان نشر أمس الأحد عن رفضه خطة إسرائيل لتوزيع المساعدات الإنسانية، مؤكدا أنها تتعارض مع المبادئ الإنسانية.
وقال الفريق -الذي يقوده منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ويضم رؤساء وكالات أممية ومنظمات غير حكومية فلسطينية ودولية- إن المسؤولين الإسرائيليين سعوا إلى "إغلاق نظام توزيع المساعدات الحالي الذي تديره الأمم المتحدة وشركاؤها".
وشدد الفريق الدولي على أن الخطة الإسرائيلية الجديدة "تتعارض مع المبادئ الإنسانية الدولية. إنها خطيرة، تدفع المدنيين إلى مناطق عسكرية للحصول على حصص الإعاشة، وتهدد الأرواح، بما في ذلك العاملين في المجال الإنساني، وتزيد من ترسيخ النزوح القسري".
أخبار متعلقة :