شن وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق موشيه يعالون، اليوم الأربعاء، هجوما حادا على حكومة بنيامين نتنياهو، ووصفها بالنازية وحذر من مستقبل إسرائيل، ودعا إلى عصيان مدني.
جاء ذلك في كلمة له خلال مؤتمر "مستقبل إسرائيل" الذي نظمته جامعة تل أبيب (حكومية)، وقدّم صورة قاتمة عن وضع إسرائيل الراهن.
وتطرق يعالون إلى الوضع الداخلي وقال "إسرائيل تمر بأخطر أزمة منذ تأسيسها (عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة)، وربما منذ بداية الصهيونية".
وأضاف أن "فهم هذه الأزمة هو مفتاح الخروج منها"، موضحا "نحن على مفترق طرق: إما أن نعود إلى كوننا دولة يهودية وديمقراطية وليبرالية، أو نواصل مسارنا العنصري الفاشي الفاشل".
وأشار إلى أن نتنياهو ووزراء حكومته مستعدون لمواصلة الحرب إلى ما لا نهاية، حتى ولو كان الثمن هو التضحية بالمختطفين (الأسرى الإسرائيليين).
وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 جرائم إبادة جماعية في غزة، خلّفت أكثر من 171 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا بقطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، في حين يقبع في سجونها أكثر من 9900 فلسطيني، يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
إعلان
عصيان مدني
وأضاف يعالون، رئيس الأركان الأسبق (2002-2005) "إنهم يتصرفون وفقا لنهج الحاخام دوف ليئور (الأب الروحي لتيار الصهيونية الدينية في إسرائيل)، وهي أيديولوجيا تقوم على التفوق اليهودي".
واعتبر أن هذا "نوع من (كتاب) كفاحي (في إشارة لاتباعهم نهج الزعيم النازي أدولف هتلر). أشعر بقشعريرة عندما أقول ذلك".
وأكد يعالون أن هذه الأيديولوجية لا تشمل فقط شعورا بالتفوق، بل تتضمن أيضا خطوات عملية: احتلال الأرض من الفرات إلى النيل، وتفجير قبة الصخرة (المسجد الأقصى بالقدس الشرقية المحتلة). وهذه المرة هم ينجحون في ذلك.
وعن الحل، دعا يعالون إلى عصيان مدني يشل إسرائيل لإسقاط حكومتها، معتبرا أنه "في هذا الوضع، لن يكون هناك مفر من تعطيل الدولة لإنقاذها".
وأوضح أن الحديث هنا عن عصيان مدني غير عنيف، يشمل الاعتصام أمام مكتب رئيس الوزراء ومنزله والكنيست (البرلمان).. المعلمون والأطباء والنقابات الجميع يحتج، "سنحتاج إلى تعطيل الدولة"، حسب تعبيره.
وشدد على أن "مَن يريد إنقاذ البلاد من هذه الأزمة، عليه تغيير الحكومة بأسرع وقت ممكن".
وأواخر نوفمبر/تشرين الثاني 2024، قال في مقابلة مع قناة إسرائيلية إن حكومته تنفذ "تطهيرا عرقيا" شمال قطاع غزة، متهما نتنياهو بقيادة إسرائيل إلى الخراب".
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل حوالي 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ويعاني القطاع المجاعة؛ جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.
وبعدما أثارت تصريحاته ضجة داخل الأوساط السياسية اليمينية بإسرائيل، قال يعالون مطلع ديسمبر/كانون الأول 2024 إنه يتحمل مسؤولية تصريحاته بشأن ارتكاب الجيش جرائم تطهير عرقي.
والاثنين، قال نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، إن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) صادق على توسيع حرب الإبادة في غزة، مؤكدا العزم على احتلال القطاع المحاصر.
إعلان
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، عاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.
المصدر : الصحافة الإسرائيلية + وكالة الأناضول
أخبار متعلقة :