في بعض المجتمعات القبلية، لا تزال تُمارَس تقاليد قديمة يُراد بها كشف الحقيقة والحسم في النزاعات، ومن أبرزها ما يُعرف بـ"البَشعة"؛ وهي وسيلة تقليدية بدائية يتم اللجوء اليها عندما يُتَّهم أحدهم بتهمة ما فإنهم يذهبون به إلى شخص يسمونه المُبَشِّع، ويقوم هذا الشخص بتسخين قطعة حديد مستديرة -طاسة- حتى تصل إلى درجة الاحمرار، ويطلب من المتهم لعقها فإن لم تصبه بأذًى فهو بريءٌ، وإن أصابته، أو أبى أن يتعرض لها فهو مُدانٌ.
ورغم مرور الزمن وتطور أساليب التقاضي، لا تزال هذه العادة موجودة في بعض القبائل، ما يثير التساؤل عن موقف الشريعة الإسلامية منها.
وأوضحت دار الإفتاء أن البَشْعَةُ ليس لها أصلٌ في الشرعِ. ويجب أن نعمل بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْبَيِّنَةُ عَلَى مَنِ ادَّعَى، وَالْيَمِينُ عَلَى مَنْ أَنْكَرَ» رواه الدارقطني.
هذا الحديث الشريف رسم لنا طريق المطالبة بالحق وإثباته أو نفي الادعاء الباطل، وهذا ما يجب على المسلمين أن يتمسَّكوا به دون سواه من الطرق السيئة التي لا أصل لها في الشرع، بل وتُنافي العقائد الثابتة بخصوصية الله تعالى بعلم الغيب.
قال تعالى: ﴿قُلْ لَا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ﴾ [الأعراف: 188].
يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل
أخبار متعلقة :