حذر الخبير التربوي الدكتور محمد أبو عمارة من تفاقم الضغوط النفسية التي يعاني منها الطلبة مع اقتراب الامتحانات النهائية، مؤكدًا أن النظام التعليمي القائم في الأردن، والذي يعتمد بشكل كبير على العلامات،ما يسهم بشكل مباشر في ارتفاع منسوب التوتر والقلق لدى الطلبة وأولياء أمورهم.
وقال أبو عمارة، خلال مشاركته في برنامج "أخبار السابعة" عبر قناة رؤيا، إن الامتحانات النهائية تشكل 40% من العلامة النهائية للطالب، وهو ما يجعلها مصدر قلق حتى للطلبة المتميزين والمجتهدين، نظرًا لأهميتها وحساسيتها في تحديد مصيرهم الأكاديمي.
وأكد أن الخوف الأكبر يتمثل في تطور القلق إلى ضغط نفسي يؤثر على الأداء خلال الامتحان، مشددًا على ضرورة تعامل الأهالي مع هذه الفترة بحذر، وتجنب ممارسة الضغط الزائد على الأبناء لما لذلك من آثار سلبية على التحصيل العلمي.
ودعا أبو عمارة إلى مراجعة نظام التقييم القائم، مقترحًا اعتماد نظام تقديري مشابه لما هو مطبق في الجامعات (A-B-C) خصوصًا في الصفوف الأولى، بدلًا من العلامات الرقمية التي تضع الطالب تحت ضغط مبكر وغير مبرر.
وأضاف أن بعض الأنظمة التعليمية في العالم لا تعتمد على العلامات كأداة تقييم، بل ترتكز على المشاريع البحثية والمراقبة والمتابعة، وهو ما يمنح الطالب فرصة للتعبير عن قدراته بشكل أوسع وأقل ضغطًا.
وأكد أهمية محاسبة الأبناء على مقدار الجهد المبذول وليس على النتيجة فقط، مع ضرورة توفير بيئة مناسبة للدراسة، ووضع جدول زمني واضح، مع إبعاد الملهيات كالهاتف والألعاب الإلكترونية عن متناول أيديهم، خلال فترة الامتحانات.
وفيما يخص الطلبة في المراحل العليا، نصحهم بالتركيز على المواضيع الأكثر أهمية للحصول على أعلى قدر من العلامات، مع التحضير المسبق وتجنب تأجيل الدراسة لما قبل موعد الامتحانات.
وختم أبو عمارة مناشدًا المعلمين بضرورة مراعاة الفروق الفردية بين الطلبة، من خلال صياغة أسئلة واضحة ومباشرة لا تُثقل كاهل الطالب، مع تقليل نسبة الأسئلة المعقدة والصعبة، حتى يتسنى لجميع الطلبة، وخاصة متوسطي المستوى، تحصيل نتائج جيدة.
أخبار متعلقة :