عبدالله المومني - تتجه أنظار العالم إلى الشرق الأوسط، مع استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لزيارة مرتقبة تشمل السعودية وقطر والإمارات خلال الأسبوع المقبل، في خطوة يرى مراقبون أنها قد تُعيد رسم خارطة التوازنات السياسية في المنطقة، خاصة في ضوء التسريبات التي تفيد بنية ترمب الإعلان عن اعتراف أمريكي بدولة فلسطينية، وذلك خلال قمة خليجية من المزمع عقدها في السعودية.
إعلان "شديد الأهمية"
وكان ترمب قد صرّح في 6 مايو/أيار 2025 بأن زيارته للشرق الأوسط ستتضمن "إعلانًا شديد الأهمية"، دون تقديم تفاصيل.
غير أن تقريرًا نشرته وكالة ذا ميديا لاين الأمريكية، كشف أن الإعلان المرتقب قد يتعلّق بـ اعتراف أمريكي بدولة فلسطينية دون وجود حركة حماس، ما يُعد تحوّلاً جذريًا في موقف واشنطن تجاه القضية الفلسطينية، ويرجّح بدء مرحلة سياسية جديدة في المنطقة.
قمة السعودية: منصة الإعلان المحتمل
بحسب مصدر دبلوماسي خليجي تحدّث لـذا ميديا لاين، ستكون القمة الخليجية المقبلة في السعودية المنصة الرسمية لهذا الإعلان التاريخي، مضيفًا أن "الاعتراف بدولة فلسطين من دون حماس سيُعد من أكبر التغيرات في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط منذ اتفاقيات أبراهام".
ويعتقد محللون أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام انضمام مزيد من الدول العربية إلى مسار التطبيع مع كيان الاحتلال، تحت مظلة تسوية سياسية تُقصي فصائل المقاومة وعلى رأسها حماس.
دولة دون حماس.. رؤية أمريكية مشروطة
تشير التسريبات إلى أن الاعتراف المحتمل بدولة فلسطينية سيكون مشروطًا باستبعاد حماس من المشهد السياسي، ما يعكس تبني الولايات المتحدة وجهة نظر كيان الاحتلال في تصنيف الحركة كعقبة أمام التسوية.
ويرى مراقبون أن هذه الشروط قد تُقوض فرص قيام دولة فلسطينية موحدة تمثّل جميع مكونات الشعب الفلسطيني.
الملف الفلسطيني في ظل العدوان على غزة
تأتي هذه التحركات الأمريكية في وقت تتصاعد فيه الدعوات الدولية لوقف العدوان الذي يشنّه جيش كيان الاحتلال على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن عشرات آلاف الشهداء والجرحى، أغلبهم من الأطفال والنساء، في ظل حصار خانق ومجاعة متفاقمة.
وتواجه واشنطن ضغوطًا دولية وشعبية متزايدة لإعادة التوازن في موقفها من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ويُنظر إلى هذه الخطوة المحتملة كنوع من إعادة التموضع السياسي والإنساني.
موقف ترمب من "حل الدولتين"
رغم أن الاعتراف المحتمل يندرج ضمن سياق "حل الدولتين"، فإن ترمب لم يكن داعمًا متحمسًا لهذا الحل، حيث صرّح في مقابلة مع مجلة تايم الأمريكية أن "حل الدولتين أحد الخيارات، وليس الإطار الوحيد".
وفي يناير 2020، طرح ترمب ما عُرف بـ"صفقة القرن"، التي نصّت على إقامة دولة فلسطينية محدودة السيادة مقابل اعتراف بدولة "يهودية"، مع ضم مساحات كبيرة من الضفة الغربية لصالح كيان الاحتلال، وهو ما رُفض من قبل الفلسطينيين.
أخبار متعلقة :