الكويت الاخباري

سياسيون عراقيون يوضحون الأبعاد الإستراتيجية للقاء الشرع والسوداني - الكويت الاخباري

بغداد- اعتبر مسؤولون ومراقبون عراقيون أن الاجتماع الأول من نوعه الذي جمع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني والرئيس السوري أحمد الشرع في الدوحة يعد مؤشرا واضحا على رغبة مشتركة لدى البلدين في بدء مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية.

ونقلت وكالة الأنباء العراقية عن مصدر عراقي مسؤول وصفته بـ"المقرب من الحكومة" قوله إن "اللقاء الثلاثي جاء بسبب الأحداث المتسارعة التي شهدتها المنطقة، خاصة ما يجري في سوريا".

بالمقابل، أكدت الرئاسة السورية أن اللقاء تناول العلاقات الثنائية بين سوريا والعراق في إطار حرص الجانبين على إعادة تفعيل مسارات التعاون العربي المشترك، والتأكيد على عمق الروابط التاريخية بين الشعبين الشقيقين.

وكان رئيس الوزراء العراقي قد أعلن أول أمس الأربعاء عن توجيه دعوة رسمية إلى الرئيس السوري لحضور القمة العربية التي ستستضيفها العاصمة بغداد في مايو/أيار المقبل.

وسبق هذا الإعلان اتصال هاتفي جرى في مطلع أبريل/نيسان الجاري بين السوداني والشرع أكد فيه الطرفان على أهمية فتح صفحة جديدة من العلاقات الثنائية تقوم على التعاون المشترك لمواجهة التحديات، كما شددا على عمق الروابط الشعبية والاقتصادية التي تجمع سوريا والعراق، وضرورة التعاون المشترك لمنع أي توترات في المنطقة.

إعلان

تفعيل الدور العربي

من ناحيته، أكد فادي الشمري المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي على موقف العراق الثابت تجاه الشعب السوري في مختلف المحن التي مر بها، موضحا أن "العراق لم ولن يتوانى عن تقديم كل ما بوسعه للتخفيف من معاناة الشعب السوري ومساعدته في بناء نظامه الجديد".

وقال الشمري في حديثه للجزيرة نت إن "تحرك العراق في علاقاته الخارجية ينطلق من صميم مصلحته الوطنية وأمنه القومي"، وعليه، يرى العراق أن "الانفتاح الإستراتيجي على سوريا ومساعدة شعبها في إقامة دولته ونظامه الجديد يمثلان ضرورة قصوى".

وأشار إلى أهمية التنسيق الأمني والاستخباري مع دمشق، نظرا للحدود الطويلة والمعقدة بين البلدين، والتي كانت مسرحا للعمليات "الإرهابية" لفترة من الزمن.

وأكد الشمري أن "هذا التنسيق ضروري لدحر الإرهاب ومنع التنظيمات الإرهابية من استغلال الثغرات وإعادة تنظيم صفوفها".

وعلى صعيد السياسة الإقليمية، أكد الشمري أن "سياسة بغداد في عهدها الجديد تقوم على العمل الجاد مع الأشقاء والفاعلين في المنظومة العربية والإسلامية لتصفير الأزمات في المنطقة والدفع بها نحو الاستقرار"، مضيفا أن العراق يسعى إلى إطلاق مشاريع التنمية ضمن سياسة التشبيك الاقتصادي وربط المصالح المشتركة، لتمتين العلاقات البينية وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

كما اعتبر أن القمة العربية المرتقبة تشكل "فرصة مهمة للتلاقي العربي، والمراجعة الذاتية للأدوار التي يمكن للمنظومة العربية أن تلعبها، لحماية مصالح الأمة وتوحيد المواقف تجاه قضايا حيوية، كوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة، وتصاعد الاعتداءات الإسرائيلية في سوريا وجنوب لبنان، الأمر الذي يستدعي موقفا عربيا حازما".

علاقات إستراتيجية

بدورها، أكدت العضوة البارزة في الاتحاد الوطني الكردستاني ريزان شيخ دلير في حديثها للجزيرة نت على الأهمية الكبيرة لزيارة السوداني إلى قطر ولقائه الرئيس الشرع، والدور المحوري والمهم الذي تلعبه دولة قطر في المنطقة، حيث كانت ولا تزال من الدول الأساسية التي تعالج فيها المشكلات الإقليمية، سواء بين الدول أو حتى مع التحالف الدولي.

إعلان

وفيما يتعلق بالدور العراقي في المرحلة الراهنة، أكدت شيخ دلير على ضرورة أن يلعب العراق دورا محوريا في القرارات السياسية، خاصة فيما يتعلق بالاجتماعات المهمة كالقمة العربية "لما لذلك من تأثير كبير على مكانة العراق وتعزيز دوره كدولة محورية في المنطقة"، حسب قولها.

كما تطرقت إلى ردود الفعل التي صدرت عن بعض الأحزاب السياسية العراقية تجاه قرار رئيس الوزراء دعوة الرئيس السوري لحضور القمة العربية، مؤكدة على أنه "ليس من حق العراق التدخل بالشؤون الداخلية للدولة السورية واختيار قيادتها، تماما كما لا يحق لأي دولة أخرى التدخل في قرارات العراق واختياراته".

وأشارت شيخ دلير إلى الأهمية الكبيرة للدور المحايد الذي يجب أن يتبناه العراق تجاه جميع الدول العربية، وأن يكون لديه قرار يخدم مصالح جميع شعوب ودول المنطقة.

ولفتت إلى أن نجاح العراق في استضافة القمة العربية بحضور الرئيس السوري سيكون له تأثير كبير وإيجابي على نظرة العالم للعراق، مشددة على الأهمية الإستراتيجية للعلاقات بين العراق وسوريا كونهما يمثلان ركيزتين أساسيتين في المنطقة.

مصالح مشتركة

من جهته، شدد القيادي في تحالف العزم النائب رعد الدهلكي على ثبات ووضوح موقف العراق تجاه كافة القضايا العربية، مشددا على حرص البلاد على استقرار الدول العربية ورفض أي تدخل في شؤونها الداخلية، مع التأكيد على حق شعوبها في تحديد مصيرها.

ووصف الدهلكي خلال حديثه للجزيرة نت الجمهورية العربية السورية بـ"الدولة الجارة والشقيقة التي تربطها بالعراق مصالح مشتركة وتأثير واضح في المنطقة".

وأشار إلى أن حضور رئيس سوريا القمة العربية المقرر عقدها في بغداد يعد شرطا أساسيا لنجاحها وضمان الخروج بقرارات دقيقة تصب بالاتجاه الصحيح لخدمة المنطقة ومنع أي تدخلات خارجية في شؤون العالم العربي.

بدوره، أكد رئيس تحالف الضمير الشيعي إياد الفتلاوي على الأهمية القصوى لأن ينظر العراق وسوريا إلى المنافع الاقتصادية المشتركة التي تعود على البلدين، بالإضافة إلى ضرورة ربط التفكير والتصرفات بالعمق التاريخي الذي يربط الشعبين الشقيقين.

إعلان

وأشاد الفتلاوي في حديثه للجزيرة نت بالجهود التي يبذلها أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في تعزيز روح الأخوة والتسامح وتحقيق التوازن في العلاقات بين سوريا والعراق.

وبشأن التحديات التي تقف أمام تعزيز العلاقات بين البلدين، أوضح الفتلاوي أن من أبرزها "وجود شرخ كبير ناتج عن تصرفات بعض الشخصيات السياسية التي لا تراعي العمق التاريخي والحضاري بين البلدين، إضافة إلى الجرح العميق الناجم عن سوء الفهم من تصرفات القيادات السابقة".

وأعرب الفتلاوي عن ثقته الكاملة بإمكانية أن تشهد العلاقات تطورا إيجابيا، مما يمكن أن تستفيد منه سوريا في مجالات اقتصادية وسياحية وتجارية، مشيرا إلى أن العراق يمكن أن يكون داعما مهما لشقيقته سوريا على الصعيدين العربي والعالمي.

وأكد أن مصلحة البلدين من جميع الجوانب تقتضي ضرورة وجود علاقات متينة ومتماسكة "لأن الواقع يؤكد أن هناك من يسعى إلى تخريب التقارب السوري العراقي، لذلك يجب على الطرفين التأكيد على عمق العلاقة بين البلدين، وأن تؤخذ التصرفات على محمل مصلحة الشعبين وليس العكس".

أخبار متعلقة :