يشبّه خبراء العناية بالبشرة المرطب بالقميص الأبيض الأساسي في خزانة الملابس؛ بسيط لكن لا غنى عنه. فهو عنصر أساسي في أي روتين للعناية، ويمكن أن يعطي نتائج مختلفة بناء على طريقة استخدامه. ويتفق جميع المختصين على أن الترطيب ضروري لكل أنواع البشرة، بما في ذلك البشرة المعرضة لحب الشباب.
ومع أن الكل يوصي باستخدام المرطب، إلا أن الآراء تختلف قليلا حول الطريقة المثلى لاستخدامه. وهنا تبدأ رحلة البحث عن التركيبة المثالية التي تناسب احتياجات البشرة، إلى جانب تعلم كيفية دمج أكثر من مرطب في روتين واحد بشكل فعال.
اختيار المرطب المناسب
تتمثل الخطوة الأولى في اختيار المرطب في فهم نوع بشرتك واحتياجاتها. وتختلف التفضيلات حسب نوع البشرة، سواء من حيث الملمس، أو المكونات الفعالة، أو الأهداف التي يسعى المنتج لتحقيقها.
يؤكد الدكتور دهفال جي. بهانوسالي اختصاصي الأمراض الجلدية أهمية هذا الفهم، مشيرا إلى أن "كل شيء يعتمد على ما تحاول معالجته. فعلى سبيل المثال، المنتجات التي تحتوي على 1-2% من النياسيناميد مفيدة لتهدئة البشرة، لكن إذا كان الهدف معالجة التصبغات، فالتركيبة التي تحتوي على 5-6% من النياسيناميد ستكون أكثر فاعلية".
من جانبها، توضح الدكتورة كوني يانغ، طبيبة الجلد المعتمدة، أن ملمس المرطب يلعب أيضا دورا رئيسيا. وتضيف "إذا كانت بشرتك دهنية، اختاري مرطبا خفيفا على شكل جل-كريم يجف بسرعة ولا يترك ملمسا دهنيا. أما إذا كنت تعانين من جفاف البشرة، فاختاري كريمًا أكثر كثافة يحتوي على مكونات مرطبة ومكونات تمنع تبخر الرطوبة من الجلد".
إعلان
وتحذر الدكتورة يانغ أصحاب البشرة المعرضة لحب الشباب من استخدام المرطبات التي تحتوي على مكونات تغلق المسام، أو ما يُعرف بالمكونات الحاجزة (Occlusives)، لأنها قد تؤدي إلى ظهور البثور.
استخدام أكثر من مرطّب.. متى ولماذا؟
يطرح كثيرون سؤالا شائعا: هل يجب استخدام أكثر من مرطب في الروتين اليومي؟ وبحسب الخبراء، لا توجد قاعدة صارمة لذلك، لكن هناك مواقف قد تتطلب ذلك، خاصة في حالات الجفاف الشديد أو في الطقس البارد.
تقول الدكتورة يانغ "إذا كنتِ تستخدمين المنتج المناسب لنوع بشرتك، قد يكون من المفيد استخدام مرطبين معا خلال أشهر الشتاء الجافة".
ويضيف الدكتور بهانوسالي "لا بأس باستخدام طبقات من المرطّب، خاصة إذا كنتِ تستخدمين الريتينول أو مكونات نشطة أخرى. أُفضّل استخدام تركيبة خفيفة قبل الريتينول، ثم كريم أكثر كثافة بعده".
هذه التقنية تساعد على حماية حاجز البشرة، والحفاظ على توازن الرطوبة الطبيعي، والحد من التهيّج الناتج عن المواد النشطة القوية مثل الريتينول.
قواعد وضع الطبقات.. من الأخف إلى الأثقل
تؤكد الدكتورة يانغ أن الترتيب الصحيح لتطبيق المنتجات يضمن امتصاصها بكفاءة، وتوضح قاعدتها الذهبية:
"ابدئي دائما من المنتج الأخف وزنا إلى الأثقل. توضع السيرومات الخفيفة أولا، ثم الكريمات الثقيلة لضمان امتصاص المكونات الفعالة بفاعلية. وينطبق الأمر ذاته على المرطبات". فعلى سبيل المثال، إذا كان لديكِ مرطب على هيئة جل مائي خفيف، استخدميه أولًا، ثم ضعي الكريم الأثقل فوقه.
ورغم تشابه هذه الطريقة مع تقنية "سلاغنغ" "Slugging"، فإنهما ليستا الشيء نفسه. وتوضح الدكتورة يانغ الفرق بقولها إن "السلاغنغ هو وضع طبقة من مرهم حاجز مثل الفازلين فوق منتجات العناية بالبشرة بهدف تعزيز الامتصاص ومنع فقدان الماء عبر البشرة. إنها تقنية علاجية مكثفة وليست مجرد دمج مرطبين".
ولتحقيق ترطيب فعال، لا يكفي مجرد استخدام المرطب، بل يتطلب الأمر فهما دقيقا لطبيعة البشرة واحتياجاتها، إلى جانب الوعي في اختيار المنتجات وتطبيقها. فدمج أكثر من مرطّب بطريقة صحيحة -بدءا بالتركيبات الخفيفة وصولا إلى الأثقل- يساعد في تعزيز ترطيب البشرة وتقوية حاجزها الواقي.
إعلان
ومع ذلك، تبقى النتيجة مرهونة باختيار المنتجات الملائمة لنوع البشرة؛ إذ إن استخدام التركيبات الخاطئة قد يُضعف فاعلية الروتين بأكمله، مهما كانت خطواته دقيقة.
وفي ظل التنوع الكبير في مستحضرات الترطيب، تُعد قراءة المكونات بعناية والاعتماد على توصيات المتخصصين من العوامل الأساسية لتحقيق بشرة صحية، ونضرة، ومتوازنة.
أخبار متعلقة :