أكد الدكتور عاصم حجازي، الخبير التربوي، أن استعدادات وزارة التربية والتعليم لامتحانات الثانوية العامة للعام الدراسي 2025 لا تزال تقليدية، رغم أن العام الدراسي نفسه يُعد غير تقليدي، مما يفرض على الجهات المعنية التعامل بمنهج مختلف في التخطيط والتنفيذ، خاصة في ما يتعلق بمكافحة ظاهرتي الغش وتداول الامتحانات.
وأوضح حجازي أن هذه الظواهر تمثل التحدي الأكبر الذي يواجه منظومة الامتحانات هذا العام، الأمر الذي يستدعي إجراءات قوية وغير تقليدية، تتجاوز النمط المعتاد، وتستند إلى دراسات متعمقة واستعدادات مكثفة، مشددًا على أهمية الاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي نجحت في السيطرة على تلك الظواهر بوسائل تقنية وتنظيمية مبتكرة.
وفي السياق ذاته، ثمّن حجازي التوجيهات الصادرة عن الوزارة بشأن تنظيم العملية الامتحانية، واصفًا إياها بـ "الجيدة جدًا" من حيث المبدأ، لا سيما فيما يتعلق بصياغة الأسئلة بدقة ووضوح، بما لا يفتح المجال لتعدد الإجابات أو الوقوع في اللبس، على أن تراعي كذلك الفروق الفردية بين الطلاب.
وأشار إلى أن التوزيع المقترح لدرجات الأسئلة يعكس وعيًا تربويًا بأهمية العدالة، حيث تتوزع بنسبة 30% للمستويات العليا، و40% للمستويات المتوسطة، و30% للمستويات الأقل تحصيلًا. غير أنه نبه إلى أن تلك التوجيهات لا تزال في نطاق التعليمات النظرية، في ظل غياب الآليات الواضحة التي تضمن تحققها على أرض الواقع أو تقيس مدى فاعليتها.
وفيما يخص تنظيم مقار الامتحانات، أشاد الدكتور عاصم حجازي بقرار الوزارة بإقامة الامتحانات داخل المدارس بدلًا من الجامعات، موضحًا أن هذا القرار يصب في مصلحة الطلاب من حيث توفير الوقت والجهد، والحد من التشتت، فضلًا عن دوره في تعزيز مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب.
كما أشار إلى قرار الوزارة بتوحيد أسئلة الامتحانات بين طلاب النظام القديم والجديد، باستثناء مادة الأحياء، التي ستُدمج مع الجيولوجيا في النظام الجديد فقط، معتبرًا أن هذا القرار يتطلب توضيحًا أكبر للطلاب لتجنب البلبلة والتساؤلات.
وأكد الخبير التربوي أن جهود تأمين لجان الامتحانات، مهما بلغت دقتها، لن تكون كافية بمفردها، ما لم تصاحبها حالة من الوعي المجتمعي بخطورة الغش وآثاره السلبية على مستقبل التعليم والمجتمع، داعيًا إلى ضرورة تفعيل مشاركة مجتمعية حقيقية في مواجهة هذه الظاهرة.
وأوضح أن مكافحة الغش لا ينبغي أن تكون مسؤولية الدولة وحدها، بل مسؤولية مشتركة بين جميع فئات المجتمع.
ووجه الدكتور حجازي مجموعة من النصائح المهمة للطلاب استعدادًا للامتحانات، تتوافق مع طبيعة الأسئلة الموضوعية التي تعتمد على الفهم والتحليل.
وأوصى الطلاب بعدم الانشغال بالمقارنة بين النظامين، والتركيز على الهدف الأساسي، وهو استيعاب المنهج بكل أجزائه.
كما شدد على ضرورة مراجعة المحتوى الدراسي أكثر من مرة، على فترات متباعدة، باستخدام وسائل متنوعة مثل الخرائط الذهنية والملخصات، بما يعزز الفهم ويُسهِّل استدعاء المعلومات.
ونصح بالإكثار من حل النماذج الاسترشادية والامتحانات السابقة، لما لها من دور كبير في تدريب الطالب على نمط الأسئلة وتعزيز الثقة.
ولكسر حاجز الرهبة والارتباك، دعا حجازي الطلاب إلى زيارة المدرسة التي سيؤدون بها الامتحانات قبل موعدها، والتعرف على الطريق إليها، إلى جانب النوم مبكرًا ليلة الامتحان، والاستيقاظ في وقت مناسب، والحرص على الوصول إلى اللجنة بوقت كافٍ قبل بدء الامتحان.
أما أثناء أداء الامتحان، فنصح بالبدء بالأسئلة الأسهل لتعزيز الثقة وتوفير الوقت، ثم الانتقال إلى الأسئلة الأكثر صعوبة، مع مراجعة الإجابات قبل تسليم ورقة الإجابة.
كما شدد على أهمية عدم مراجعة الامتحان بعد الخروج من اللجنة، لما لذلك من أثر سلبي على التركيز والاستعداد للمواد التالية.
وختم حجازي تصريحاته بالتأكيد على أن الحفاظ على مصداقية امتحانات الثانوية العامة يتطلب تكاتف الجميع، من مؤسسات تعليمية وأسر وطلاب ومجتمع، للارتقاء بجودة التعليم وضمان عدالته.
أخبار متعلقة :