الكويت الاخباري

تحذيرات جديدة من الفيدرالي الأمريكي بشأن الاقتصاد وأسعار الفائدة - الكويت الاخباري

خفض التصنيف الائتماني سيرفع تكلفة رأس المال مما قد يؤدي إلى موجات صدى عبر الاقتصاد الأمريكي

أثار خفض وكالة موديز للتصنيف الائتماني للولايات المتحدة من Aaa إلى Aa1 في 16 مايو/آيار الجاري قلقًا واسعًا بشأن الاقتصاد الأمريكي، حيث أكد رفاييل بوستيك، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا، أن هذا القرار سيترك انعكاسات تتجاوز الأسواق المالية، مؤثرًا على تكلفة رأس المال ومختلف القطاعات الاقتصادية.

تأثير خفض التصنيف الائتماني على الاقتصاد الأمريكي

أوضح بوستيك أن خفض التصنيف الائتماني سيرفع تكلفة رأس المال، مما قد يؤدي إلى موجات صدى عبر الاقتصاد الأمريكي، بما في ذلك:


ارتفاع تكاليف الاقتراض: زيادة عوائد سندات الخزانة، مما يؤثر على أسعار الفائدة للقروض العقارية وقروض الأعمال الصغيرة. ضغوط على الأسواق المالية: انخفاض في مؤشرات الأسهم وتقلبات في أسواق السندات، مع هبوط العقود الآجلة للأسهم الأمريكية بنسبة تصل إلى 1.6%. تباطؤ النمو الاقتصادي: توقعات بتفاقم العجز السنوي إلى أكثر من 7% من الناتج المحلي الإجمالي في 2026، نتيجة ارتفاع الدين الحكومي إلى 134% من الناتج بحلول 2035.

أشار بوستيك إلى أن تأثير هذا الخفض على الطلب على سندات الخزانة الأمريكية لا يزال غير واضح، داعيًا إلى مراقبة استجابة الأسواق خلال الأشهر المقبلة لتقييم النظرة الاقتصادية التي تعاني بالفعل من تقلبات.

التضخم والرسوم الجمركية: تعقيدات اقتصادية متزايدة

حذر بوستيك من أن التضخم والرسوم الجمركية الجديدة تُفاقم التحديات الاقتصادية:

ضغوط التضخم: أقر بوستيك بأن معدلات التضخم لا تتراجع بالسرعة المتوقعة، مما يزيد المخاطر على الأسر والشركات. وأشار إلى أن توقعات التضخم تشغل باله أكثر من سوق العمل، حيث تباطأ التقدم نحو هدف التضخم عند 2%. الرسوم الجمركية: أعرب عن شكوكه حول قدرة المستهلكين على تحمل تكاليف الرسوم الجمركية الإضافية، خاصة مع ضغوط ميزانيات الأسر الناتجة عن التضخم. وتوقع أن تتطلب تقييم تأثيرات هذه الرسوم فترة من 3 إلى 6 أشهر. سلوك المستهلكين: قد تؤدي فترة الانتقال المرتبطة بالرسوم إلى تغييرات في أنماط الإنفاق، مما يؤثر على النمو الاقتصادي على المدى الطويل.

رغم ذلك، أكد بوستيك أن أسواق الخزانة لا تزال تعمل بكفاءة، وأن الرسوم الجمركية قد تفقد أهميتها على المدى البعيد إذا تم إدارتها بحكمة.

سياسة الفائدة في 2025: توقعات حذرة

فيما يتعلق بأسعار الفائدة، أبدى بوستيك موقفًا متشددًا، مشيرًا إلى:

تخفيض وحيد محتمل: يميل بوستيك إلى دعم خفض واحد فقط في أسعار الفائدة خلال 2025، مرهونًا بتطور التضخم وتفاصيل الرسوم الجمركية. تأثير الرسوم الجمركية: ستكون هذه الرسوم عاملاً حاسمًا في قرارات الفائدة، حيث تتطلب آثارها وقتًا أطول للظهور. عدم اليقين: أكد أن الفيدرالي يتحكم فقط بجزء محدود من تكلفة رأس المال، مما يزيد تعقيد عملية اتخاذ القرار.

بوستيك، الذي لا يملك حق التصويت في لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية لعام 2025، يعكس وجهة نظر متشددة تدعم التريث في تخفيف السياسة النقدية حتى تتضح الصورة الاقتصادية.

سوق العمل مقابل التضخم: أولويات بوستيك

أوضح بوستيك أن سوق العمل لم يشهد تغيرات كبيرة، حيث لا توجد مؤشرات على تسريح واسع للموظفين. ومع ذلك، يرى أن التضخم يمثل التحدي الأكبر:

استقرار سوق العمل: الشركات لم تعلن عن خطط تسريح، مما يعزز الاستقرار النسبي في التوظيف. قلق التضخم: توقعات التضخم المرتفعة تشكل تهديدًا أكبر من قضايا التوظيف، مما يدفع بوستيك للتركيز على الجانب التضخمي في ولاية الفيدرالي.

توقعات السوق والمعنويات الاقتصادية

رأى بوستيك أن تراجع معنويات السوق لم يتجلَّ بعد في البيانات الاقتصادية، لكنه توقع نقطة تقارب محتملة بين المعنويات والبيانات مع اقتراب نهاية فترة تصفية المخزونات.

كما اعتبر تقلبات السوق في أبريل 2025 انعكاسًا لتكيف المستثمرين مع الرسوم الجمركية، وليست مؤشرًا على أزمة مالية وشيكة.

وأشار إلى أن حتى الرسوم المنخفضة على الصين تحمل دلالات اقتصادية مهمة.

تحليل تداعيات خفض التصنيف

تشير تقارير إعلامية إلى أن خفض التصنيف يعكس قلقًا طويل الأمد بشأن الدين الحكومي الأمريكي، الذي بلغ 36.22 تريليون دولار، مع توقعات بارتفاع العجز إلى 9% من الناتج المحلي بحلول 2035. التداعيات تشمل:

زيادة عوائد السندات: ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.49% بعد الإعلان، مما يعكس طلب المستثمرين لعوائد أعلى مقابل المخاطر. تقلبات الأسواق: هبوط في أسواق الأسهم وانخفاض الثقة في الأصول الأمريكية. ضغوط على الدولار: تراجع طفيف في قيمة الدولار، مع مخاوف من تقلص الطلب الأجنبي على السندات.

ومع ذلك، أكدت موديز أن الولايات المتحدة تحتفظ بقوة اقتصادية بفضل حجم اقتصادها ودور الدولار كعملة احتياط عالمية، مع توقعات باستقرار التصنيف عند Aa1.

نصائح للمستثمرين والأفراد في 2025

مراقبة أسعار الفائدة: مع احتمال تخفيض وحيد للفائدة، يُنصح المستثمرون بتعديل محافظهم لتتناسب مع ارتفاع تكاليف الاقتراض. تنويع الاستثمارات: التقليل من الاعتماد على الأصول الأمريكية في ظل تقلبات السوق. إدارة ميزانيات الأسر: الاستعداد لارتفاع تكاليف القروض الاستهلاكية نتيجة زيادة عوائد السندات. متابعة أخبار الرسوم الجمركية: مع تأثيرها المحتمل على التضخم، يجب مراقبة الأسعار الاستهلاكية.

ويُعد خفض تصنيف موديز للولايات المتحدة إشارة تحذيرية للاقتصاد الأمريكي، حيث حذر رفاييل بوستيك من تداعياته على تكلفة رأس المال والنمو الاقتصادي.

مع استمرار التضخم، الرسوم الجمركية، وارتفاع الدين الحكومي، يواجه الفيدرالي تحديات معقدة في 2025.

يُتوقع أن يتبنى بوستيك نهجًا حذرًا مع دعم خفض وحيد للفائدة، في انتظار وضوح تأثيرات الرسوم الجمركية. يُنصح المستثمرون والأفراد بمتابعة التطورات الاقتصادية عن كثب لتجنب المخاطر المرتبطة بالتقلبات المالية.

أخبار متعلقة :