على بعد خطوات من المسجد الحرام في قلب مكة المكرمة، تقف "مقبرة المعلاة" شاهدة على تاريخ عظيم ووجوه لا تُنسى، هذه المقبرة التي تتنفس عبق السيرة النبوية وتحتضن رفات رجال ونساء من أعظم من مروا في التاريخ الإسلامي، لم تكن مجرد مكان للدفن، بل صارت رمزًا للصلة الروحية بين الأرض والسماء، وبين الماضي والحاضر.
تُعرف مقبرة المعلاة بأنها المدفن الذي احتضن جسد السيدة خديجة بنت خويلد، أول من آمنت برسالة النبي محمد، وجده عبد المطلب، والعديد من الصحابة الكرام. ولذلك، فهي تعد من أقدس وأقدم المقابر في الإسلام، وتحمل في جنباتها حكايات الصبر والإيمان والبدايات النبوية الأولى.
تمتد المقبرة على مساحة واسعة شمال المسجد الحرام، وتتميز بجدرانها الحجرية البسيطة وأبوابها التي لا توصد، في دلالة رمزية على انفتاحها على كل من يأتي بالدعاء والترحم.
وعلى الرغم من التوسع العمراني الحديث، حافظت المعلاة على طابعها التاريخي، وظلت مزارًا روحانيًا لكثير من المسلمين الذين يأتون من كل فج عميق.
ورغم قِدم المقبرة، إلا أن روحها حاضرة بقوة، إذ يشعر الزائر هناك بخشوع نادر، خاصة عندما يقف عند قبر السيدة خديجة، تلك السيدة العظيمة التي ساندت النبي في أشد لحظات الدعوة. فتتحول الزيارة إلى لحظة تأمل في معنى الوفاء والإيمان العميق.
0 تعليق