وثق مقاتلون حوثيون، لحظة إطلاق صاروخ ومروره ببطء في أجواء العاصمة صنعاء، قبل سقوطه على سوق شعبي في العاصمة.
وأظهر الفيديو، الصاروخ أثناء انطلاقه من منطقة قريبه، ومروره من علوٍّ منخفض فوق منازل المواطنين في صنعاء.
كما وثق الفيديو، حديث المقاتلين الحوثيين، عن هوية الصاروخ، وتأكيد أحدهم بالقول إنه (من حقنا) في إشارة إلى أن إطلاقه من قبل المليشيات الحوثية.
وعقب تأكيد المقاتل الحوثي، الذي تبدو لهجته من محافظة صعدة، سقط الصاروخ وانفجر، وهو ما أكدته مقاطع فيديو أخرى مماثلة، وثقها مواطنون.
وتأكيدًا على ذلك، منعت مليشيا الحوثي تصوير مكان الجريمة أو الدخول إليها، كما اعتقلت مواطنين بتهمة تصوير الواقعة.
وكانت وزارة الصحة، في حكومة المليشيات الحوثية -غير المعترف بها دوليًا- أفادت في وقت سابق، بأن حصيلة ضحايا القصف مساء الأحد، على سوق وحي فروة بمديرية شعوب بأمانة العاصمة ارتفع إلى 42 قتيلًا وجريحًا.
وأضافت الوزارة الحوثية في بيان، أن 12 مواطنًا قُتلوا، وأصيب 30 آخرون، إثر "غارة شنها العدوان الأمريكي على سوق وحي فروة الشعبي بمديرية شعوب" - على حد تعبيرها - في حصيلة غير نهائية.
وكان وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، قد نشر عددًا من مقاطع الفيديو، التي توثق تورط مليشيا الحوثي في الجريمة، وقال إن جماعة الحوثي المدعومة من إيران لجأت خلال الأيام الماضية إلى استهداف مناطق مدنية مأهولة في العاصمة صنعاء وعدد من المدن الواقعة تحت سيطرتها، بهدف خلق حالة من السخط الشعبي تجاه العملية العسكرية الجارية، عبر إلصاق تلك الجرائم بالقوات الأميركية.
وأضاف الإرياني، في منشور على منصة إكس أن مواطنين وثّقوا بالصوت والصورة لحظة إطلاق أحد الصواريخ من داخل العاصمة، قبل أن يسقط في أحد أحيائها، في حين أظهرت مشاهد أخرى من موقع سقوط صاروخ في جبل المحويت، كتابات بدائية باللغة العربية على بقايا المقذوف، مشيرًا إلى أن الأضرار الناتجة عنه وقطر الحفرة في مقبرة ماجل الدمة لا تتوافق مع خصائص الذخائر الأميركية المتطورة، ما يؤكد استخدام الحوثيين لرؤوس تفجيرية صغيرة في هذه العمليات.
واعتبر الإرياني أن هذه التصرفات الإجرامية تمثل امتدادًا لسجل مليشيا الحوثي الحافل بالانتهاكات، وتعكس استهتارها بأرواح المدنيين، مشددًا على أن الجماعة تسعى إلى توظيف المدنيين في حملات دعائية مضللة للتغطية على أزمتها الداخلية المتفاقمة، وتزايد الضغط العسكري والعزلة السياسية التي تواجهها داخليًا وخارجيًا.
وأكد الوزير الإرياني، تحميل الحكومة الشرعية لمليشيا الحوثي كامل المسؤولية عن هذه الجرائم، واصفًا إياها بأنها "تصعيد خطير" يكشف حجم التخبط والانهيار الذي تعيشه الجماعة نتيجة الضربات التي تتلقاها في مختلف الجبهات، إلى جانب تزايد الرفض الشعبي لمشروعها الطائفي المدعوم من إيران.
وشدد الإرياني على أن هذه الانتهاكات لن تمر دون مساءلة، وأن العدالة ستطال كل المتورطين من قيادات وعناصر الجماعة، داعيًا وسائل الإعلام المحلية والدولية إلى تحرّي الدقة، وتجنّب الانسياق خلف الرواية الحوثية التي وصفها بـ"المضللة" والهادفة إلى خلط الأوراق وتزييف الحقائق.
0 تعليق