قال وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، إن الضربات العسكرية الأمريكية الأخيرة ضد مواقع الحوثيين تُعد ردًا طبيعيًا على الهجمات المتكررة التي تستهدف خطوط الملاحة الدولية وتهدد التجارة العالمية، مشيدًا بتعامل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الأزمة، وواصفًا إياه بـ"التحول الاستراتيجي" في طريقة التصدي لهذه التهديدات.

وفي حديث لقناة "العربية الإنجليزية"، أوضح الإرياني أن العمليات الأمريكية كانت "دقيقة" واستهدفت عناصر رئيسية من البنية التحتية العسكرية للحوثيين، بما في ذلك مراكز القيادة والسيطرة، ومعسكرات التدريب، ومستودعات الأسلحة، ومرافق الاتصالات التي تُستخدم في تنسيق الهجمات.

وأكد الإرياني أن الحملة العسكرية أثّرت بشكل ملموس على قدرات الحوثيين الهجومية، مشيرًا إلى تراجع واضح في قدرتهم على تنفيذ هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة، خصوصًا في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

وفي تطور لافت، كشف الإرياني عن مقتل عدد من كبار قادة الحوثيين في الصفوف الأولى والثانية والثالثة، من بينهم قادة عسكريون رئيسيون ومدبرو هجمات بحرية ومشرفون على عمليات تهريب السلاح من إيران، معتبرًا ذلك "دليلًا واضحًا على فعالية الحملة"، ومؤكدًا دعم الحكومة اليمنية لاستمرارها ضمن استراتيجية ردع شاملة تستهدف تحجيم قدرات الميليشيا وإنهاء استغلال اليمن كمنصة لتهديد الأمن الإقليمي والدولي.

وفي سياق متصل، دعا الإرياني الرأي العام الأمريكي إلى فهم الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار في المنطقة، معتبرًا أن ما تشهده منطقة الشرق الأوسط اليوم هو نتيجة لسنوات من التجاهل الدولي لسلوك إيران التوسعي.

وأضاف: "الصمت والتردد في مواجهة الخطر الإيراني سمحا له بالنمو بلا رادع، ما أدى إلى تصاعد التوتر وانتشار الفوضى التي تستغلها ميليشيات إرهابية مدعومة بالسلاح الإيراني".

واختتم الإرياني تصريحاته بالتشديد على أن المواجهة مع الحوثيين لم تعد حربًا يمنية بحتة، بل باتت "معركة من أجل حماية النظام الدولي، وضمان حرية الملاحة، والتصدي للنفوذ الإيراني التخريبي في المنطقة".

ودعا في هذا الإطار إلى اتباع نهج دولي شامل ومستدام، يشمل دعمًا سياسيًا وعسكريًا وأمنيًا واقتصاديًا للحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، لضمان استقرار اليمن والمنطقة برمتها.